في منتصف الشهر الماضي نشر موقع24 الإماراتي خبرا نوعيا عن اشتداد الخلافات والاتهامات بين محمد الحلوجي( مسئول ملف إخوان مصر الهاربين إلي السودان) وبين جبهة شباب الإخوان الموالية لمحمد كمال الذين يطلقون علي أنفسهم الكماليون أو جبهة التأسيس الثالث, وهم فصيل إخواني يقوم بأعمال التفجير والاغتيالات تحت مسمي الكتائب النوعية. يقول الموقع الإماراتي إن الخلافات بين الحلوجي مسئول ملف الإخوان المصريين, الموالي لجبهة محمود عزت, وبين مجموعات الكماليين الهاربة إلي السودان الذين يبلغ عددهم حوالي400 عنصر, قد وصلت إلي مرحلة مسدودة. وبالتالي اتجهت مجموعة الكماليين إلي اتهام الحلوجي بالعمالة للأمن السوداني, والارتباط بعلاقات شراكة في عدد من المشروعات بالسودان, وأنه تعود الدفاع عن النظام السوداني للحفاظ علي استثماراته ومشاريعه التجارية, وأنه يقدم مصالحه الخاصة علي المسئولية التنظيمية داخل الجماعة. وقد نتج عن هذه الاختلافات والانقسامات قيام الأمن السوداني بالضغط علي الكماليين عبر عمليات التتبع والملاحقة, مع اعتقال بعضهم, فيما نزحت عناصر أخري إلي تركيا. في السياق ذاته نشر موقع برلمان الإخوان المزعوم في الخارج, وقائع وصور مشاركة وفد من هذا البرلمان الوهمي في مؤتمر عقد في الخرطوم في الأسبوع الثالث من الشهر الماضي, حيث عقدوا لقاءات مع عدد من الساسة والمفكرين السودانيين وآخرين ممن حضروا المؤتمر, تحدثوا فيها عن عدد من القضايا الهامة وعلي رأسها( الانقلاب) في مصر وأثره علي الأمة.. وشر البلية ما يضحك, حيث ما زال هؤلاء يتحدثون عن الأمة التي تحولت إلي أنقاض, بأيديهم وأيدي الفصائل التي انبثقت عنهم من أمثال القاعدة وداعش ومن لف لفهم. كل هذه الوقائع ليست جديدة وقد نشر الكثير عنها بشكل متفرق من قبل, وهي في مجملها تفصح بصوت جهير وتشير إلي أن السودان قد عاد إلي ممارساته السابقة في دعم الإرهاب في عقد التسعينيات حين تم فتح أراضي السودان لكل إرهابيي العالم من بن لادن إلي الظواهري مرورا بكارلوس, مع إمداد هذه العناصر والتنظيمات بأماكن الإيواء والتدريب والتسليح, وأيضا التمويل في بعض الحالات. والأمثلة والوقائع أكبر مما يتسع لها هذا الحيز. ومن المعروف أن السلطات السودانية قد انقلبت في نهاية عقد التسعينيات وقبيل أحداث11 سبتمبر علي كل من وفرت لهم الدعم والمأوي في وقت سابق, حيث باعت كارلوس إلي فرنسا في عام1995, ثم حاولت تكرار الأمر نفسه مع أسامة بن لادن, إلا أن واشنطن أعرضت عن الشراء, فتم ترحيل الرجل إلي أفغانستان.. وفي وقت لاحق تم تسليم ملفات كل العناصر التي مرت علي الخرطوم, قربانا للأمريكان والغرب( الكافر) حتي يتم التطبيع مع أمريكا من أجل رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. والآن تعاد الكرة من جديد, في تكرار رتيب, يوضح الكثير من المعاني والمغازي.. حيث يتحول السودان إلي ملاذ آمن للعناصر الإرهابية الساعية إلي إشاعة الفوضي والتخريب في مصر.. في تهديد صريح ومباشر لأمن مصر وشعبها. إن القاصي والداني يعرف أن التنظيم الإخواني في مصر قد أمسي أوهن من بيت العنكبوت, فلمصر درع يحميها.. غير أن هذا لا ينفي أن لمصر الحق في الذود عن أمن شعبها, بعد أن تم بذل أقصي الجهد للتأكيد علي التعاون وتقاسم المصالح بكل الوسائل والسبل المتاحة.