ونحن الآن علي مشارف النصف الثاني والأخير من أحداث المسلسلات علي الرغم من الحث علي مراعاة روحانيات شهررمضان الكريم بالدرجة الأولي والأخذ في الاعتبار معايير الثقافة الاجتماعية وآدابها الي جانب التفاف الأسرة المصرية علي مائدة الأعمال الرمضانية وينتظرونها من العام للعام.. غير ان( غالبية) القائمين علي صناعة المسلسلات يضربون بكل هذا عرض الحائط. فلا يخلو مسلسل- تقريبا- من مشاهد العري والألفاظ الجارحة والإيحاءات المؤشرة للخيانة وغيرها بل ان هناك بعض الأعمال تقوم علي فكرة الخيانة من بدايتها وعلي سبيل المثال لا الحصر المسلسل الكوميدي بنات سوبر مان من الحلقة الأولي اصرار قرني أو بيومي فؤاد والذي يدير ملهي ليلي ويتخذ منه ساترا للاتجار بالأعراض, يتباهي ويقدم شقيقته الوحيدة انتصار لكل من يدفع ويكون من نصيبها ان تقضي ليلة تثمر عن أربعة بنات وفور ولادتهم يخبرها قرني بأن مكانهن وعملهن مثل امهن, وعلي الرغم من وضعهن في ملجأ للهروب من مصيرهن تتوفي الرابعة ويبدأ في البحث عنهن بعد ان يكبرن وينجح ويظل المسلسل يدور علي فكرة الدعارة والترويج لها الي جانب الألفاظ والايماءات. اما مسلسل( كلمة سر) القصة تبدو في ظاهرها رومانسية الا اننا نظل نتابع فكرة واحدة هي الخيانة والشك من آدم او هشام سليم في زوجته رحمة او لطيفة والتي تزوجها بعد تجربة زواج فاشلة لها اما هو فقد تجاوز مرحلة المراهقة بكثير بالتالي فمن المفروض ان علاقتهما قائمة علي الاحترام والنضج ولكن تأخذنا الاحداث الي مناخ مرضي من خلال زوج كل همه هو مراقبة زوجته لاثبات دليل خيانتها وعلي الجانب الآخر, نشاهد شريف أو احمد صلاح حسني المتزوج وله طفل ولكنه يتزوج من أخري عرفيا ثم يتركها لشكه فيها ثم يقرر العودة اليها كل هذا تحت مظلة السهر والعلاقات النسائية غير المشروعة هو وصديقه آدم كل ليلة. أما مسلسل( الأسطورة) فقد اعلنها صراحة علي تتر كل حلقة بانها فوق سن السادسة عشر وفي الحقيقة ان العمل قد يكون اقل بكثير من الاعمال الاخري التي لم تعلن ذلك.. وإن كان المسلسل لايخلو من مشاهد العنف والجنس من خلال شقيقة عاصم وعلاقتها مع ضابط المباحث, المسلسل اخراج محمد سامي اما مسلسل( الخانكة) قامت فكرته علي سوء سلوك الطلبة وكيف استطاع طالب ان يتحرش بمدرسته ومحاولته التعدي عليه فما كان منها الا ان اصابته في مقتل ادي الي العجز الجنسي له وتصبح الجاني بدلا من المجني عليها وتضطر لحيلة ادعاء الجنون هربا من السجن ثم نكتشف ان الطالب لم يصاب بالعجز الجنسي, ويكون الحوار في هذا الاتجاه. ولا يختلف الامر بالنسبة لمسلسل( سقوط حر) الذي يبدأ منذ اللحظة الاولي بمقتل رجل وبجانبه سيدة علي الفراش وان القاتلة هي زوجته التي رآته يخونها مع شقيقتها علي فراشها ومن خلال الاحداث ندخل مع ملك او نيللي كريم المصحة النفسية وهناك نتعرف علي ابشع الجرائم النفسية منها الزوجة التي قتلت زوجها لخلاف علي اعباء المنزل والسيدة التي باعت نفسها وغيرها من المآسي. اما مسلسل( فوق مستوي الشبهات) نشعر بانه يتحدث عن طبقة استثنائية ان صح القول شريحة مرضية وكأنهم تجمعوا في( عنبر واحد) وليس منتجعا سكنيا او كمبوند سكني فنشاهد دينا الشابة والام حديثا فتخون زوجها مع جارتها دون مبرر وانجي أو شيرين رضا التي تذهب للطبيب النفسي جارها لتفضفض معه وليس لديها اي مشاكل من الاساس تستدعي ذلك ثم زوج مريم المذيعة التي تعيش حياة مثالية ولكن حتي هذا النموذج مشوه بسبب ان زوجها الذي يعمل في أكبر شركة للعقارات هو مرتشي ويتم طرده من العمل اما الكارثة الكبيرة الأساسية والتي تربط كل هؤلاء رحمة اويسرا التي لم تترك أي شيء مرضي الا فعلته من قتل منذ الصغر لزميلتها ثم الانتقام من اسرتها وعلي رأسهم والدتها ثم جيرانها وزوجها وقتلها للطبيب النفسي وأن كل من يفكر ان يخالفها فلديها اسلحة مدمرة تكفي للقضاء علية وافساد حياته ومن خلال تلك الاحداث نتابع حوارات عن الرشوة والضعف الجنسي والخيانة والخطف وغيرها من الأمرض المجتمعية. أما وعد فلها حكاية ان كانت مختلفة لا تخرج عن اطار الخيانة والعلاقات غير الشرعية( عادي) فمجرد خلاف مع زوجها تركت له الدنيا وسافرت وتضعف تحت ضغط العامل النفسي لدرجة حملها من آخر اما زوجها فله علاقة بأمرأة متزوجة منذ البداية.