أنشأه الظاهر بيبرس في الفترة من(665-667 ه)(1266-1268 م), ويشبه تخطيط جامع الظاهر بيبرس تخطيط جامع أحمد بن طولون إلي حد كبير, يبلغ طول الجامع108 م وعرضه105 م ويتكون من صحن يحيط به أربعة ايوانات يتكون إيوان القبلة من ستة أروقة وكل من الأيوانيين الشرقي والغربي ثلاثة أروقة والإيوان الشمالي رواقان. وعقوده المطلة علي الصحن محمولة علي اكتاف ومثلها عقود الرواق الثالث من إيوان القبلة, أما بقية عقود الجامع فمحمولة علي أعمدة من رخام.وجهات الجامع الأربع مبنية من الحجر, أما المباني من الداخل من الآجر. تعلو المحراب قبة طول ضلعها20 م. وهي أكبر قبة أقيمت فوق محراب. يمتاز الجامع بوجود ثلاثة مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاث ما عدا الواجهة الجنوبية الشرقية وهي ثاني مثال للأبواب البارزة بجوامع القاهرة بعد جامع الحاكم.. وقد استعملت فيها مداميك الحجر الأبيض والأحمر علي التوالي. وقد استعمل بيبرس في بناء جامعه رخاما وأخشابا أحضرها من قلعة يافا بعد أن دمر هذه المدينة هي وأنطاكيا سنة1267 م/666 ه. يوجد المدخل الرئيسي للجامع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية ويغطيه عقد يكتنفه تجويفان ينتهيان من أعلي بمقرنصات, وتغطي ساحة المدخل الرئيسي قبة. وكانت تعلوه مئذنة تهدمت. استولي الفرنسيون علي الجامع اثناء الحملة الفرنسية(1798-1801 م) وحولوه إلي قلعة وجعلوا من مئذنته برجا دفاعيا ونصبوا المدافع علي أسواره, وسكنته طائفة من الجنود الفرنسيين فكان ذلك سببا في تخربه وتهدم مئذنته. وفي أيام محمد علي باشا تحول جامع الظاهر إلي مصنع للصابون كما أخذت منه أعمدة وأحجار استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر. وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة1881 قام المحتلون بتحويل الجامع إلي مذبح, ولذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع لدي عامة الناس باسم' مذبح الانجليز' حتي الخمسينيات من القرن العشرين. وقد جدد الجامع السلطان المملوكي جمقمق سنة(842 ه-1438 م).3 الجامع كائن بميدان الظاهر بالعباسية) والسلطان المملوكي الظاهر بيبرس بن عبد الله البندقداري هو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية, وينسب إليه إلي الآن أحد أحياء القاهرة, وهو حي الظاهر الذي يوجد به جامعه. كان مملوكا للسلطان الصالح نجم الدين أيوب جلب من الأراضي الواقعة بالقرب من جبال الأورال( كازاخستان حاليا) وترقي إلي أعلي المناصب وأصبح قائدا ماهرا وسياسيا ذكيا. تولي السلطنة1260-1277 م. هزم المغول في بيرة1272 م, ودخل في حروب مع الفرنج في فلسطين, ومع النوبيين في بلاد النوبة وامتد ملكه إلي ما وراء حدود مصر وسوريا وبلاد العرب. ويعتبر مسجد السلطان الظاهر بيبرس هو ثاني أكبر مساجد مصر بعد مسجد أحمد بن طولون.