مع أنني مؤمن تماما بحرية النقد والتعبير إلي أقصي الحدود, إلا أنني أرفض وبكل شدة إهانة رموزنا الإسلامية والإساءة إليها, خاصة إذا جاءت هذه الإهانة والإساءة ممن يدعون التحضر والمدنية, وهم أبعد ما يكونون عنها, لأنهم يسيئون أولا إلي مبدأ حرية الرأي, ويعطون لأنفسهم الحق الذي يرفضون أن يتمتع به غيرهم. أقول ذلك ردا علي ما أثاره حمدي رزق من لغط في حواره مع مفيد فوزي الذي ظهرت كراهيته للرموز الإسلامية, وعداؤه للحجاب, ومحاولته النيل من فضيلة الشيخ محمد الشعرواي إمام الدعاة, الوسطي, الذي لم يكن يوما داعما لتطرف, أو ممهدا له, والذي يجله ويحترمه من عاصروه ومن استمعوا وشاهدوا تفسيراته للقرآن الكريم. لقد أساء مفيد فوزي إلي الشيخ وإلي الإسلام, وإلي كل المسلمين, خلال إجابته علي سؤال حمدي رزق, والأخير لا يقل مسئولية في حق الشعراوي وفي حق شريعتنا, وهذا تنطق به حروف سؤاله المغرض المشبوه, وهو يعرف مقدما ماذا ستكون عليه إجابة مفيد, فالطيور علي أشكالها تقع, وتتحاور, وتتفق في التوجهات. يسأله: البعض يري أن الشعراوي زرع التطرف, والبعض يري أنه سلب العقول, والبعض يري أنه مهد الأرض وخصبها لكل التيارات المتطرفة اللاحقة, والبعض يري أنه كان عالما مهما جدا وتاريخيا في تاريخ الحركة الإسلامية.. كيف رأيته؟. هذا هو السؤال, وهو كله تشكيك وهجوم علي الشعراوي ويعبر عن رأي السائل, الذي انتحل صفة البعض, هو الذي حرض المجيب, وأعطي له الضوء الأخضر للهجوم. وكان الرد: رأيته بتمييزي أنه أرض خصبة لما جاء بعد ذلك, خصب وحرث الأرض لمن جاء بعده.. رأيته أيضا أنه وراء حجاب كثير من الفنانات, ولم أرد أن أدخل في هذا الموضوع, لأني اعتبرته مسألة شخصية, هذا قرار شخصي لبعض الفنانات, مع أنه لم يكن قرارا شخصيا إلا بالنسبة لهن, وكان فيه جزء كبير من التحريض علي الحجاب. في جيلي كنا نري الشيخ الشعراوي إماما وداعية ومفسرا للقرآن الكريم, لكني كنت أشعر بأن الإجادة اللغوية لديه كانت السبب, ربما كان سحر اللغة أكبر من التفسير. هذا الرد فيه إهالة التراب علي تاريخ الرجل الذي أفني حياته من أجل الدعوة الإسلامية الوسطية البعيدة عن الغلو والتطرف, والشعب المصري كله بكي وهو يتابع الفيديو المسجل للشيخ الشعراوي الذي أذيع إبان30 يونيو2013 وهو يبكي من أجل مصر ليعتبرها أرض السلام والإسلام أكثر من البلد الذي نزل فيه الإسلام. وفيه تحامل علي إمام الدعاة لدرجة الطعن في قدراته في تفسيره للقرآن الكريم, حيث يختزل الشيخ ومناقبه وعبقريته في اللغة, وهو الأمر الذي نعتبره جنوحا مرفوضا عند الحديث عن إمام الدعاة. لمصلحة من ينقض مفيد فوزي علي تاريخ طويل في خدمة الدعوة الإسلامية وخدمة الوطن, ولماذا أغضبته قضية حجاب الفنانات إلي هذه الدرجة, واتهم الفنانات واتهم إمام الدعاة بأنه هو الذي حرضهن, وكأنه ارتكب جريمة, هي إجابة القصد منها إخافة وإدخال الذعر علي كل أسرة ترتدي بناتها الحجاب, وهنا أسأل ما علاقة مفيد فوزي بالحجاب, وما الذي يقحمه في أمر خاص بالمسلمات؟ للأسف هو إعلام لا رابط ولا مبدأ يحكمه, إعلام هدام, بدلا من أن يناقش قضايا ومشاكل الناس مع الغلاء الفاحش وتدني أحوالهم المعيشية, راحوا يشوهون رموز الإسلام ويحاربون شرائعه..هذا هو الإعلام الذي حذرنا منه طويلا, والذي لا يبغي سوي الفتنة, وما سؤال رزق وإجابة فوزي, إلا حلقة من حلقات هدم رموزنا الإسلامية وإثارة الفتن.