أكد اللواء ممدوح شاهين, عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية والدستورية, ضرورة دعوة المواطنين إلي المشاركة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية المقرر إجراؤه غدا السبت دون أدني تأثير من أحد, رافضا دعوات البعض لتنظيم مظاهرات جديدة لرفض الاستفتاء, وقال في حواره مع الأهرام المسائي إن المظاهرات الجديدة من شأنها أن تحول الأمر إلي فوضي, وأنه لابد من الاحتكام للصندوق الانتخابي لدعم الاستقرار في مصر. مشيرا إلي أن الموافقة بنعم ستفتح آفاقا للديمقراطية والحرية والازدهار وستعطي مزيدا من التشجيع للمجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة للانطلاق إلي خطوات جديدة نحو الحرية وتحقيق مطالب الثورة ووصف التعديلات المقترحة بأنها قادرة علي تحقيق المناخ الديمقراطي المطلوب لاجراء انتخابات مجلس الشعب والرئاسة وفيما يلي نص الحوار: ** اللواء ممدوح شاهين هل هناك مناشدة من القوات للمواطنين بالمشاركة في الاستفتاء؟ * المجلس الأعلي للقوات المسلحة يهيب بالمواطنين المشاركة في الاستفتاء بغض النظر عن النتيجة, لافتا إلي أن ضباط القوات المسلحة والشرطة لا يحق لهم التصويت والجميع في مصر في انتظار جو حضاري وديمقراطي أثناء الاستفتاء, الذي سيبدأ غدا من الساعة8 صباحا وحتي8 مساء, حيث سيراقبنا العالم في ذلك اليوم ليعبر شعب مصر العظيم عن تاريخه الحضاري من جديد, وسواء قلت نعم أو لا فانه سيكون هناك إعلان دستوري ولا عودة مطلقا لدستور71 الفرق الوحيد أن نعم ستجعلنا نتحول بمصر سريعا لدولة مؤسسات وإلا ستعيش البلاد في مرحلة طويلة قبل التحول إلي دولة مؤسسات واستقرار. ** كيف تنظرون إلي الأصوات التي تنادي برفض التعديلات الدستورية وتطالب بدستور جديد وتري أنه يمكن إعداده في فترة قصيرة؟ * لا نستطيع عمل دستور كامل جديد في الوقت الحالي, فإعداد المادة93 وحدها استغرق10 أيام, ولا يمكن الانتهاء من تغيير الدستور بالكامل في خلال شهر كما يردد البعض, بالاضافة إلي أن الظروف التي تمر بها البلاد من تزايد الاعتصامات والمطالب الفئوية لا تهيئ لعمل دستور جديد. ** هل هناك ضمانات ضد محاولات التزوير في الاستفتاء؟ * توجد ضمانات لعدم تكرار التصويت علي التعديلات الدستورية, حيث يمكن للجميع التصويت علي التعديلات ببطاقة الرقم القومي في أي دائرة انتخابية قريبة للمواطن, وليس بالضرورة في عنوان سكنه المسجل في بطاقته الشخصية والقوات المسلحة وضعت ضمانات لعدم تكرار التصويت أكثر من مرة, منها الحبر الفسفوري الذي لايزول إلا بعد24 ساعة, بالاضافة إلي تحديد عقوبة تتراوح بين سنتين إلي خمس سنوات, فضلا عن الغرامة لمن يحاول التصويت أكثر من مرة وأضاف سنحاسب أي فرد يقود بتعطيل الاستفتاء, أو يتعرض للمواطنين بقانون البلطجة وأكد شاهين أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يهيب بالمواطنين المشاركة في الاستفتاء بغض النظر عن النتيجة. ** هل يمكن القيام بأي نوع من التظاهرات يوم الاستفتاء؟ * هذا ممنوع تماما لعدم التأثير علي الناخبين وهناك تحذيرات من المجلس الأعلي للقوات المسلحة من تنفيذ أي مسيرات أو تجمعات أو اعتصامات يوم التصويت علي الاستفتاء لتعديل بعض مواد الدستور وذلك لتوفير المناخ المناسب لتنفيذ عملية الاستفتاء بأسلوب حضاري وديمقراطي مؤكدا أن كل من يحاول القيام بالتعرض أو إعاقة عملية الاستفتاء ستطبق عليه أحكام قانون البلطجة. ** ما الخطوات التي سيتخذها المجلس العسكري إذا ما أسفرت نتيجة الاستفتاء عن رفض التعديلات؟ * في كلتا الحالتين سيتم إعلان دستوري, ولكن مع اختلاف الإجراءات, فإذا ما جاءت النتيجة ب نعم, ستكون المواد محل الاستفتاء هي أساس العمل, وإذا ماجاءت النتيجة ب لا سيتم إعلان دستوري يتضمن أحكاما عامة خلال فترة انتقالية وليس دستورا جديدا, فمثلا في عام1952 تم عمل إعلان دستوري أول, ثم إعلان دستوري ثان, وتم فيهماوضع بعض النقاط, والعمل بها من عام1953 إلي1956, حتي تم عمل دستور جديد, وهو ما يسمي الفترة الانتقالية. ** ما الخطوة المقبلة إذا ما تمت الموافقة علي التعديلات؟ * سيتم إجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية, ويعود العمل بالدستور القديم وفقا لمايقرره المجلس الأعلي للقوات المسلحة بصفته هو الذي عطل الدستور, ومن حقه أن يقرر العمل بالدستور, علي أن يجتمع رئيس الجمهورية, ورئيسا مجلسي الشعب والشوري لصياغة دستور جديد خلال فترة محددة. ** البعض يدعو إلي إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.. لماذا يصر المجلس علي اجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية؟ * إذا جاء الرئيس أولا, سيتم تخويل جميع المهام إليه, بما فيها تشكيل مؤسسات الدولة, وبالتالي نوجد ديكتاتورا جديدا, لذلك المجلس الأعلي للقوات المسلحة يري الانتخابات البرلمانية أولا ثم الرئاسية, وقد حددت المادة76 شروط ترشيح الرئيس. ** ماذا عن مخاوف البعض من أن الأحزاب الآن غير مؤهلة لخوض الانتخابات وأن القوي الوحيدة القادرة علي خوضها هي الاخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني؟. * مصر بها25 حزبا, منها23 كانت موجودة خلال الفترة الأخيرة, وبرغم أن جماعة الإخوان ليست حزبا, فإن لها أرضية شعبية, وبالنسبة للأحزاب, ففور إجراء الاستفتاء سيتم تعديل قانون الأحزاب, وسنسمح بتأسيس الأحزاب فور الإخطار, ومن المتوقع أن تتم الانتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر المقبل, وهوما سيتيح للأحزب الجديدة مزيدا من الوقت لإنعاش الحراك السياسي والترويج لبرامجها. ** هل توجد مخاوف لدي المجلس الأعلي من صعود الاخوان في مجلسي الشعب والشوري أو وصولهم للحكم؟ * سنجري انتخابات ديمقراطية ومن سيختاره الشعب سيمثله, أيا كان, فذلك الأمر لن يفرق مع القوات المسلحة, والمجلس الأعلي يناشد المواطنين الذهاب للصناديق فلدي45 مليون ناخب نطالبهم بالمشاركة السياسية والتصويت في جميع الفعاليات المقبلة, وأولاها الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, بصرف النظر أن يقولوا نعم أو لا. ** ما رأيك في دعوة البعض لمظاهرة لرفض الاستفتاء؟ * لكل شخص أهدافه وأغراضه وأجنداته, والديمقراطية الحقيقية تعني تحقيق مصالح الأغلبية, وإذا افترضنا أن هناك مليونا سيذهبون إلي التحرير أو حتي مليونين, فهناك45 مليونا لهم حق التصويت, فالاحتكام يجب أن يكون إلي الصندوق, وإلا أصبحت فوضي, فهناك مثلا من ينادي بتشكيل مجلس رئاسي, والمجلس العسكري يقوم الآن بمهام الرئيس, فهل يجوز أن تأتي بالرئيس وبعد شوية تقوله امشي وعايزين مجلس رئاسي, وميزة القوات المسلحة أن بها إدارة عمل تستطيع إصدار قرارات حتي ولو كانت بها نسبة10% من الأخطاء. ** سيادة اللواء ممدوح شاهين.. كلمة أخيرة للمواطن وهو يستعد لأول تجربة ديمقراطية بعد نجاح الثورة؟ * أود أن أقدم رسالة المجلس الأعلي للقوات المسلحة لشعب مصر, الذي يهيب بكل المواطنين المشاركة في الاستفتاء بصرف النظر عن اختيارهم, لأن الذي يهمنا هو عملية المشاركة حتي نخرج من الموقف الحالي, كما نحذر من يحاول العبث أو التعرض لأي مواطن يحاول أن يدلي برأيه لأن هذه هي المرة الأولي التي ستترجم مشاركتنا إلي واقع فعلي يرسم ملامح المستقبل دون أن تزور إرادتنا, فالمواطن الآن أصبح شريكا, وأنا أدعو كل المواطنين أن يبادروا إلي صناديق الاستفتاء لتعود القوات المسلحة إلي مهامها لأن لها مهمة محددة, يجب أن تنجزها في أسرع وقت حتي تعود لممارسة عملها الطبيعي في حماية الوطن, وخاصة في ظل التوترات المحيطة بمصر شرقا, وغربا, وجنوبا.
