معالم الشخصية: ولد الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ببغداد في ربيع الأول من سنة164 ه, وولد بينما وكان أبوه من فرسان المجاهدين, وقاسي مع اليتم الفقر, ونشأ ببغداد بالعراق, وتربي علي الورع والزهد والتقشف, واتجه في بداياته التعليمية إلي العلوم الحديثة وله رحلات وسفريات لطلب العلم وأخذ عن علماء بغداد والبصرة وكله والمدينة واليمن والشام, وله لقاءآت تعليمية مع كبار علماء عصره مثل القاضي أبو يوسف ويزيد بن هارون والشيخ عبد الرزاق محدث اليمن والإمام الشافعي وغيرهم رحمهم الله جميعا. وقد عني بتوثيق الحديث النبوي وضبطه بالمشافهة والتلقي عن الموثوقتين, وعني كذلك الإمام أحمد بعلوم اللغة العربية وآداجها, وابتعد بالكلية عن العلوم الجدلية والفلسفة, وقد امتحن بفتنة بدعة خلق القرآن ولم تلق له قناة في نقضها ونقدها, وله تلاميذ ومريدون حملوا رواياته الحديثية وآراءه الفقهية, توفي ضحي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول من سنة إحدي وأربعين ومائتين من الهجرة عن عمر ناهز سبعا وسبعين سنة ودفن بقرب الرصافة ببغداد بالعراق رحمة الله تعالي رحمات واسعة. الشخصية العلمية: آراء الإمام وفقهه: الإيمانيات: يري الإمام أحمد أن الإيمان بالله عز وجل قول وعمل ومذهبه في القضاء والقدرة: التسليم المطلق لحكم الله عز وجل مع الأخذ بالأسباب والمسببات, ورد علي القدرية الجبرية ورأيه في مرتكب الكبيرة: تفويض أمره إلي الله تبارك وتعالي إن شاء عفا عنه, وإن شاء عذبه, ومذهبه إثبات رؤية العباد لله عز وجل يوم القيامة مذهبه في السياسة: كان الإمام أحمد رحمة الله تعالي شديد الحذر والكراهية للفتن, لذا كان يؤثر عدم الخروج علي الحاكم ولو كان ظالما أتقاء لمفاسد أشد رأيه في الاجتراء علي ذم صحابي: أجل الامام أحمد الصحابة رضي الله الله عنهم وحذر من الانتقاص أوالإساءة إلي واحد منهم, وحذر أن فاعل ذلك مشكوك في إسلامه قوله في خلافة الإمام علي رضي الله عنه: كان الإمام أحمد رحمة الله تعالي يري شرعية خلافة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ودافع عنه دفاعا مجيدا. المنهج الفقهي لدي الإمام أحمد: يمكن القول أنه من مدرسة أهل الحديث التي تقف عند النص ولاتعدل إلي الرأي ومنهجه العلمي التخصي: جمع الحديث والاستنباط من النص وعليه فقد جمع بين كونه محدثا وفقيها ملامح فقه الإمام أحمد: كثرة الروايات والأقوال لرجوعه ورعا في مسائل أفتي فيها ولايعلم بعدو له بعض تلاميذه خفاء بعض عباراته في ابداء الحكم الشرعي أصوال المذهب الفقهي الحنبلي: القرآن الكريم: تفسير القرآن بالسنة وخلاصة رأي الإمام أحمد في علاقة السنة بالقرآن: وأن السنة بيان للقرآن وتفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن. العمل بالسنة وتقديم الحديث الضعيف بشروط الأخذ به, كون الضعف غير شديد, وأن يندرج تحت أصل معمول به, عدم الاعتقاد بثبوته بل علي احتمال صحة النسبة الأخذ بقول الصحابي( فتوي الصحابي) وكان الإمام أحمد يتخير من أقوال الصحابة رضي الله عنهم ماكان الأقرب للكتاب والسنة, وفتوي الصحابي عنده مقدمةعلي المرسل والضعيف. تقديم قول التابعي علي القياس الأخذ باجماع الصحابة رضي الله عنهم ومن سواهم تبع لهم, والراجح أخذه ياجماع علماء عصره علي خلاف مايشاع عنه التوسط في الأخذ بالقياس: القياس أن يقيس علي أصل إذا كان مثله في جميع أحواله, ويندرج فيه المصلحة المرسلة حسب نظرة.