شن القيادي الاخواني الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هجوما عنيفا علي جماعة الاخوان وبقية القوي الدينية معلنا اعتزامه الاستقالة من الاخوان في حالة قبوله رئاسة أحد الاحزاب أو ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة بينما أكدت الجماعة من جديد أنها مازالت عند موقفها في عدم ترشيح أي من اعضائها لمنصب رئيس الجمهورية معتبرة أن تصريحات أبوالفتوح مجرد محاولة منه للظهور علي الساحة بعد تقلص دوره داخل الجماعة. وكان أبوالفتوح قد انتقد خلال ندوة بمكتبة الاسكندرية قرار مرشد الاخوان الدكتور محمد بديع بفصل أي اخواني ينضم إلي أي حزب آخر غير الحزب الذي تعتزم الجماعة تأسيسه. وقال أبوالفتوح انه يحق لعضو الجماعة الانضمام إلي أي حزب باعتبار أن الجماعة دعوية وتربوية وتناضل سياسيا في اطار القيم الكلية معتبرا أن انتساب الحزب المزمع للجماعة أو ارتباطه تنظيميا بها بمثابة انتهازية سياسية. وأعلن أبوالفتوح عضو مجلس شوري الاخوان تلقيه عروضا من جانب عدد من الأحزاب قيد التأسيس كي يرأسها إلا أنه مازال يفكر في ذلك كما أنه لم يتخذ قراره بعد بشأن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة مشيرا إلي أنه لو ترشح من يقتنع به, فسيدعمه فورا, وأنه يعتزم الاستقالة من الاخوان حال قبوله رئاسة أحد الاحزاب أوترشحه لانتخابات الرئاسة. وقال أبوالفتوح انه لا يمكن لأي حركة اسلامية اعتبار نفسها المتحدثة باسم الدين أو أن تختطف العنوان الرئيسي لمصر حتي لو كانت جماعة الاخوان لانها مجرد فصيل من الشعب المصري, مشيرا إلي أن الاخوان لن يحصلوا علي أكثر من20% من مقاعد البرلمان المقبل. وطالب أبوالفتوح الحركات الاسلامية بمراجعة مواقفها وما ينفر الجمهور منها أحيانا مشيرا إلي أن بعض الجماعات الاسلامية تريد اعادة تصنيع البشرية. وأكد أبوالفتوح اننا نعيش في دولة مدنية حديثة وأن اساس الدولة الحديثة الحقوق والواجبات والمواطنة وأنه لايمكن لأي شخص اقصاء الاقباط أو المرأة من الترشح لمناصب معينة, فمن يتخذ القرار هو الشعب الذي يرتضي الجميع من يختاره, ومن جانبه أكد د.عصام العريان المتحدث باسم الإخوان أن الجماعة مازالت عند موقفها الذي أعلنته في أنها لن ترشح أحد أعضائها لمنصب رئيس الجمهورية, واضاف ان ما قاله ابوالفتوح يسأل عنه وليس للاخوان دخل به. في الاطار نفسه كشفت مصادر داخل تنظيم الاخوان أن قادة الجماعة ينظرون لتصريحات ابوالفتوح باعتبارها محاولة من للظهور علي الساحة في الفترة المقبلة بعد أن تقلص دوره داخل الاخوان ولم يعد له وجود في أي مواقع قيادية خاصة بعد استبعاده من عضوية مكتب الارشاد في التشكيل الاخير الذي تم في نهاية العام الماضي2010 وخرج منه أبوالفتوح ود.محمد حبيب نائب المرشد السابق. وقالت المصادر ذاتها أن أبوالفتوح كان يتوقع أن يسند له دور في تشكيل الحزب الذي أعلنت الجماعة عن تأسيسه, كما أنه أدرك أنه لن يكون في حسابات الاخوان خلال الفترة المقبلة خاصة بعد تولي خيرت الشاطر نائب المرشد ملف تطوير الاخوان كما أن الشاطر معروف عنه خلافه الشديد مع أبوالفتوح لكن الأخير سبق هذه التعليقات بقوله في الاسكندرية انه يتحدث بلسان الكثير من شباب الاخوان حتي ان خالفت اراؤه الادارة التنفيذية للجماعة. وقال الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح عضو مجلس شوري الاخوان انه لايمكن لاي حركة إسلامية ان تعتبر نفسها المتحدثة باسم الدين ان تختطف