سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر في أسيوط: علي الدولة أن تتحرك لمواجهة البرامج الدينية التي تبث السموم
تطوير الخطاب الديني يبدأ من الدعاة.. والفتوي شأن عظيم ويجب ألا يتصدي لها إلا أهل الاختصاص
أكد الدكتور مصطفي السمين عميد كلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بأسيوط أنه علي الدولة أن تتحرك لمواجهة البرامج الدينية التي تبث سمومها للمواطنين عبر الفضائيات, مشيرا إلي أن تطوير الخطاب الديني يبدأ من القاعدة العريضة للدعوة الإسلامية وهم الدعاة مع ضرورة مشاركة الملقي والمتلقي في تحديد آليات التجديد. وقال السمين في حواره مع الأهرام المسائي إن الفتوي شأن عظيم ويجب ألا يتصدي لها إلا أهل الاختصاص حتي لاتتسبب فتوي بعض المنتسبين والمحسوبين علي جماعات بعينها في تضليل الناس وإزكاء العداوات بين أبناء الدين الواحد. كيف يغتنم المسلم البسيط شهر رمضان؟ ** العبادات يستوي فيها الغني والفقير والكبير والصغير فالناس جمعيا فقراء والله هو الغني الحميد, فثمرة الصيام العظمي هي التقوي وتربية النفس وترويضها وتطهيرها وترقيتها وتعليمها الإخلاص والتجرد في العبادة وتذوق حلاوة الطاعة ونعمة الله علي عباده في الطعام والشراب ويجب أن يغتنم المسلم ليل ونهار رمضان في الطاعات المختلفة مثل قراءة القرآن الكريم وكثرة ذكر الله بالوانه المختلفة وصلة الأرحام والصلح بين المتخاصمين وما إلي ذلك من وجوه الخير وهذه الوجوه وإن كان المسلم مطالبا بها في رمضان وغيره إلا أنها في رمضان من باب أولي ويجب علي الصائم أن يحقق سنة النبي صلي الله عليه وسلم في الجود بالكرم. يتهم البعض الدين الإسلامي بالتشدد وعدم المرونة في بعض القضايا؟ ** إن الإسلام بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسلوك رجاله وعلمائه وقادته في مختلف العصور هو أبعد مايكون مما يرمي به ومما يروج له أعداؤه والمدعون الانتساب إليه ويكفي أن نذكر قول الله تعالي في سورة الأعراف( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وقوله تعالي في سورة النحل( ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقوله تعالي في سورة الأنعام( ولا تسبوا الذين يدوعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلي ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) وقول النبي صلي الله عليه وسلم( ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه وإن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقي). ما رأي فضيلتكم في البرامج الدينية والفتاوي التي يتم بثها علي الفضائيات؟ ** الفتوي أمر عظيم وشأن جليل إذ يترتب عليها منافع جليلة إذا صدرت عن أهل العلم والاختصاص وتنتج عنها كوارث ومصائب وتندلع الحروب وتخرب بيوت وتتمزق مجتمعات إذا تصدر لها من ليس أهلا لها أو من يوظفها لخدمة أهداف خاصة أو لم يكن المتصدر للفتوي عالما بمقتضي الحال وبالرخص والعزائم وملما باجتهاد الفقهاء القدامي والمحدثين ولكن ما نشهده في الأونة الأخيرة أن هناك كثيرا من الفضائيات التي انتشرت وتخدم جماعات معينة وتتبني أجندات معروفة تتخذ من الدين والتشدد الممقوت وسيلة لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضي وبث أفكار خارجة عن روح الإسلام الحقة ومبائه السمحة. وكيف يتم التصدي لتجار الدين الذين يبثون سمومهم عبر الفضائيات؟ ** هؤلاء لا يجدي معهم الحوار ولا النصح ولكن يجب التصدي لهم بالوسائل القانونية لحجب هذه القنوات بأي وسيلة ممكنة وفي الجانب الآخر يتدخل الأزهر بان يختار بعض الأشخاص للحديث في الفضائيات من العلماء الإجلاء وليس انصاف المتعلمين ممن يطعنون في ثوابت الإسلام لدرجة وصلت إلي وصف التراث الإسلامي بانه تراث عفن لذا يجب ضرورة سن القوانين التي تمنع ظهور أي شخص يدعي العلم علي الفضائيات إلا بعد موافقة الأزهر الشريف ومن يخالف ذلك تتعامل الدولة مع بحزم وصرامة. ما المقصود بتجديد الخطاب الديني؟ ** تجديد الخطاب الديني مشكلة طفت علي السطح حديثا وكثر الكلام والجدل حولها وتعددت المؤتمرات والندوات ولا يزال المحصول ضئيلا والناتج قليلا ذلك لأن أطراف المشكلة لا يلتقون معا في الحقيقة فالخطاب له طرفان' الملقي والمتلقي' فالملقي هو العالم والواعظ والمفكر والكاتب والخطيب وهؤلاء يجتهدون ويحاولون ولكن المتلقي غائب غالبا عن المشاركة وهو طرف أصيل فكيف يصل الإصلاح إلي غايته فالمطلوب مشاركة الأطراف كلها في الحوار من الشباب والمفكرين والإعلامييين والأدباء وأود التنيه إلي مسألة مهمة وهي أن التجديد في الخطاب الديني ينبغي أن يشمل كل أطياف المجتمع ولا يقتصر علي طائفة دون أخري والإسلام فيه من المرونة وفتح باب التشدد والتطرف وغلق أبواب الفتن أولا بأول مع الاجتهاد في الأصول والفروع بما يواكب كل مستجدات العصر في المعاملات والإعلام عليه مسؤلية كبري في هذا الشأن. كيف يتم تطوير الخطاب الديني وما مدي مرونة الإسلام في ذلك؟ ** تطوير الخطاب الديني يجب أن يكون من خلال القاعدة العريضة للدعوة الإسلامية المتمثلة في أئمة المساجد وخطباء الجمعة مع كبار العلماء وأن يكون هناك تطبيق عملي بإقامة ندوات علي مستوي البلاد لشرح المفاهيم الصحيحة للدين السلامي علي أن يشارك فيها كبار العلماء أبناءهم الذين تخرجوا علي أيديهم شريطة ان تتيح الدولة وتيسر اللقاءات المختلفة بين أهل العلم والناس في مراكز الشباب علي مستوي القري قبل المراكز لأن العادة هي الاهتمام بالمراكز الكبري دون النظر إلي القري والنجوع التي أهلها احوج إلي المفاهيم الصحيحة عن من يعيشون بالمدن. كيف يتم التصدي لظاهرة التطرف الفكري؟ ** قضية التصدي لظاهرة التطرف لا تتم إلا بإحياء دور العقل ودراسة الظروف الاجتماعية التي ساعدت علي تفشي تلك الظاهرة والتعرف علي أسبابها وسبل مواجهتها وتعد الوسطية في كل الأمور من أهم مزايا المنهج الإسلامي فأمة الإسلام أمة الوسط والصراط المستقيم بمعني أنها تستغل جميع طاقاتها وجهودها في البناء والعمران المادي والتربوي والعلمي والثقافي من غير إفراط ولا تفريط فهي تحقق التوازن بين الفرد والجماعة وبين الدين والدنيا وبين العقل والقوة وبين المثالية والواقعية وبين الروحانية والمادية وغيرها. ما رد فضيلتكم علي من يرددون أن الحجاب والنقاب ليسا من الإسلام؟ * الزي الشرعي للمرأة هو الذي لا يصف ولا يشف أي لا يظهر شيئا ولا يحدد شيئا مما أمر بستره وهو بالنسبة للمرأة جميع البدن ما عدا الوجه والكفين وذلك بنص القرآن الكريم قال تعالي في سورة النور( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن) حيث فسر جمهور الصحابة ومن جاء بعدهم ما ظهر من الزينة بالوجه والكفين نقل ذلك عن ابن عباس وأنس وعائشة رضي الله عنهم أجمعين والخمار هو غطاء الرأس والجيب هو فتحة القميص من الصدر وفي حديث أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لها يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض فلا يري منها إلا هذا وهذا وأشار إلي الوجه والكفين فالأمر ليس فيه فرض ولا إلزام ما دامت المرأة المسلمة قد التزمت ستر ما أمر الله بستره. هل يجوز أن يصوم إنسان مكان إنسان حي؟ * أجمع العلماء علي عدم جواز صيام أحد عن أحد في حياته ولو صام عنه أحد لما أجزأه ذلك ولا أسقط عنه الواجب فالواجب علي الإنسان الحي أن يصوم بنفسه وأن لم يستطع ذلك فالله رحيم بعباده والدين الإسلامي مرن وغير متشدد فالشخص المريض الذي يرجي برؤه ليس عليه إطعام ولا كفارة ولكن يقضي إذا شفي أما من كان مرضه مزمنا فعليه إطعام مسكين عن كل يوم من رمضان وله أن يطعم عن كل يوم في يومه وله أن يجمع إطعام جميع أيام الشهر فيعطيها لمن يستحقها بعد تمام الشهر ما الحكم فيمن مات وكان عليه صيام؟ * من مات وعليه صوم لم يقضه في حياته مع تمكنه من القضاء بقي الصيام في ذمته وأمره إلي ربه سبحانه وتعالي ويستحب لأوليائه أن يصوموا عنه للحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها وأن مات قبل أن يتمكن من القضاء بأن استمر مرضه المبيح له الفطر حتي مات فلا شيء عليه ولا يقضي عنه صومه والله أعلم. هل يوجد كفارة للصلوات الفائتة من عمر الإنسان؟ وكيف يعوضها من فاتتهة؟ ** الصلاة عمود الدين وركنه الركين ووصية النبي صلي الله عليه وسلم للمسلمين ولا تسقط عن المسلم ما دام فيه نفس حي وعلي هذا فلا يجوز قضاء الصلاة عن الميت الذي فرط فيها وتكاسل عن أدائها ولكن يستحب إهداء ثواب صلاة النافلة دون الفريضة إلي الميت.