الأذان الثاني للجمعة سنه سيدنا عثمان رضي الله, وهو من الخلفاء الراشدين الذين قال فيهم النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين رواه ابن حبان والحاكم, حيث إنه لما رأي كثرة الناس وانشغالهم, أمر به للإعلام بدخول وقت الصلاة, وأقره الصحابة عليه, وثبت الأمر علي ذلك إلي يومنا هذا, فكان هذا إجماعا, لاجتماع الأمة عليه من غير نكير, وقد تواتر عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن الله تعالي لا يجمع أمته علي ضلالة. ما حكم القنوت في الفجر؟ حيث إن هناك خلافا بين المصلين في مسجدنا في ذلك. اتفق الفقهاء علي مشروعية القنوات في الفجر في النوازل, وذهب كثير منهم إلي استحبابه في غير النوازل أيضا, لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قنت شهرا يدعو علي أحياء من العرب, ثم تركه, وأما في الصبح فلم يزل يقنت حتي فارق الدنيا. ومثل هذه المسألة لا ينبغي أن تكون مثال فرقة بين الناس, لأنه لا ينكر المختلف فيه, ولأنه لا ينقض الاجتهاد بالاجتهاد, ما معني قوله عز وجل:( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال:30 ؟ هذا الكلام مسوق علي سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون, وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرا في القرآن الكريم, كقوله تعالي:( نسوا الله فنسيهم)( التوبة:67), وقوله تعالي:( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم)( السجدة:14), وقوله تعالي:( إنهم يكيدون كيدا. وأكيد كيدا)( الطارق:15 16), فالله سبحانه وتعالي لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداء, وهو سبحانه منزه عن النسيان:( وما كان ربك نسيا)( مريم:64), وإنما المقصود من هذه الآيات وغيرها أن الجزاء من جنس العمل, وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم, وكل ما أضافة الله تعالي لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم, وكل ما خطر ببالك فالله تعالي خلاف ذلك. والعجز عن درك الإدراك إدارك.. والبحث في كنه ذات الرب إشراك. هل من الممكن خصم الديون المتعثرة لإخوة لنا علي حساب الزكاة؟ بمعني أن تقيد من ضمن مدفوعات الزكاة دون إشعارهم بذلك, وإنما يفادون فقط بالتنازل عن الدين؟! يجوز شرعا إبراء المعسرين من ديونهم, واعتبار ذلك من الزكاة, لأن الله سمي ذلك صدقة فقال تعالي:( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلي ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون)( البقرة:280), ولدخولهم تحت صنف الغارمين الذي هو أحد مصرف الزكاة الثمانية. ولا مانع شرعا من عدم إعلامهم بأن هذا من الزكاة, لما في ذلك من جبر خواطرهم ورفع معنوياتهم وحفظ ماء وجوهم. ما حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن؟ لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن, لحديث الترمذي:لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن, ويستثني من ذلك إن قصدت الذكر والدعاء, أو كان ذلك منها علي سبيل التعليم, واستثني بعض العلماء إن خافت نسيان ما تحفظه من القرآن, فلها حينئذ أن تقرأه من غير أن تمسه إلا بحائل. تجيب عن الأسئلة لجنة الفتوي بالأزهر الشريف.