وقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير علي وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عقب ختام اجتماع الدورة الأولي للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان علي المستوي الرئاسي بحضور وفدي البلدين. وقد عقد الرئيسان السيسي والبشير جلسة مباحثات ثنائية بالاتحادية عقب مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس الضيف حيث تم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف فور وصوله للقصر بصحبة الرئيس السيسي الذي كان في استقباله لدي وصوله مطار القاهرة في مستهل زيارته الرسمية إلي مصر. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي استهل اجتماع اللجنة العليا المشتركة بإلقاء كلمة رحب فيها بالرئيس السوداني والوفد المرافق, مؤكدا العلاقة الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين, وما يجمعهما من تاريخ مشترك. كما أشار إلي أن رفع مستوي اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون علي المستوي الرئاسي يأتي تعبيرا عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلي الآفاق التي تتسق مع ما يجمع البلدين من أواصر مشتركة, وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية, والتي توليها مصر اهتماما خاصا. ودعا الرئيس إلي إطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين, والتي تجسد العلاقات الوثيقة والممتدة, وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتي مجالات العلاقات الثنائية. وأضاف المتحدث أن الرئيس السوداني أعرب من جانبه عن تقديره حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة, معبرا عن سعادته بعقد الدورة الأولي من اللجنة المشتركة العليا علي المستوي الرئاسي, والتي تعكس خصوصية العلاقة بين الدولتين ورغبتهما في تعزيز التعاون في جميع المجالات. كما رحب بالجهود التي بذلت للإعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة, مشيرا إلي أهمية أن تسفر عن النتائج التي يطمح إليها الشعبان الشقيقان, ووجه الرئيس البشير التهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكر نصر حرب أكتوبر الذي يمثل نصرا للشعوب العربية كلها. كما أكد رئيس السودان علي الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المشتركة التي تجمع بين مصر والسودان وما يربطهما من علاقات تقوم علي الاحترام المتبادل, مشددا علي ضرورة العمل علي تكثيف التعاون بين البلدين في شتي المجالات والاتفاق علي تنفيذ برامج محددة لضمان الوصول إلي التكامل الاستراتيجي المأمول. وأشاد في هذا الصدد الرئيس البشير بافتتاح منفذ أرجين البري أخذا في الاعتبار ما سيساهم به في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين, منوها في الوقت نفسه إلي أهمية الدفع قدما نحو تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع لتعزيز التكامل بين البلدين. وتطرق كذلك إلي انعقاد الحوار الوطني في السودان الذي يناقش أهم القضايا السياسية والاجتماعية في بلاده, وما أسفر عنه من توصيات تهدف إلي تحقيق مزيد من الاستقرار بالسودان. وأشار أيضا إلي ضرورة مواصلة التنسيق القائم بين الدولتين في إطار المنظمات والمحافل الدولية, لافتا إلي التحديات الإقليمية التي تواجه الدولتين, بالإضافة إلي أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلي حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقتين العربية والافريقية, فضلا عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلي تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وذكر السفير يوسف أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة شهد تباحثا حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية, حيث أشار الرئيس إلي تطلع مصر لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين, مؤكدا أهمية النظر في إزالة عدد من العوائق التجارية القائمة بين البلدين. كما تم التأكيد علي أهمية مواصلة تنسيق المواقف بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية أخذا في الاعتبار تطابق مصلحة الدولتين إزاء أغلب القضايا, ومن ضمنها ملف الأمن المائي, حيث أكد الجانبان حرصهما علي توثيق المصالح المشتركة التي تجمعهما بإثيوبيا, فضلا عن تطلعهما لعقد قمة ثلاثية قريبا يتم خلالها الاتفاق علي إطلاق مشروعات مشتركة وفقا لما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ في فبراير.2016 وأوضح المتحدث الرسمي أن الوزراء من الجانبين المصري والسوداني عرضوا خلال الاجتماع نتائج المباحثات التي تمت بين الجانبين علي مدار الأيام الماضية في31 لجنة قطاعية منبثقة عن اللجنة العليا المشتركة, والتي أسفرت عن الاتفاق علي تعزيز التعاون في مجالات التعاون السياسي والتجاري والزراعي والصحي والسياحي, بالإضافة إلي التعاون في قطاعات الاتصالات والكهرباء والتعليم العالي والبحث العلمي. وعقب انتهاء اجتماع اللجنة العليا المشتركة, قام الرئيسان بالتوقيع علي وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين, والمحضر الختامي للدورة الأولي للجنة العليا المشتركة علي المستوي الرئاسي, والذي يتضمن ملخصا للمناقشات التي تمت باجتماعات كبار المسئولين يومي2 و3 أكتوبر الجاري, ثم الاجتماعات الوزارية القطاعية أمس4 أكتوبر الجاري. كما شهد الرئيسان التوقيع علي15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا في عدد من المجالات المختلفة.