نجح علي سائق التوك توك في إقناع ثلاثة من الشباب العاطلين عن العمل وهم إسلام وعاصم وعاطف في تكوين تشكيل عصابي تخصص في سرقة المشغولات الذهبية مستغلا حاجتهم إلي المال للخروج من دائرة الفقر التي أحكمت قبضتها عليهم ونفذ التشكيل العصابي أولي عملياته في شهر يونيو الماضي ولكنها لم يكتب لها النجاح مما دفع رئيس العصابة إلي التخطيط للعملية التالية والتي رأي أنها لابد وأن تكون صيدا ثمينا ليقنع رفقاءه بجدارته في قيادة التشكيل. استطاع علي من خلال عمله كسائق توك توك يجوب شوارع وحارات مدينة البلينا في رصد تحركات مرزوق مسئول العهدة بأحد محل المشغولات الذهبية بالمدينة حيث لاحظ أنه يأتي يوميا إلي المحل وهو يحمل كيسا كبيرا من البلاستيك ويخرج به عقب انتهاء عمله بالمحل متوجها إلي منزله مما أثار فضوله لمعرفة محتويات هذا الكيس الذي لا يفارق يده ذهابا وإيابا وبالفعل تمكن من معرفة حقيقة الكيس وأنه توجد به كل المشغولات الذهبية بالمحل وحصيلة البيع اليومي وأن مرزوق يقوم بهذا العمل تنفيذا لتعليمات صاحب المحل بعدم ترك أي مشغولات ذهبية أو نقود بالمحل خوفا عليها من السرقة. ساعتها أدرك علي أن هذا الكيس هو الصيد الثمين الذي طالما حلم به ليصبح من الأثرياء ويترك عمله علي التوك توك الذي لا يجني منه سوي جنيهات قليلة لا تكفي احتياجاته اليومية من المأكل والمشرب. ظل علي يفكر علي مدار عدة أيام في الخطة التي تمكنه من الاستيلاء علي كيس الذهب ورأي أن أفضل طريقة هي اصطحاب أفراد التشكيل العصابي معه في التوك توك كأنهم ركاب وأثناء خروج مرزوق من المحل وهو يحمل الكيس يتوجه بالقرب منه ويقوم أحد أفراد العصابة بخطف الكيس من يده ثم ينطلق التوك توك بسرعة مختفيا عن الأنظار. نجحت خطة علي وتمكن من الاستيلاء علي كيس الذهب واتفق مع أفراد عصابته علي أن يقوم أحدهم بدفن الكيس بالقرب من منزله والذي يقع في منطقة نائية في أطراف مدينة البلينا. ظنا منهم بأنهم لم تتمكن الأجهزة الأمنية من كشف مخططهم الإجرامي. أصاب مرزوق الذهول من هول المفاجأة وأسرع إلي مركز شرطة البلينا للبلاغ عن الواقعة.. كان اللواء أحمد أبو الفتوح مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي بلاغا من العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث يفيد بقيام أربعة أشخاص يستقلون توك توك بخطف كيس بلاستيك بداخله كمية من المشغولات الذهبية تقدر بنحو2 كيلو جرام ومبلغ27 ألف جنيه وعدد2 هاتف محمول من مرزوق40 سنة عامل بمحل مشغولات ذهبية أثناء سيره عقب انتهاء عمله بالمحل ولاذوا بالفرار. تم تشكيل فريق بحث ضم العقيد محمد علي رئيس فرع البحث للجنوب والمقدم محمود صبري رئيس مباحث المركز لكشف ملابسات وظروف الواقعة. توصلت تحريات فريق البحث إلي أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من علي30 سنة وعاصم30 سنة وعاطف30 سنة ويقيمون ببندر البلينا. عقب تقنين الإجراءات ومراقبة تحركات المتهمين والأماكن التي يتردد عليها تم ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة كما اعترف المتهمون بارتكاب واقعة الشروع في سرقة شخص آخر والتعدي عليه بآلة حادة في شهر يونيو الماضي. تم إخطار النيابة بإشراف المستشار محمد رمضان المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج فقررت حبس المتهمين.