النظافة قيمة من أهم القيم الإسلامية, والإسلام ينظر إليها علي أنها جزء من الإيمان, ولقد حث الإسلام علي صحة الإنسان ونظافته, وجمال الجسم ونضارته والعنايةبه, واعتبرها رسالة أسمي, وهدفا أعلي; وذلك لأن أثرها عميق في تزكية النفوس وطهارتها, فبها يتمكن الإنسان من القيام بأعباء الحياة, وقد بين رسول الله(صلي الله عليه وسلم) أن الرجل الحريص علي طهارة بدنه, ووضاءة وجهه, ونظافة جوارحه يبعث علي ذلك يوم القيامة, فالإسلام دين النظافة بكل أنواعها سواء أكانت نظافة باطنةأم نظافة ظاهرة, فهي سلوك إيجابي راق, وسلوك حضاري رائع, وهي مسئولية الفرد والمجتمع معا, فعلي كل فرد في مجتمعه أن تكون النظافة عنده ثقافة ملازمة وعملا يمارسه حتي تنشأ الأجيال وتتربي علي هذه الثقافة المفيدة. فالإسلام اهتم بنظافة جسد الإنسان وقلبه وعقله وملابسه ومأكله ومشربه ومسكنه ومكان عبادته وعمله وغير ذلك. ليشعر باقتراب الناس منه وعدم نفورهم منه, ويحمي نفسه من الأمراض فالنظافة وقاية, بها يشعر الإنسان بالراحة والنشاط, يقول نبينا( صلي الله عليه وسلم): لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟ قال: إن الله جميل يحب الجمال, الكبر بطر الحق وغمط الناس والإسلام لم يهتم بنظافة الجسد فحسب, بل حث علي نظافة الروح والقلب والنفس والعقل, والجوارح, ونظافة الأعمال, ونظافة أخلاق وسلوك, فالإسلام يدعو إلي نظافة الروح من الشرك والخرافة, والالتجاء إلي غيرالله عز وجل, وعلاج هذا التوحيد والإيمان بالله والتوكل عليه.يقول الله تعالي: قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب. لقد أمرنا الله بتطهير الروح حيث عد النظافة أو الطهارة من الإيمان ومما بني عليه الإسلام يقول الله تعالي:( قد أفلح من زكاها) نجد أن الإسلام أمرنا من جهة بتزكية النفس, وتنقيتها من كل الصفات الخبيثة والرذيلة, وأمرنا أن نجملها بكل الصفات الحميدة والحسنة, يقول الله تعالي( إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين), كما حثنا القرآن الكريم علي نظافة أنفسنا ومظهرنا حين نتوجه إلي بيوت الله يقول الله تعالي( خذوا زينتكم عند كل مسجد) كما أمرنا الله بتطهير الملابس متمثلا في أمره لرسولنا عليه الصلاة والسلام في قوله تعالي: وثيابك فطهر. ويدعو الإسلام إلي نظافة القلب من الرياء, والبغضاء, والشحناء, والكراهية, والحقد, والحسد, والغل وسائر الأخلاق السيئة المذمومة, فالقلب النظيف يدخل صاحبه الجنة, يقول الله تعالي: يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتي الله بقلب سليم كما يدعو الإسلام إلي نظافة العقل من الأفكار الهدامة والخيالات الضارة والخاطئة, والآراء المسمومة التي تنحرف بالفهم الصحيح والتفكير المستقيم. ويدعو الإسلام أيضا إلي نظافة الجوارح من الأخلاق المذمومة والمعاملات السيئة( البطن, والفرج, والسمع, واليدين, وغيرها من الأعضاء, فيدعو الإسلام إلي نظافة البطن من أكل الحرام بجميع أشكاله سواء أكان ربا أو رشوة أو غش أو خيانة, كما يدعو الإسلام إلي نظافة السمع سواء أكان قول الزور, أوالكذب, أواللعن أوالسباب, كما يدعو إلي نظافة العين من النظر المحرم, كما يدعو إلي نظافة اليدين من الكسب الحرام, ومن الظلم والبطش, يقول تعالي: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا, كما يدعو إلي نظافة الرجلين من السعي بهما إلي أماكن غضب الله كمن يمشي ليعتدي علي الناس الآمنة, وهتك المحارم. من علماء وزارة الأوقاف