ثمة أخطاء وقعت بها يا أمي بالأعوام الثلاثة الماضية وكلما حاولت تصحيح ما ارتكبت وجدتني أكرر أشياء شبيهة ولم أنتبه أنها كانت شبيهة حد التطابق حتي وجدتها مكدسة هذه الليلة بمفكرتي وبعض الخطايا لا نهايات حاسمة لها.. بل أحيانا نعيد ارتكاب نفس الأخطاء أظن محاولات التصدي لأي لوم مرتد هي ما يجبرنا أن نرتد علي أخطائنا قصصا ولا أدري هل أنا التي ارتكبتها بالفعل..؟؟.. أم أن هناك من دفعني فسقطت بها دون تعمد مني..!؟.. أقسم لك يا أمي أنا خائفة.. وأدرك أن لا حيلة لك بما أشعر به.. أعرف وأعرف أني لم أوجه لك يوما خطابا صريحا.. لكني أدري أنك ترين ذلك السوار الذي يقطع معصمي كل مساء فلا أمد يدي للفجر الجديد حتي الخاتم الذي يخنق أصابعي ويحرمني لذة فرقعة تشتهيها كل يد إنك ترين كل شيء ولا تنطقين بكلمة!.. أتذكر أنك.. قلت لي غير مرة.. لا لوائح تنظيمية للأقدار.. إنها تنزل علينا من لدن حكيم خبير لكني ماعدت قادرة علي اقتطاع وقت لتهدئة روحي كلما فتنت بوجع جديد..! وما عادت تنطلي علي قلبي تلك الحيل القديمة بدءا من حيلة الفرج وسيادة المفتاح.. كفي بي أني تشربتها في غربتي الأولي مع وجوه صفراء خالية من أي احتضان بدأت معي باعتقال كل أمنية.. كان من شأنها أن تحييني..! وما عادت تقنعني توجهات الأمل المتعرجة.. بمتاهات الصبر.. الفيلم كان غاية بالسذاجة.. يا أمي صدقته وللأسف كان كل نتاجه أن يجرجرني بالفجر لأوراق فارغة فأشتكي وأبكي.. حتي ضاقت بي ذرعا.. إن حياتي بلا أذن تسمعني.. يا أمي!.. وهم لم يدركوا ألا حياة حين لا تجاورني.. أذن.. أصب بها آهتي.. أوضحكتي..؟ إنهم.. كلهم.. كلهم.. غاية في الحماقة يبحثون عن أشياء ثانوية يقتاتون عليها ويظنون أنهم يتناولون من مائدة الحياة ما يشتهون..!!! حتي ذلك الحب المنبعث من تحت الرماد.. لا يسمع حين نكون رمادا.. كنت أصرخ به منذ وقت مبكر لكنه ما سمعني قط فأسقطته من مفكرتي مكرهة..! سأتركك الآن يا أمي.. رغما عني.. فحرارتي لم تستجب لنداءات الرحيل رغم نفير أطلقته كبسولات طرد الإنفلونزا.. والبرد سكن صدري جدا جدا.. سأتركك لأعبر هذا الممر الأخرس الفارغ من الحياة فدبيب الأرجل به.. خافتا جدا سأعبره وأنا أعرف أن الوصول لسيارتي يحتاج شريطا من الذكري ملائما علي الأقل بالوقت.. بدل أن أقفز من هذه الحكاية.. لتلك وتكون خيرا من دندنة بأغنية تقتلع ما تبقي بي من نبضات.. لتقذف بي من ثم إلي روح هذا الممر الذي لا طقطقة به تمارس بالأرجل لتنبيه الرجال بقرب مرور نساء..! وصلت لمكان تقف به سيارتي بعد أن أدركت أن مكاني بمقعد خلفي في سيارة فارغة إلا مني.. تحركت سيارتي فالتفت.. تلك.. الممرات الخانعة.. شيء ما.. أخرسها.. ثمة صرخة أسكتتها..!