الشاب كان يجهز لي حجرة لمكتبي في المنزل وحضر معه بعض العمال الذين كانوا معه في رمضان الماضي, وبعد الإنتهاء من العمل. ركبوا معي السيارة لتوصيلهم في طريقي, قال لي أحد العمال يا أستاذ فيه حاجة عايز أقولها لك قلت له تفضل قال: فاكر لما فطرنا عندك في رمضان اللي فات, أنا رجعت بيتي لقيت مراتي وحماتي وأولادي في إنتظاري..ولما أخبرتهم بأني أفطرت عندك كانت دهشتهم كبيرة, سألوني بنفسي الدهشة.. هم دل بيصوموا.. يقصد الممثلين لاحظ إبتسامة باهتة علي شفتي, ولكنه أكمل حديثه!! قلت لهم: طبعا.. ده الأستاذ أنا قعدت في بيته شهر.. كل يوم يبدأ صباحه بسماع القرآن, يصوم رمضان, أولاده يؤدون الصلاة في مواعيدها.. عندما ينزل إلي عمله أسمعه يتمتم بآيات الله مستعينا بها علي دنياه.. لم يكن تمثيلا بل حقيقة رأيتها بعيني وضميري!! لاحظ نظرة أسي في عيني.. وقال معلهش هم معذورن!! قلت له: عندك حق.. فهم يرون الممثل في السينما أو الفيديو يشرب الخمر, ويقتل, ويدخن الحشيش, ولا يعلمون أن هذه الخمرة هي عبارة عن مياه مضافا إليها الشاي أو أي مشروب ملون, وأن كثيرا من الممثلين ينتابهم ألم كبير في المعدة لتحزهم من شرب هذا اللون عدة مرات عندما يتمرر تصوير المشهد, ولا يعلمون أن الذي يقدم لهم من المشروبات كلها أشياء مزيفة وليست حقيقية, لهذا معهم عذرهم, ولأنهم لا يعلمون أن هناك كثيرا من الممثلين والممثلات يعيشون حياة بسيطة مليئة بالإيمان والأسرية والتقاليد المرعية. وصمت صديقي النجم الذي يقصي لي هذه الحكاية.. قلت له لا تحزن فأنا نفسي يا صديقي في بدء حياتي الصحفية.. لم أكن أصدق ما أري في كواليس المسارح.. فقد كان النجم الكبير عباس فارس يجلس في حجرته بمسرح الريحاني يقرأ القرآن من المصحف بصوت عال في كل أوقات فراغه, كل ممثل قبل دخوله إلي خشبة المسرح أو أمام الكاميرا تسمع منه كلمات الله يتمتم بها قبل بدء عمله, وأنتم يا صديقي النجم.. نجوم يراهم الناس تحت الأضواء.. والغلطة الصغيرة تكبر بحجم النجم وأنتم قدوة لكثيرين وعليكم.. مسئولية القدوة الحسنة.. حتي يراكم الجمهور علي حقيقتكم وكما تريدون!!