طغي المال بشكل فاحش علي المنظومة الكروية في مصر وبات هو المحرك الرئيسي لكل أركانها, ولم يعد للوائح والأعراف أي قيمة طالما أن هناك من يدفع أكثر أو ربما أقل في حال تصالحت المصالح أكثر وأكثر.. الفكر الاحترافي الاستثماري وسكة الأموال جعلا من اللعبة منجم الذهب الذي انكب عليه كثيرون للنيل منه, من دون أن يفهموا أن كرة القدم تعني لهذا الشعب البسيط حالة اجتماعية ومجتمعية صارخة ومكانا رحبا وواسعا للتنفيس عما يدور في النفوس بعيدا عن التعرض لأضرار جانبية قد تنتج عن نفس الفعل في أجواء أخري. حكايات كثيرة تناثرت في الآونة الأخيرة حول الصفقات التي أبرمها اتحاد الكرة مع الرعاة الرسميين, وكيف كان بالإمكان أن يفيد اللعبة بشكل أكبر من خلالها لكنه لم يفعل لأسباب يعرفها هو وحده.. زملاء كثيرون تناولوا حكاية مباراة غانا وموضوع الطائرة الخاصة للجابون ورعاية مباريات كأس مصر وأخيرا مجاملات الاتحاد للأندية بعد أزمة الحكام, لكنهم لم يقدموا ما يثبت بالدليل القاطع أن الاتحاد أخطأ في قراراته بشأنها بالفعل. الكلام الكثير عن عروض ضخمة بالدولار لمباراة غانا لم يراع عدة أمور أخري تتعلق بحقوق الشعب الغلبان في الفرجة, وعرض خطاب شركة ما علي شاشة تليفزيون لا يعني أن صاحبه استوفي الشروط الأخري المطلوبة لإرساء العطاء عليه, والخلاف علي من سيتولي تكاليف الطائرة الخاصة من الرعاة لم تظهر ملامحه حتي الآن حتي ندخل في جدل حوله, أما مجاملة رؤساء الأندية فرد عليها عصام عبد الفتاح بروشتة ولا أقوي أبرز عناصرها ضرورة الاستعانة بأطباء نفسيين للحكام وإبعاد بعض المحللين الذين يهدفون إلي تدمير التحكيم. إدارة منظومة كرة القدم في مصر باتت في غاية الصعوبة خصوصا أنه لا أحد من كل الأطراف المعنية بها يعرف أين الحقيقة الكاملة ومن هو علي خطأ ومن علي حق, وكلماتي بصراحة ليست هجوما علي أحد أو دفاعا عن أحد, وإنما هي انعكاس طبيعي لحالة جديدة تعيشها اللعبة اسمها سمك لبن عك مصري!.