ما الذى يحدث فى أمريكا الآن من ممارسات ضد الإنسانية التى تمارسها الشرطة الأمريكية، من وقائع سحل وتعذيب وقتل. أثناء قراءتى لبعض أخبار مراكز حقوق الإنسان المصرية وجدت كثيرا منها يدين سحل متظاهرة أمريكية فى الولاياتالمتحدة. ويدين أيضا الممارسات غير الإنسانية التى تقوم بها الشرطة الأمريكية. وبشيء من التروى والتأمل والتفكير فى واقعة قتل الشرطة الأمريكية، لمواطن أسود، وما أعقبها من موجة غضب انتابت السود، تتكشف بجلاء ووضوح، للعميان قبل المبصرين، مجازا، أن سياسة الكيل بمئات المكاييل، وازدواجية المعايير، فى التعاطى مع الأحداث فى مصر، وهو الأمر الذى يهمنا، يختلف كليا عن التعاطى مع نفس الأحداث المتطابقة فى كل شيء التى تقع فى أمريكا أو أوروبا، وإسرائيل. فعندما يطلق رقيب شرطة، النار على بائع شاى، فى مدينة الرحاب لأنهما اختلفا على ثمن "كوب شاي"، خرجت علينا كلاب السكك بالإدانة والشجب، وإقامة الدنيا من البيت الأبيض الذى ينتفض، ووزارة الخارجية الأمريكية التى تشجب، ولندن تقيم الدنيا ولا تقعدها، ومنظمة العفو الدولية تعد تقارير تصف الوضع فى مصر بالمزرى والخانق، وتصف الشرطة المصرية، كمؤسسة وكيان، بالبلطجية، ويسير أصحاب دكاكين حقوق الإنسان، وأعضاء الجماعات الإرهابية، والحركات الفوضوية، وتنظيم وجود المؤامرات، "تابعين" خلفهم، ويتبنون وجهة نظرهم فى تأجيج الشارع. بينما تعالوا، نشاهد، ونتأمل، ونتدبر ردود الأفعال على إطلاق الشرطة الأمريكية، النار بطريقة وحشية، على مواطن أسود، أعزل، لم يرتكب أى جرم، وذلك بالوقائع فى ردود الأفعال التالية. - الرئيس الأمريكى أوباما، يعلن تنكيس الأعلام الأمريكية لمدة 5 أيام حزنا على مقتل 5 ضباط شرطة فى أحداث احتجاجات السود فى دالاس، ونسأل هنا: كم يوما تحتاج مصر لتنكيس أعلامها حزنا وألما على ضباطها وجنودها من الجيش والشرطة الذين استشهدوا ويستشهدون يوميا على مدى 3 سنوات كاملة؟ - شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، وصفت حادث قتل الشرطة الأمريكية للمواطن الأسود بأنه حادث إرهابى محلى، رغم أن المحققين خلصوا إلى عدم وجود أى علاقة للرجل بأى منظمة إرهابية، لكن "سى إن إن" لم تتردد فى وصف ما حدث فى دالاس بأنه إرهاب داخلى، وهنا نسأل: لماذا تبرر "سى إن إن" مقتل ضباط الشرطة والجيش المصرى على يد إرهابيين قتلة، بأنه أمر مباح يتعلق بالاحتجاج السياسى؟ - الشرطة الأمريكية استخدمت رذاذ الفلفل مما تسبب فى حالة من الذعر والتشتت بين الحشود الذين حاولوا الهروب، فيما أن البعض فقد كل متعلقاته ومع ذلك كل وسائل الإعلام الأمريكية لم تُدن وتشجب وتتوعد أوباما بالويل والثبور وعظائم الأمور، ولم تخرج منظمات حقوقية لتدين وتشجب وتؤجج للفوضى. - اختفاء محمد البرادعى، ولم نسمع له صوتا، ولم يخرج من صومعته ليندد على صفحته على "تويتر" ويدين أوباما، ويلعن "الشرطة الأمريكية"، ويغمز ويلمز بكلمات تعد شفرات لإثارة الفوضى فى أمريكا، لكن لو فى مصر، لكان أشعل الدنيا! - أين حمدين صباحى وعلاء الأسوانى وعمرو حمزاوى وخالد على وغيرهم، مما يحدث فى أمريكا؟ هذا قليل من كثير لمواقف وتصرفات تتخذها الدول لحماية أمنها واستقرارها، بينما نحن فى مصر، ندشن لسياسات وأوضاع غريبة وعجيبة، وندعو لأفكار كارثية ومدمرة لبلدنا. وأخيرا. يوما بعد يوم تنكشف حقائق مذهله عن حجم المؤامرات ضد مصر، وعن المنفذين لها فى الداخل من تنظيمات مشبوهة يسخرون ويسفهون من الحقائق الواضحة وضوح الشمس من "نظرية المؤامرة" وأؤكد ان كل من يسفه ويسخر من وجود مؤامرات على مصر، إنما هو شريك فاعل فى مخطط تنفيذ المؤامرات. والله المستعان.