العنوان الرئيسي لمصر, حتي لو كانت جماعة الاخوان المسلمين لانها مجرد فصيل من الشعب المصري, وان عدد اعضائها رغم صعوبة تحديده بدقة يقدره البعض ما بين250 الفا إلي750 الف شخص. وشدد علي ان الحركات الإسلامية تقدم فهمها البشري للدين, وبالتالي كلامها ليس مقدسا ويمكن قبوله أو رفضه دون ان يكون الرفض بالضرورة انكارا للعنوان الرئيسي لمصر, وهو الحضارة الإسلامية منوها إلي ان العالم الإسلامي شهد علي مدار قرون عديدة تعددية فقهية وحرية غائبة إلي حد كبير في الوقت الراهن. وأشار إلي ان من يرفعون راية الإسلام ويقومون بممارسات تخالف ما ينادون به هم بذلك يسيئون لانفسهم, كما انهم يسيئون للدين لان البسطاء يربطون بين ادائهم والإسلام نفسه. جاء ذلك في اللقاء المفتوح الذي نظمته وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الاسكندرية حول مستقبل الجماعة الإسلامية بعد ثورة25 يناير. وطالب الحركات الإسلامية بمراجعة مواقفها وماينفر الجمهور منها احيانا, مؤكدا اننا نعيش في دولة مدنية حديثة وانه يتعين احترام وتقدير ما تم الوصول إليه, والذي يعد نتاج تراث انساني وبشري, طالما لايتعارض مع اصول الدين, ملمحا إلي ان بعض الجماعات الإسلامية تريد اعادة تصنيع البشرية. ودعا إلي ألا تخلط الحركات الإسلامية الجانب الدعوي بالعمل الحزبي, وان تظل تناضل من اجل القيم الكلية وان تكون بمثابة جماعات ضغط مدنية, إلي جانب دورها التربوي والدعوي والاجتماعي, حيث ان رسالتها اسمي من العمل الحزبي الذي يدخلها في تفصيلات القيم الكلية بما يؤدي إلي التشتت, وهو ما اثبتته التجربة الاردنية والجزائرية. واضاف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح انه لايمكن لاحد ان ينكر ان الحضارة الإسلامية هي العنوان الرئيسي لمصر وللمصريين جميعا لانهم جميعا اسهموا في تلك الحضارة التي تحتضن كل التيارات والافكار والتوجهات والعقائد. وأشار إلي ان ثورة يوليو1952 استطاعت ان توجد حالة من العداء لدي الاجهزة البيروقراطية ضد التدين, وان النظام السابق استخدم الإسلاميين فزاعة لتخويف الغرب من أجل تحقيق مكاسب له وتخفيف الضغوط عنه. ولفت في هذا الإطار إلي ان ذلك هو سبب معارضته لتشكيل جماعة الاخوان المسلمين حزبا يكون بمثابة ذراع سياسي لها, وانما يمكن لعدد من اعضاء الجماعة تشكيل حزب علي ألا يكون منسوبا إليها أو مرتبطا بها تنظيميا, معربا عن رفضه للانتهازية السياسية, مناديا بأهمية ان تكون المنافسة السياسية القادمة في الانتخابات البرلمانية شريفة, بحيث تنطلق الاحزاب من نفس النقطة تقريبا, وابرز اعتقاده بان الاخوان لن يحصلوا علي أكثر من20% من مقاعد البرلمان المقبل, حتي وان شارك جميع مرشحيهم في التنافس علي المقاعد في جو ديمقراطي نزيه. ورد الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح علي من يقولون إنه لايمثل جماعة الاخوان المسلمين بالقول انه يتحدث بلسان الكثير من شبابها, حتي وان خالفت اراؤه الإدارة التنفيذية للجماعة, لانه يعايش الشباب ويعرف افكارهم ورؤاهم, وأكد ان الاخوان جماعة علنية وان ظروف الحظر السابقة ادت إلي وجود بعض السرية في عملها للجمهور, إلا ان الأمن المصري كان يعلم كل كبيرة وصغيرة تدور بالجماعة, وطالب الجماعة, في اعقاب ثورة25 يناير, بتبني مبدأ الشفافية والعلنية وان تجري انتخابات علنية يراقبها الجمهور والإعلام بدءا من اصغر وحدة ادارية إلي أكبرها, وان تقنن وضعها كجمعية او حزب وفقا لاتفاق