الإخوان ناس سكر.. حاجة تانية خالص. معتدلون. أرحم مليون مرة من غيرهم. اسمعني وحياة أولادك ورحمة أبوك. عايزك تعرفني علي فلان وفلان وفلان من قيادات الإخوان أنا تحت أمرهم في أي حاجة.. هكذا حدثني رجل أعمال كبير الكلام كان بالنسبة لي مفاجأة, ولكن ليس إلي هذا الحد الذي تعبر عنه كلمات الرجل. توقف الحوار حتي سلمت علي كريمته القادمة من أمريكا حيث تدرس في واحدة من الجامعات العشر الأرقي علي مستوي العالم, فتاة جميلة, ذكية, مهذبة, أمريكانية مع خلطة مصرية, تجاوزت العشرين بقليل, ربما بعدة شهور.. سألته وأنا أتعجب: ألست تقلق من الإخوان, ألست تعيش نمط حياة مختلفا عنهم إلي حد كبير؟ أجاب: يا أستاذ الإخوان هم حكام المستقبل, سيحكمون أكثر منك, موجودون في السوق, يحبون البيزنس, وعندما يحكمون سوف يجمعون بين السياسة والثروة, يعني زواج سلطة وثروة, ولكن علي الطريقة التركية, يعني مع شوية ديمقراطية, وليس علي طريق النظام السابق. وأضاف: أحلف بالله العظيم, في عهد الإخوان سوف تعود السلطة للزواج من الثروة, خلي بالك, يوم أن جاء الرئيس التركي في زيارته الأخيرة, خرج الشاطر ومالك من السجن, وهذان الرجلان من قادة البيزنس في الإخوان, يمارسون السياسة ويسعون للثروة, ولا يمكن أن يتوقفوا عن هذا, بل وصولهم إلي الحكم سوف يفتح لهم كل الأبواب, وإن شاء الله تنفتح أمامنا معهم... وزاد علي ما سبق: أمريكا نفسها ترحب بالإخوان, وصدرت منها إشارات بهذا المعني حتي قبل قيام الثورة, أمريكا لها مصلحة مع الإخوان في مصر, وهي مبسوطة من تجربة تركيا, وتسعي لتكرارها في مصر, وهذا يعتبر دعما أمريكيا صريحا ومباشرا للأجندة السياسية للإخوان المسلمين.. ليس المهم هو عدد المقاعد التي سيحصل عليها الإخوان.. المهم أن الملعب السياسي بكامله سوف يكون ملعب الإخوان.. غيرهم سوف يكون ضيفا عليهم أو ماشيا إلي جانبهم.. لأن الإخوان يستخدمون الدين وهذا في جو الديمقراطية السائبة يوسع القواعد الجماهيرية التي يؤثرون فيها ويلعبون عليها.. الإخوان خبثاء, لن يسيطروا عدديا علي مقاعد البرلمان, سوف يتركون مساحة من الملعب السياسي لغيرهم, ولكنهم سوف يسعون لتكبير وزيادة نفوذهم في الملعب الاجتماعي, وفي الملعب الثقافي, يعني السيطرة علي قلوب وعقول الأغلبية بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية هكذا... تحدث رجل الأعمال!