بدأت صباح أمس في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف مباحثات متفائلة وغير مسبوقة بين مسئولي الكيانين اليوناني والتركي في جزيرة قبرص من أجل إيجاد اتفاق شامل وجذري لإنهاء انقسام الجزيرة الذي يستمر منذ أكثر من42 سنة. وتعد هذه الجولة الثانية من المباحثات التي تتم في سويسرا, بعد مباحثات أولية جرت في نوفمبر الماضي لم تسفر عن شيء. فقد وصل إلي جنيف رئيس قبرص اليونانية نيكوس أناستاسيادس وهو شديد الثقة, كما جاء رئيس قبرص التركية مصطفي أكينجي وهو يشعر بإيجابية مطلقة. ويعتقد إيسبنبارث إيدي, المبعوث ألأممي الذي يتولي هذا الملف, أن التوصل إلي اتفاق سيكون صعبا لكنه ممكن في ذات الوقت وهو يجد أن أصعب مواد الاتفاق هي التي تتعلق بتنفيذتبادل الأراضي والممتلكات والتعويضات وضمانات السيادة. وتنحصر طلبات الجانب اليوناني في عودة حوالي100 ألف مواطن يوناني اضطروا إلي مغادرة ممتلكاتهم في شمال جزيرة قبرص بعد أن اجتاحتها القوات التركية في.1974 في الوقت الذي يريد فيه القبارصة الأتراك أقل عدد ممكن من اليونانيين العائدين, بالإضافة إلي الاحتفاظ بذات عدد قواتها المسلحة في الشمال والتي يبلغ تعدادها حوالي35 ألف جندي. ويتطرق الاتفاق المحتمل أيضا إلي رسم حدود بحرية خاصة بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في هذه المنطقة من شرق حوض البحر الأبيض المتوسط. وفي حالة تصاعد حدة الخلاف, قد تقترح اليونان إنشاء قوة شرطة دولية تحت إشراف الأممالمتحدة لضمان الأمن والسلام في الجزيرة. ويعتقد المراقبون أن طرفي المباحثات سيقدمان غدا خريطة لما يمكن أن يشبه اتحاد فيديرالي بين الطرفين المتنازعين: تظهر فيها بشكل واضح المناطق التي تندرج تحت السيادة اليونانية وتلك التي تندرج تحت السيادة التركية.