حديث الرئيس السيسي الذي أذاعته القناة الأولي مؤخرا يؤكد ما ورد بمقالي الجمعة الماضية, حيث تمنيت أن تشكل فورا وزارة حرب برئاسة السيسي, كانت الأمنية نتاج قراءة لما يجري وما يراد بنا, واليوم أنادي بالاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات المفروضة علينا, رغم أنني لا أخفيكم كرهت هذه الكلمة( الاصطفاف).., لدي موقف نفسي منها.., كم جرت علينا من ويلات انتهت بكارثة1967 حيث كان الاصطفاف خبزا ونشيدا يوميا( كلنا عايزين صورة..). نعم.., كرهت هذه الكلمة التي( تشعبط) فيها طغاة العالم وجبابرة حكامنا العرب في ظروف مختلفة.., هذا الاصطفاف جعل نخب الاوطان أراجوزات كذابين زفة, بدلا من تقديم النصح والقيام بدور الضمير للحكام وتحولوا الي حملة مباخر فكانوا وبالا علي الوطن. الآن.., كلما قرأت وتابعت وبحثت في الأعمال العدائية التي تستهدف الوطن تقفز الكلمة الي عقلي وقلبي..( هذا أوان الاصطفاف), كلما شاهدت ما يجري من عمليات تنموية متسارعة جنبا الي جنب مع بناء سريع في القوة العسكرية وجدتني أهتف.. اصطفاف.!! ذلك لأن الغرب يعبث الآن بتاريخ وجغرافيا المنطقة كلها وفي القلب منها مصر.., انهم يعبثون في النيل شريان حياة المصريين لتصبح مصر( ضحية النيل لا هبته ولا هبة المصريين)..! هنا أنادي بالاصطفاف فالخطر داهم ومروع, يزيد من خطورته عبث وتهور الملاعين في إثيوبيا بالنيل دون مراعاة لحقنا المشروع في المياه بقوة القانون الدولي بل والمواثيق والمعاهدات.., هنا أنادي بالاصطفاف خلف قواتنا المسلحة ليوم قريب نؤدب الملاعين الذين يهددون شريان حياتنا..!! شياطين الغرب( أهل الشر) نري بصماتهم في بغداد ودمشق وصنعاء وطرابلس ومعظم العواصم العربية, لم يصمد أمامهم الا مصر التي في رباط الي يوم القيامة.., هنا أجد للاصطفاف معني مختلفا, لقد أصبح حماية ووقاية وقوة دافعة لصمود بلد في عين العاصفة. ما أحوج مصرنا المكان والمكانة والكنانة الي اصطفاف وطني الي كل صوت عاقل يجمع ولا يفرق يجدد ولا يبدد, تلتف حوله الملايين لانقاذ الوطن الذي تصارع سفينته امواجا عاتية من الشرق والغرب.., لقد هنا يوم تفرقنا, لقد تواضع تأثير دولتنا المفصلية يوم خون بعضنا بعضا يوم ان احتكر الاسلاميون الجنة واحتكر اليسار الوطنية وأصبحنا بلا هوية. الاصطفاف الوطني الذي نريد ليس اصطفاف الغنم امام راعيها.., ولا اصطفاف السمع والطاعة الذي تنادي به السلفيون والاخوان ولا اصطفاف قساوسة يريدون تحويل الكنيسة وطنا لكل مسيحي مصري داخل الوطن ولا اصطفاف غلاة اليسار المتطرف الذي يدمغ المخالف بالخيانة وينزع الوطنية عن كل معارض ولا اصطفاف( أسفين ياريس) الذي خرب الوطن ولا اصطفاف دراويش السيسي الذين يرون في كل معارض طابور خامس..!! الاصطفاف الذي نريد في هذه الأيام هو لم الشمل والتفاف المؤيد والمعارض المسلم والمسيحي الاخواني واليساري حول مبادئ لا أشخاص حول الامن القومي المصري حول التضحية بالوقت والجهد والروح لحماية الوطن من كل سوء. نريد وقف التشظي والانقسام وتلك الشعارات والسلوكيات الحمقاء..., هذا أوان الاصطفاف... أرجوك دع كل شيء وانس كل شيء وتذكر أنك مصري وطنك يحتاج اليك لأنه في عين العاصفة. أستاذ الإعلام بجامعة المنيا رئيس جمعية حماية المشاهدين