أعرب عدد كبير من أهالي قرية الجرابعة التي تبعد عن مدينة بني سويف بما يقرب من20 كم في الظهير الصحراوي التابع لمجلس قروي الحمام بمركز ناصر عن استيائهم الشديد من تجاهل المسئولين إيجاد حلول للمشكلات التي يعانون منها والمتمثلة في نقص العديد من الخدمات, مشيرين إلي أن الصحراء تحدهم من كل جانب إلا أن الآثار والجهات السيادية تمنعهم من التوسع العمراني الطبيعي أو حتي زيادة الأفدنة التي يقتات منها أهالي القرية رغم المساحات الهائلة التي تحيط بهم من كل جانب دون استغلال. يقول فرج قاسم عامل من أهالي القرية: يضطر طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية بالقرية إلي التوجه لمدارسهم بالقري المجاورة وسط الشبورة ويضطرون إلي عبور الطريق السريع الجديد الرابط بين الفيوم وبني سويف ديمو ما يعرضهم للخطر حيث لا يخلو بيت من بيوت القرية من مصاب وأحيانا متوفي بسبب الشبورة وسرعة السيارات فالأمر يحتاج إلي حل جذري إما عن طريق إنشاء كوبري مشاة لربط القرية بالجهة المقابلة من الطريق أو وجود عساكر مرور ولو في فترة الصباح فقط. وأضاف عبد الناصر عزيز بدون عمل أن حال القرية كبقية القري المجاورة فلا يوجد بها صرف صحي, فضلا عن أن الطريق الوحيد بالقرية والبالغ طوله2 كم غير مرصوف, إلا أن المشكلة الأكبر تتمثل في عدم استغلال الظهير الصحراوي للقرية والذي يحتاج فقط لقرار من الدولة بتخصيص جزء منه للحيز العمراني للقرية وجزء آخر للزراعة فهي المهنة التي يجيدها الجميع ولا يجرؤ أحد من الجرابعة أن يتطاول علي الأرض بالبناء أو التبوير وكذلك تخصيص جزء لدفن موتانا وكذلك إقامة مشروع لشباب القرية لاستيعاب شباب وبنات القرية مثل تربية الدواجن ومزارع البيض فنحن لا نجد ما نعمل به سوي الترزق باليوميات في حين أن إقامة مشروعات صغيرة ستدر ربحا علي الدولة وتوفر فرص عمل لأبناء القرية المظلومين. وطالب محمد توفيق محجوب شيخ القرية بأن يسمح الجيش والآثار للقرية بالتوسع الطبيعي, مشيرا إلي أن المسئولين عن الآثار بجميع هيئاتها والبعثات الأجنبية التي يعملون معها قاموا بالبحث والتنقيب عشرات المرات وتأكدوا تماما من خلو المنطقة من الآثار ورغم ذلك أعلنوا أن المسافة من هرم ميدوم إلي هرم اللاهون منطقة أثرية عسكرية وقاموا بوضع كردون بالبراميل حولنا ولا نستطيع أن نقيم عشة للطيور وإلا فمصيرنا السجن والغرامة والتشريد في حين أن تلك المناطق لا نريد فقط أن نتوسع عليها لتعمير واستمرار الحياة بل عرضنا إقامة عدة مشروعات سياحية لأن قريتنا تتميز بدمج الزراعة والصحراء والنخيل والانخفاضات التي تجعل من أي منطقة مثلها جاذبة للسياحة وعيش الحياة البدائية التي يبحث عنها الملايين من السياح. ويروي عبد الحميد توفيق معاش والدموع تملأ عينيه مأساته مع الآثار قائلا: فوجئت منذ عشر سنوات بحكم محكمة صادر ضدي بهدم نصف منزلي الذي أقوم بإيواء شقيقي وأبنائه فيه كما حكم علي بغرامة مالية كبيرة وكل ذلك بسبب اتهام الآثار لي بأنني تعديت علي جزء من حرم المنطقة الأثرية التي قاموا بالتنقيب بها عشرات المرات دون أن يجدوا شيئا وفي النهاية قررت هدم ما صدر به الحكم احتراما لقرار القضاء وكانت المفاجأة الكبري حينما قام مسئولو الآثار ببناء ما قمت بإزالته من بيتي ليخصصوه كغرفة للخفراء والحراس لذا أناشد مسئولي الآثار ببني سويف بقبول المصالحة القانونية لاسترداد بيتي. ومن جانبه, أكد المحاسب خالد عويس رئيس مركز ومدينة ناصر أن الوحدة المحلية للحمام التي تتبعها الجرابعة أصغر وحدة من حيث عدد السكان ورغم ذلك تم تخصيص900 ألف جنيه من الميزانية لها وتم توزيعها علي الوحدة لاستكمال الأهم فالمهم في كل قرية والجرابعة خصصت لها من ميزانية المدينة200 ألف جنيه لأن ميزانيتها كانت قليلة جدا وقمنا بتمهيد الطريق الداخلي للقرية لأن الطريق ضيق ولا يصلح للرصف, وأشار رئيس المدينة إلي أنه سيقوم بمخاطبة الآثار للسماح للأهالي بالتوسع عمرانيا وزراعيا ودراسة المعوقات لتسهيل الحياة والأمور علي الأهالي هناك.