كما كرم القرآن الكريم المرأة في كل أطوار حياتها, ذكر أيضا بعض النساء سواء بالاسم أو بالإشارة إلي دورهن في الحياة الدور الفعال الطيب, ومن هؤلاء النسوة( حواء) أم البشرية رضي الله عنها, وزوجة( آدم) أبي البشرية عليه السلام. من ذلك ما ذكره القرآن الكريم عنها قال جل وعلا: عن آدم وحواء, وبداية الخلق للإنسان:( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) النساء/1, فخلق الله تعالي آدم من طين لازب, ثم نفخ فيه من روحه ليكون خليفة في الأرض يعمرها هو وزوجه بالعلم والعمل والذرية الصالحة.. وغير ذلك. وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين(35) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين(36) البقرة. وسياق هذه الآيات يقتضي كما قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات أن خلق( حواء) كان قبل دخول آدم الجنة لقوله: (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) الأعراف/.19 ولكن حكي السعدي عن ابن عباس, وعن ابن مسعود, وعدد من الصحابة أنهم قالوا أخرج إبليس من الجنة وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشي ليس له بها زوج يسكن إليها, فقام من نومه فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة, خلقها الله من ضلعه, فسألها من أنت؟ قالت: امرأة قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي. فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه:( ما اسمها يا آدم) قال: حواء, قالوا: ولم كانت حواء قال: لأنها خلقت من شيء حي. وذكر محمد ابن اسحاق عن ابن عباس أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم ولأم مكانه لحما ومصداق هذا في قوله تعالي( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) الآية النساء/1, وفي قوله تعالي( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به). الأعراف/.189 وفي الصحيحين من حديث زائدة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال( استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا أخرجه البخاري ومسلم. وقد أمر الله تعالي آدم وحواء بالتمتع بالجنة ورغدها فتمايل الشيطان حتي أخرجهما من الجنة ثم ناداهما ربهما( وناداهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين, قالا بنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) وهذا اعتراف ورجوع إلي الإنابة وهذا سري في ذرية آدم من الاستكانة والخضوع والاستغفار لله تعالي( قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين) الأعراف/24,( فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم* البقرة/37/36, وبذلك تاب الله علي آدم وحواء فهبط إلي الأرض ليعمر الكون بذريتهما بنين وبنات وحتي تقوم الاسرة ومن ذريتهما الرسل والأنبياء والصالحين. وقذ ذكر أن جبريل عليه السلام علم حواء الزراعة وحياكة الملابس. وكانت حواء أجمل امرأة منذ خلقت البشرية حتي اليوم, وذكر أنها كانت يولد لها في كل بطن ذكر وأنثي علي أن يزوج الذكر من الأنثي التي تولد في بطن أخري. وقد كان لقصة قابيل وهابيل عظة لأبناء آدم وحواء ودور الشيطان في إغوائهم حيث قال( لأغوينهم أجمعين(39) إلا عبادك منهم المخلصين(04) الحجر39 .40