أرسل عدد من موظفي المجلس الأعلي للآثار أمس, خطابا عاجلا إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة يطالبونه فيه بسرعة التدخل الفوري لوقف عمليات التعدي علي الأراضي والمواقع الأثرية بمناطق أبوصير وسقارة وميت رهينة والهرم والواقعة بمحافظتي الجيزة والسادس من أكتوبر. كما بعث المجلس بخطاب مماثل إلي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, طالبوه بسرعة استصدار قرار بتعيين مسئول عن الآثار سواء كان وزيرا أو رئيس هيئة مستقلة تتبع مجلس الوزراء وذلك حتي يكون هناك مسئولا عن اتخاذ القرار لمواجهة المخاطر التي تهدد أثار مصر سواء محاولات السرقة أو التعدي علي أراضي الآثار. وكشفت الرسالة التي أعدها عاطف أبوالدهب مدير أثار الجيزة, وكمال وحيد مدير آثار سقارة قيام عدد من الأهالي في قرية أبوصير وسقارة وميت رهينة التابعة لمحافظة السادس من أكتوبر بهجوم علي المناطق الأثرية المتآخمة لهذه القري أنهم قاموا بالتعدي علي أراضي الآثار بحجة إقامة مقابر لدفن موتاهم ففي منطقة جنوب سقارة قاموا بالتعدي علي مساحة كبيرة أكثر من15 فدانا وذلك في المنطقة الواقعة قرب مصطبة فرعون. وفي منطقة أبوصير قاموا بالتعدي علي مساحة كبيرة أيضا بجوار مدافن القرية القديمة وفوق المنطقة التي تحوي مقابر مهمة جدا من الأسرة الأولي والثانية والتي تعتبر من أقدم المناطق الأثرية. وبمنطقة ميت رهينة قاموا بالتعدي علي المنطقة ما بين الجبانتين القديمة والتي جار اتخاذ إجراءات إخراجها من أرض الآثار لكي تستخدم كمقابرهم وزادوا عليها وصولا إلي منطقة المعابد. وعلي جانب آخر, أرسل الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الحضارة, رسالة إلي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, يطالبه فيها بضرورة ضم صندوق إنقاذ آثار النوبة إلي المجلس الأعلي للآثار بدلا من تبعيته إلي وزارة الثقافة. وأشار عبدالبصير في خطابه إلي أن الصندوق كان يتبع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عندما كان يشغل منصب رئيس المجلس الأعلي للآثار في حكومة الدكتور نظيف, مؤكدا أن الأثريين لن يرضوا عن تبعية الصندوق لوزارة الثقافة أو إلي أي جهة أخري, خاصة أن هذا الصندوق يمول مشروع متحف الحضارة التابع للآثار. دعا الدكتور محمد عبدالمقصود مدير الآثار المصرية, شباب مصر للتعاون في حماية آثار وتراث بلادهم من تلك الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المواقع الأثرية من قبل العصابات الإجرامية وسارقي الآثار بعد أن تعددت عمليات السطو المسلح علي عدد من المناطق الأثرية. وأضاف أن دعوته للشباب استكمالا لدور الشباب الذي قام بحماية المتحف المصري يوم28 يناير, خشية اقتحام اللصوص والمجرمين له وتدميره وأن هذا التحرك من جانب الشباب حمي المتحف المصري من الانهيار والتدمير والسرقة. وقال الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة الزقازيق, إن التعديات علي حرمة الآثار تقترب في ظني من ارتكاب جريمة القتل, لأن من يقوم بها واحد من اثنين إما جاهل أو خائن وكلاهما يستحق عقابا شديدا, مطالبا بضرورة التصدي لمن يرتكبون جناية سرقة التراث والتاريخ. ودعا الدكتور عبدالفتاح الصباحي أستاذ الآثار المصرية إلي البدء فورا بحماية المواقع والمتاحف الأثرية, وعدم الانتظار لتعيين وزير أو أمين للآثار لأن صيانة التاريخ المصري لا يتطلب منا قرارات إدارية مطلقا.