الهجوم الشرس الذي تعرض له منتخب الكرة النسائيةمن جانب بعض البرامج التليفزيونيةعقب خروجه من الدور الأول من بطولة كأس الأمم الإفريقية, جاء بهدف الانتقام من مسئولي الاتحاد أولا وأخيرا. لا أعرف بالتحديد الغرض من الدخول في مغالطات لها علاقة بفترة الإعداد والتركيز تحديدا علي المباريات التي خاضها المنتخب خلالها ومدي توافقها مع عادات وتقاليد مجتمعنا من عدمه في هذا التوقيت بالذات, لكن ما أعرفه أنه كان يجب علي كل الإعلاميين أن يساندوا هؤلاء الفتيات وأن يأخذوا بأيديهن من أجل تقديم ما هو أفضل في المناسبات المقبلة خاصة وأنهن حديثات العهد بمثل هذه البطولات الكبري. ربما بدا أن العقلية النقدية واستخلاص الدروس من التجارب السابقة لا تزال تراوح مكانها, وأن استغلال مثل هذه الإخفاقات من أجل تحقيق مصالح شخصية لا يزال يلعب برءوس بعضنا دون التفكير بما قد يسببه ذلك لهؤلاء الفتيات من إحراج وسط مجتمعاتهن الصغيرة. لا خلاف علي أن كل من تابع مسيرة هذا المنتخب خامرته أسئلة حارقة حركت سكونه لعل من أبرزها: لماذا تمت فترة الإعداد بهذه الطريقة؟, ولماذا تعثرت فتيات مصر في الدور الأول؟, ولماذا لم يكتمل الحلم بعد أن اقتربن من التأهل للدور التالي بفوزهن علي زيمبابوي؟, ولماذا تبخر هذا الحلم بخسارة ثقيلة أمام جنوب إفريقيا في وقت كان يكفينا التعادل؟. كنت أتمني من الزملاء أن يردوا علي تلك الأسئلة بشفافية بدلا من الخوض في كلام يخدش الحياء, وأن يقدموا حلولا لكيفية استثمار هذه التجربة للارتقاء بالكرة النسائية إلي مصاف النخبة المتميزة.كنت أتمني أن يكشفوا نقاطالضعف في المنتخب, وأن يوفروا علاجا لغياب التجانس ما بين اللاعبات الأمر الذي لم يسمح لمصر بأن تذهب بعيدا علي الصعيد القاري. لا شك في أن تلك المشاركة أنعشت آمالا عريضة في تحريك المياه الراكدة في الرياضة النسائية, لكنها كالعادة ارتطمت بمشكلة أزلية تعود في الأساس لطبيعة التركيبة النفسانية لنماذج معروفة من الذئاب البشرية!