رياح ونسائم ألحان ترسم لوحة درامية ملونة بأجواء الحب داخل البلاط الملكي تناول فريد لعالم الغموض والحب وهيام حاكم يحب رعيته متيم بالحب, مؤامرات الساسة عندما تتضافر بين المراوغة والطمع والنفوذ في مواجهة ملك عادل محب.. لا خير في سلطة لا تمسح دموع رعيتها قالها الحاكم ريكاردو لشعبه في الآريا الأولي من الفصل الأول من أوبرا حفل تنكري رائعة عميد الاوبرا الايطالية جوسيبي فيردي والتي تدور أحداثه في ثلاثة فصول لانطونيو سوما واقتبس قصته عن قصة جوستاف الثالث تأليف يوجين سكريب. تدور أحداث أوبرا حفل تنكري في بوسطن خلال نهايات القرن السابع عشر حول ريكاردو والمتيم بحب اميليا زوجة اخلص اصدقائه ريناتو الذي يكتشف مؤامرة لقتل الحاكم المحبوب ينسجها مجموعة من القادة العسكريين بالتعاون مع الساحرة اولريكا الصادر حكم بنفيها ويطلب ريناتو العفو لها للاستفادة من مهاراتها الروحانية فيقرر زيارتها متنكرا ليتأكد من قدراتها لقراءة الطالع بكوخها لتخبره انه سيقتل بيد أعز أصدقائه لتتحقق نبوءتها في النهاية بافتضاح سر حب ريكادو لاميليا الجميلة زوجة ريناتو الذي يتآمر ويدبر قتل صديقه الحاكم ريكاردو في حفل تنكري قد أعده الحاكم ليلقي حتفه كما تنبأت الساحرة وقبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة يسامح الجميع بمن فيهم ريناتو صديق الذي تلقي منه الطعنة واقسم له انه احب اميليا ولكن لم يلطخ شرفه أو شرف امرأته لتكون نهاية ملك عاشق. صاغ فيردي هذه الدراما الموسيقي التي عرضت لأول مرة عام1859 علي مسرح ابولو بروما في17 فبراير واصبحت إحدي الركائز الاساسية في الريبورتوار العالمي لتمثل رائعة فنية جمع فيها فيردي بين اساليب درامية وموسيقية ومتعددة تنوعت بين التراجيديا والكوميديا والدراما واستطاع ان ينسج توازنا في تناوله الشخصيات الموسيقية المتنوعة باختلافها وتمكن بعبقريته المتفردة ان يلخص احداث الاوبرا بأفكارها المختلفة وأبدع عالما موسيقيا للاجواء المختلفة بين قصور الحكم و خيال واجواء السحر والغموض ومفارقات وصراعات السلطه ورسم كل شخصيه دراميه بتفرد موسيقي بديع وكثافة التنوع و التناغم الموسيقي و الدرامي, يميل فيردي بشدة الي تناول الاريات الاساسية بايجاز و تكثيف للمعني ليجد المتلقي روحه تتأرجح بين الافكار الثلاثة في العمل بتناغم عذب و تعكس الفكرة الأولي اجواء القصر لتعبر عن ولاء الرعية بينما تمثل الفكرة الثانية ذات اللحن المتقطع الذي يظهر بشكل متلاحق المتآمرين واحاسيسهم المتناقضة بالكراهية اما الفكرة الثالثة تمثل قصه حب بين ريكاردو واميليا. هذه الرائعة الموسيقية قدمتها فرقة اوبرا القاهرة تحت إشراف دكتورة ايمان مصطفي المدير الفني للفرقة وتصميم رقصات ارمنيا كامل وقيادة المايسترو ديفيد كريشنزي إخراج حازم طايل الذي نجح في تحقيق قالب بصري وحسي لأجواء العرض الدرامية ليرسم لوحة كلاسيكية ببساطة وايجاز فني يحمل الرسالة الكامنة بين أنغام العمل واجواء الساحرة التي تتسم بالاثارة والغموض مع الاشباع البصري الثري الذي اكدته المشاهد المتأنقة بديكور الفنان محمد الغرباوي والالوان الكلاسيكية للملابس وتصميماتها المتميزة للشخصيات المختلفة ومجموعات الفنانين الذي نجح طايل في تحريكها ورسم تشكيلاتها في الفراغ المسرحي بمهارة ورؤي جمالية متناغمة بين عناصر العرض.