اعضائها علي الإطار الملائم وان يكون لها بالتالي حسابات تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات, وغيرها من الإجراءات المترتبة علي ذلك, للقضاء علي تخوفات الجمهور. ونبه إلي ان جزءا من مسألة القلق من الإسلاميين ناتج عن قوي كارهة للإسلام, إلا ان جزءا منه ايضا نابع من ممارسات حركات إسلامية خارج وداخل مصر, كفرض الحجاب علي المرأة بالاكراه, أو عدم تحمل البعض للاختلاف حتي داخل حركاتهم نفسها, وهذا بالتالي يخيف الجمهور. وارجع الاستقطاب الديني الذي شهده الاستفتاء علي التعديلات الدستورية إلي حالة التسطيح الديني التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية والذي ادي إلي احداث نوع من الحمي الدينية معربا عن أسفه لتوجيه قيادات دينية مسيحية وإسلامية الناس إلي التصويت إلي جانب معين, إلا انه رحب بحجم المشاركة الشعبية في الاستفتاء, والتي اعتبرها مبشرة وتدعو إلي التفاؤل. وشدد علي ان الدولة الحديثة اساسها الحقوق والواجبات والمواطنة, وانه لايمكن لاي شخص ان يقصي الاقباط أو المرأة من الترشح لمناصب معينة, حيث ان من يتخذ القرار هو الشعب الذي يرتضي الجميع من يختاره. وأعلن عن وجود عروض من عدد من الاحزاب قيد التأسيس كي يرأسها, إلا انه مازال يفكر في الامر, كما انه لم يتخذ قرارا بعد بشأن الترشح لرئاسة الجمهورية وفقا لما يطالبه البعض به من خلال اطلاقهم حملة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منوها إلي انه لو ترشح من يقتنع به, فسيدعمه فورا, وملمحا إلي انه سيستقيل من الاخوان في حالة قبول رئاسة احد الاحزاب أو ترشحه لانتخابات الرئاسة. وانتقد الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح قرار المرشد العام للإخوان المسلمين القائل بانه لايمكن لعضو الجماعة الانضمام إلي اي حزب سوي ذلك الذي تنوي الجماعة تأسيسه, مؤكدا ان التعددية الحزبية ليست مدعاة للتفتت, وانه يحق لعضو الجماعة الانضمام إلي اي حزب, باعتبار ان الجماعة دعوية وتربوية وتناضل سياسيا في اطار القيم الكلية, بينما لايمكن لاي شخص الانضمام إلي حزبين في آن واحد مثلا. واجاب علي سؤال احد الحضور حول النظام الذي قد تتبعه مصر في حال سيطرة الإسلاميين علي البرلمان المقبل بين ان يكون ايرانيا أو تركيا أو غيره, قائلا انه في حال حدوث ذلك, فان مصر سيكون لها نظامها الخاص لتفردها وخصوصيتها, وأكد ان الشعب الذي ثار علي الطغيان قادر علي اختيار ممثليه في البرلمان, وان من يدفع بغير ذلك فهو يهين الثورة. كما اشار إلي انه لن يحدث تغيير جذري في مصر, فافتراض حصول الحركات الإسلامية علي الاغلبية البرلمانية, وان الشعب سيتصدي لكل من يحيد عن مصالح الوطن والاجماع الوطني, كما انه يتعين وضع قواعد تمنع الاستبداد دون الاعتماد علي ورع من يتولي السلطة ومبادئه, حيث ان كرسي السلطة يحدث في كثير من الاحيان تغييرات في الشخصيات والنفوس. وحذر من غياب الحركة الإسلامية عن الساحة المصرية, معربا عن أمله في عودة الأزهر للاضطلاع بدوره الوسطي الريادي, ملمحا إلي اعتزازه بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, ومدينا محاولة البعض الاساءة إليه. ووجه في نهاية حديثه, نصيحة للشباب داعيا اياهم لعدم ترك الفرصة لاي احد ان يمتهن عقولهم, كما طلب من شباب الحركة الإسلامية بتبني ثقافة الحوار والانفتاح, اذ انهم ليسوا في تنظيمات عسكرية تقوم علي تنفيذ الاوامر دون نقاش وانما هم يتبعون تنظيمات مدنية.