يا لسوء حظ الأطفال الذكور... عندما يضطرهم الأهل إلي كبت مشاعرهم الطبيعية وإلي عدم التعبير عن مخاوفهم وآلامهم, وذلك بتوجيه كلمة واحدة ينطقونها كثيرا وبلا تفكير: الراجل ما يعيطش! يعتقد الآباء أنهم بذلك يعلمون أطفالهم القوة والصلابة, ولا يدركون أنهم إنما يغتالون مشاعرهم البريئة ويعلمونهم القسوة ويجردونهم من رهافة الحس, فالربط بين الرجولة وعدم البكاء هو ربط خاطئ تماما, وأقوي الرجال قد لا يتمالكون أدمعهم في مواقف بسيطة ولنا في أبي بكر الصديق مثلا والذي اشتهر عنه أنه كان رجلا بكاء, فلماذا يهرع الأب نحو طفلته الصغيرة يمسح دموعها فور بكائها بينما ينظر شذرا نحو أخيها الأصغر منها ربما, إذا وجده يبكي لنفس الموقف؟ إنه تمييز بغيض غير مبرر بين طفلين يتماثلان في الإنسانية, هذا ليس معناه أبدا تشجيع الأطفال الذكور علي البكاء... ولا الإناث أيضا! فتذكر: *عامل الطفل الذكر كالأنثي في حال البكاء, وعلمهم أن البكاء هو أحد أنواع التعبير عن المشاعر وأن التعبير عن المشاعر قوة. *الفروق الفسيولوجية والنفسية الطبيعية بين الذكر والأنثي قد تجعل الأنثي أسرع في ذرف الدموع, فدع الطبيعة تتحدث. *عندما يبدأ الطفل في البكاء ابحث عن السبب إن كان يستحق أم لا, وغض النظر عن جنس الطفل الباكي. *ميز بين بكاء الطفل الذي يعبر به عن مخاوفه وشجعه عليه, وبين بكائه المزيف الذي يستدرجك به لتلبية حاجته وانهه عنه.