شهد الموسم الدرامي الرمضاني طفرة كبيرة علي كل المستويات ليس فقط في جذب كبار نجوم الفن في مصر والعالم العربي الذين تتزايد مشاركتهم عاما بعد عام في تأكيد نجاح الدراما المصرية وريادتها وتنوع الموضوعات عرضا وطرحا... علي المستوي التقني أيضا شهد دخول دماء جديدة في الاخراج فكان هناك تطور ملحوظ وملموس أتي ثماره علي الشاشات العربية..ومن المسلسلات التي تؤكد المؤشرات احتلالها نسبة مشاهدة عالية( فوق مستوي الشبهات), حيث يمثل دراما مختلفة والأهم أنه لأول مرة يقدم النجمة يسرا في دور الشر..وحول سر المسلسل وحكاية الشر مع يسرا كان لنا لقاء مع الكاتب د. مدحت العدل الذي تولي الاشرف علي العمل وورشة الكتابة الي جانب رؤيته للاعمال الدرامية الرمضانية في البداية..ايه حكاية فوق مستوي الشبهات؟ حكاية مختلفة وجديدة علي الدراما المصرية فعلي الرغم من أن الفكرة تبدو بسيطة ولكنها عميقة فالفكرة تبدأ من خلال مجموعة مختلفة من النماذج البشرية التي يجمع بينها مكان واحد وهو( الكمبوند) ولكن لكل منهم حكاية وحياة مختلفة وبالتالي تتنوع المشاكل الحياتية مابين الخائن والقاتل والمثالي وغيرها فهو نموذج مصغر لشخصيات اجتماعية تعيش بيننا ولكن العمق في ان تفكير الناس تغير باختلاف الظروف والمستجدات التي طرأت علي المجتمع ونظرة الناس للعديد من القضايا والمشاكل اكثر وعيا بأسباب المشكلة. لأول مرة تظهر يسرا في دور المريض نفسيآ لدرجة الشر المدمر فما حكاية دور رحمة؟ أنا ويسرا تربطنا كيميا خاصة في أعمالنا وهو العامل الأساسي للنجاح بين الكاتب والنجم الذي يصل بفكره من الورق إلي الشخصية بكل صدق وعلي المستوي الانساني يسرا فنانة حساسة تدرك بحسها مفردات الشخصية وتعيشها بصدق أما خبرتها الفنية فلا خلاف علي إبداعها وتاريخها لذلك دور رحمة لم يكن مشكلة ولكن توقفنا عن عودة يسرا بلون مختلف وقالب جديد لم يره المشاهد فيها من قبل وهنا كانت المفاجأة. يسرا أو رحمة ماهي أهم الصعوبات اللي عشتها معها؟ نجومية يسرا ورصيدها الجماهيري وتاريحها أكبر ضمان للنجاح بفضل الله..ولكن كل ذلك يسر لنا حكاية رحمة هذا النموذج الانساني الغريب وان كان موجودا بيننا فهي شخصية مركبة ومعقدة ولديها قدرة علي التلون والتغير مابين لحظة وأخري وعقل لايتوقف وتمسك بكل الخيوط في آن واحد لأن أمامها هدفا واحدا هو أن تثبت لنفسها انها الاهم والاقوي نتيجة طفولة مريضة اودت بها الي هذه الحالة المرضية..من هنا كانت رحمة او يسرا. ما الذي تريد أن تقوله من خلال فوق مستوي الشبهات؟ لخصت الفكرة من خلال كلمات المسلسل( ياناس...يا مخدوعين بضحكة من العينين حاسبوا الوشوش وحوش بيبانوا طيبين)وهذه الفكرة الاساسية للعمل اننا لايجب ان نخدع بشخصية ما لكونها في مكانة ما او ننخدع بالظاهر لها فقد يكون وراء كل ذلك وجه آخر وقبيح متخف وراء الوجه البرئ والمكانة المرموقة فالفيصل هنا التجربة والاحتكاك بمعني عدم التسرع والاخذ بالمظهر. بمناسبة أغنية تتر المسلسل ودوره في تلخيص فكرته..هل اغنية التتر من مفردات العمل خاصة بعد اهتمام القائمين علي صناعة العمل بها في الفترة الأخيرة؟ بالطبع تتر المسلسل من اهم مقومات العمل ليس فقط كاسلوب دعاية وجذب والبحث عن كلمات تلمس الوجدان مع لحن جذاب يسهل حفظه ولكن الأهم ان يكون انعكاسا لفكرة العمل ومضمونه حتي يحقق النجاح المرجو منه فالمسألة مش قص ولزق واغنية تجارية وكان العمل في طريق والتتر في طريق آخر بل يجب ان يكمل العمل ويكون الابداع, حينما يصبح من اهم مقومات نجاحه وهنا يظل التتر عنوان المسلسل وعلامة مميزة له والامثلة علي ذلك كثيرة منها مسلسل قصة حب, لذلك كتابة تتر المسلسل يتطلب ان يكون المؤلف ملما بالعمل جيدا وعايش فكرته ليعبر عنها بوعي فيصل للجمهور بصدق. بعيدا عن فوق مستوي الشبهات..ما رأيك في الدراما الرمضانية هذا العام؟ الدراما المصرية تشهد طفرة كبيرة وعلي كل المستويات فلم يعد الحال, كما ولكن ايضا كيفيا ونجاحها جعلها تستقطب النجوم بل يستعدون لها ويقدرون اهميتها ودورها وزاد من هذه الاهمية ليس لما تتمتع به من قاعدة جماهيرية علي مستوي العالم العربي ايضآ تطويرها من حيث الورق والموضوعات التي تنافس السينما بل تعطي فرصة أكبر في تناول الفكرة ايضآ دخول مخرجي السينما الي الدراما أضاف وغير من الاسلوب التقني والفني للعمل الدرامي التليفزيوني محققا خطوات كبيرة اعادت للدراما المصرية ريادتها علي جميع المستويات. ما هي الأعمال التي جذبتك هذا العام؟ بصراحة مسلسل جراند أوتيل هو عودة لمرحلة زمنية سابقة وهذه الفترة دائما تخطفنا وتثير فضولنا وهو مكتوب بحرفية تامر حبيب وابداع المخرج محمد شاكر وجذبني اكثر عمرو يوسف الذي تفوق علي نفسه في هذا العمل فكان مبدعا.