تواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب عن مدينة العريش للأسبوع الثالث علي التوالي وهو ما ادي الي حالة من الغضب بين سكان المدينة الذين يعيشون معاناة يومية نتيجة المواجهات اليومية وعمليات التطهير من الجيش والشرطة ضد العناصر الإرهابية بشمال سيناء.. وجاءت مشكلة المياه لتزيد همومهم. ومع الوعود المستمرة والمتكررة من المسئولين عن شركة المياه واعتبرها الاهالي انها شو اعلامي فقط.. فقد لجأوا إلي حفر آبار داخل منازلهم.. وبالرغم من ان تكلفتها تتجاوز العشرة آلالف جنيه الا انهم يعتبرونها السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة التي باتت تشكل أزمة حقيقية للجميع. يقول عزيز الغالي عضو جمعية الكتاب بشمال سيناء ان أزمة المياه أصبحت كابوسا مزعجا لسكان المدينة وعرضا مستمرا وكنا نحاول تحمل هذه المعاناة لعلها تكون طارئة.. ولكن استمرارها لعدة اسابيع متتالية يعني عجز المسئولين التام عن مواجهة الازمة.. وللاسف فالمياه لا يمكن الاستغناء عنها ابدا في حياتنا اليومية. وتضيف منة الله هشام مدرسة بأن لجوء الأهالي لحفر آبار هو علاج مؤقت.. كما ان هناك بعض المواطنين البسطاء الذين لا يستطيعون تحمل قيمة حفر الآبار داخل منازلهم والتي تتجاوز10 آلاف جنيه في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها أهل سيناء. ومن جانبه قال المهندس ياسر سليمان العماري, مسئول المتابعة في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي في شمال سيناء, إن المحافظة تعاني من أزمات في المياه في بعض المناطق بسبب تصرفات بعض الأهالي من ناحية, وبسبب ضعف شبكات الكهرباء من ناحية أخري. وأضاف العماري أن الأسابيع الماضية شهدت مشكلة في تدفق المياه من المحطة الرئيسية للمياه في منطقة القنطرة شرق بسبب عطل يسمي المطرقة المائية, وهذا العطل لا يتم التدخل المباشر فيه إلا بإحضار شركة الصيانة المسئولة عن المحطة, لأن ما يسمي المطرقة المائية عبارة عن مجسات وأجهزة حساسة إذا تم التعامل معها بشكل خاطئ قد يؤدي إلي انفجار المحطة بالكامل. وعن طريقة تدفق المياه إلي مدن محافظة شمال سيناء, أوضح العماري, أن هناك خطين رئيسيين يخرجان من محطة المياه من القنطرة الأول هو خط700 ملي يصل حتي مدينة بئر العبد, وخط آخر1000 ملي يصل حتي محطة التلول المغذية لمدينة العريش, فضلا عن وجود خطوط فرعية أخري وهي خط ال300 ملي حتي قرية الأحرار التابعة لمدينة بئر العبد, وخط400 ملي حتي قرية نجيلة التابعة لنفس المدينة. وأكد أن مدينة العريش العاصمة تصل لها يوميا من40 إلي45 ألف متر من المياه, ويوجد بها مناطق تصل إليها المياه بصعوبة, بسبب تعديات الأهالي علي خطوط المياه الواصلة بين خزانات الأحياء, خاصة مناطق شرق وادي العريش التي تضم زراعات الزيتون التي يوجد بها تعديات كبيرة من قبل المزارعين علي الخط ال800 ملي الواصل بين محطة الصفا للرفع وخزان منطقة الريسة الرئيسي, مما اضطر شركة المياه لضخ المياه في خط ال600 الواصل بين خزان أسيوط وخزان الريسة لتدارك أزمة شح المياه في تلك المناطق. واضاف العماري ان أزمة مياه الشرب بمدينة العريش خلال الأيام السابقة والأحداث الجارية التي تبعت هذه الأزمة.. بأنه يجري العمل في إصلاح منظومة الطرق المائية وكسر الخط داخل محطة مياه شمال سيناء الرئيسية بمدينة القنطرة شرق وقيام الفنيين العاملين بشركة سيناء بالإصلاح وفي وجود استشاريين متخصصين في هذه الأعطال وفي حضور نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس قطاع شمال سيناء ورئيس مجلس مدينة العريش.. وبمتابعة مستمرة من محافظ شمال سيناء والمهندس رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي. وسوف تنتهي أعمال الإصلاح ومعاودة الضخ علي مدينة العريش وضواحيها.