كثر الحديث خلال الفترة الماضية حول المتربصين بالدين وزادت التساؤلات عن من هم؟ وكيف نواجههم؟ من جانبهم أوضح علماء الدين أن التربص بالدين لا ينفصل عن التربص بالدولة نفسها ومحاولات النيل منها باستخدام الدين واستغلال عاطفة الناس الدينية واستدرار عطفهم من أجل الحصول علي مكاسب دنيوية خاصة بهم, مطالبين المواطنين بالحرص علي دينهم بعدم الانسياق وراء هؤلاء وتنفيذ مخططاتهم. وأوضح الدكتور حامد أبو طالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن المتربصين بالدين هم هؤلاء الذين يستخدمون الدين لايذاء الاخرين, مؤكدا انه من التصرفات السيئة التي ظهرت في الأونة الأخيرة ولا سيما في ظل النظام السياسي الذي زال من مصر ودولته التي كان يعتمد أكثر أفرادها علي الناحية الدينية وأكثر فئاتها كانت تعتمد علي الدين ويستخدمونه للوصول الي أهدافهم الدنيوية مثل استخدامه في الانتخابات والدعاية الانتخابية ودعوة الناس للادلاء بأصواتهم لمصلحة أشخاص بعينهم بدعوي أنه جهاد في سبيل الله أو بتسمية الانتخابات والعملية الانتخابية ووصفها بأنها غزوة مثلما أطلقوا مصطلح غزوة الصناديق وغيرها من المصطلحات أو دعواهم بأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان يؤمهم في الصلاة بدعوي استدرار عاطفة الناس الدينية. وأشار أبو طالب الي أن مثل هذه الأفكار تمثل استغلالا للدين للوصول الي أهداف دنيوية وضيعة, مناشدا الجميع البعد عن استخدام الدين للوصول الي أهداف سواء سياسية أو اجتماعية أو مالية كمن يقوم باستدرار عطف الناس لسلب أموالهم تحت دعاوي الزكاة أو الصدقة للفقراء أو علاج المرضي, مطالبا بأنه يجب علينا أن نكون أكثر ذكاء وحرصا علي ديننا ونتحري ذلك وألا نتجاوب مع هؤلاء الأشخاص الذين يستغلون الدين للوصول الي أهدافهم الدنيوية. من جانبه يقول أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب إن المتربصين بالدين هم المتربصون بالدولة ويبغون هدمها أو النيل منها ولكي نجابههم لابد أن نعرف أنهم من ذوي الفكر الأسود العقيم ولا يعرفون غير الارهاب والتشدد والتعصب, مشددا علي أن ذلك يتطلب أن نعمل بجد علي تجديد وتطوير الخطاب الديني وكل في ميدان عمله يعمل علي حماية دينه ومجابهة المتربصين به. وأضاف العبد أن أعضاء اللجنة الدينية بالبرلمان يدركون جيدا ويقدرون الدور الذي قام به الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في أوروبا والعالم وما أوجده هذا الدور من نتائج ايجابية علي المستوي العالمي ولذلك تتعامل اللجنة مع مؤسسة الأزهر لعمل مجهود شبيه بذلك داخل مصر كما يتم التعاون مع المؤسسات الدينية الأخري كوزارة الأوقاف ودار الافتاء والمؤسسات التعليمية سواء الدينية أو العامة كوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي, مشيرا الي أن هذا التعاون من أجل دحض الفكر المتطرف والمتشدد وبيان أن ديننا الاسلامي الحنيف هو دين وسطي مبني علي المحبة والاخلاص وهذا هو ديننا الحقيقي وهذه هي مسئوليتنا سواء في البرلمان أو المؤسسات الدينية أو التعليمية أو وسائل الاعلام وغيرها. وأكد العبد أن هذه الأمور التي ظلت مجرد كلام في السابق ستتحول الي واقع بفضل صدق النية وادراك حجم المسئولية مذكرا بمؤتمر المجلس الأعلي للشئون الاسلامية الأخير في محافظة أسوان والذي تفاعلت معه اللجنة الدينية بالبرلمان بوثيقة تدعو الي دحض الارهاب ونبذ التطرف واظهار الدين السمح الوسطي والتي حققت نتائج ايجابية جيدة.