أحلام وآمال كبيرة علقتها عليه عائلته الصغيرة, وحملها الطالب من مدينة أسيوط إلي الإسكندرية لدراسة الطب بها, فوالده المزارع ووالدته كانا يريان به العوض عن سنوات الشقاء والتعب ولم ينس ابتسامة والده مودعا إياه علي محطة القطار قائلا:ربنا عوض عليا أخيرا وابني بقي دكتور. وانتظم الشاب في دراسته حيث كان ينهي محاضراته وسرعان ما يعود إلي الشقة التي استأجرها مع أربعة آخرين من أبناء بلدته, أحدهم طالب يدرس بكلية التجارة والآخرون عاملون في مجال البناء والمعمار, فكانوا جميعا يتقاسمون إيجارها فيما بينهم. ومر أول عامين والشاب منكفئ علي نفسه من البيت للجامعة والعكس, لا يعرف طريقا للفسح والرحلات مثل باقي زملائه حتي تعرف علي ممدوح, وهو طالب بكلية التجارة كان يأتي لزميله في الشقة المشتركة التي يقيم فيها, ليصطحبه للتنزه وتمكن أخيرا من إقناعه من أن يأتي معهما. ذهب الشاب مع زميل سكنه وصديقه إلي أحد المقاهي بمنطقة بحري وهناك تعرف علي صحبة جديدة من الشباب, تحسس من لغة حوارهم أنهم لم يرتادوا مدرسة قط, وبدأ يستمع لحكايات عن الجريمة والاتجار بالمخدرات والإيقاع بالفتيات, لم تتوقف بالمقهي ولكنها انتقلت معهم إلي شقة أحدهم بمنطقة العامرية وهناك بدأ الشباب في تعاطي الحشيش, لم يرغب الشاب في مشاركتهم ولكن رائحة الدخان أجبرته علي الإحساس بما أحسوا. مرت الأيام بعد تلك الواقعة, وتلقي الشاب اتصالا هاتفيا من والدته يخبره بوفاة والده, كانت الصدمة شديدة علي الشاب لكنها لم تمنعه من التفكير في كيفية تدبير المال اللازم لدراسته وإيجار الشقة سكنه, فأدرك أن عليه العمل بجانب الدراسة ولكن كيف له ذلك مع كلية عملية مثل كليته. واستغل صديقه حاجته وبدأ يجذبه رويدا رويدا حتي أقنعه ودخل غمار ترويج الحشيش والأقراص المخدرة. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, حيث لم يكد يمر وقت طويل حتي تمكنت الأجهزة الأمنية من الإيقاع به متلبسا بحوزته مواد مخدرة بأحد الأكمنة المرورية. كانت قوة أمنية تابعة لمديرية أمن الإسكندرية قد تمكنت من ضبط المدعو م ع,26 عاما, مقيم بأحد مراكز مدينة أسيوط, وبحوزته كميات من الأقراص المخدرة للاتجار بها, أثناء مروره من كمين أمني علي الطريق الساحلي غرب المدينة, مستقلا سيارة ملاكي أسيوط, وبمواجهته, أقر بحيازته للأقراص المخدرة بقصد الاتجار, واستخدامه السيارة في ترويج المخدر, وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة المختصة لمباشرة التحقيق معه.