تصريحات مرشحي الرئاسة الأمريكية عداء زائف لا يؤخذ علي محمل الجد كانت تلك هي تصريحات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف التي أكد فيها ان ما يقال حول العلاقات بين الولاياتالمتحدةوايران ما هو الا تهديدات فارغة وعداء زائف, ويسعي كلا المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب الي اظهار عدائهم لطهران لكسب المزيد من التأييد والوصول الي كرسي البيت الابيض. ويبدو ان ايران تميل نحو فوز ترامب رغم عدائه الشديد لكيانها الا انها تجده الافضل, والسؤال هنا هل سيكون لها دورا في وصول المرشح المجنون الي كرسي الرئاسة, كما فعلت مع الرئيس الأسبق رونالد ريجان, وذلك بعد ان استخدمت أزمة الرهائن الأمريكيين في الاطاحة بمنافسه في السباق الرئاسي جيمي كارتر. ويعد ترامب الافضل لايران لانه يفتقر الي المصداقية بين الحلفاء الأوروبيين وهو ما يصب في صالح طهران علي عكس هيلاري كلينتون التي ترغب تل ابيب في فوزها في السباق الانتخابي. ولم تتدهور يوما العلاقات بين ايرانوالولاياتالمتحدة او حتي تل ابيب وهو ما اكده العميد حاجي زادة في سلاح الجو للحرس الثوري الذي اعترف ان التعاون الامريكي الايراني مستمر منذ الثمانينيات, وهناك تعاون عسكري وسياسي منذ حرب الخليج الولي مؤكدا ان الخلافات التي تدور بين واشنطنوايران في العلن ما هي الا عداء زائف علي عكس ما يدور خلف الكواليس, وهو ما سبق وأكده الكاتب الامريكي تريتا بارسي استاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز في عام2008 إلا أن حديثه لم يلق أذانا صاغية خاصة وان ايران كان يحجمها في ذلك الوقت الرئيس السابق احمدي نجاد المعروف بموقفه المتشدد تجاه الولاياتالمتحدة واسرائيل الا ان اعترافات المسئولين الايرانيين تؤكد صدق روايته. كما أعترف الرئيس الايراني السابق أبو الحسن بني صدر بوجود جسر جوي خفي بين إسرائيل وطهران إلا أنه لم يكن يستطيع ان يواجه التيار الديني هناك الذي كان متورطا في التنسيق بين البلدين. ولم تنجح الأجهزة المخابراتية لأكبر دولة في العالم أمريكا- ان تخفي حقيقة الصفقات السرية التي تجري بينها وبين طهران او حتي بين طهران وتل أبيب, فعرف العالم بأن هناك تعاونا استخباريا وصفقات اسلحة ومحادثات سرية بين الحليفين المقربين طهران وتل أبيب, وذلك عملا بمبدأ المصالح لما تتصالح. وفي عام1981 أسقط الاتحاد السوفيتي طائرة كانت تتنقل بين إسرائيل وايران حاملة لكافة انواع الأسلحة والمعدات, وفي عام1982 أجريت محادثات بين ايران وإسرائيل حول عقد صفقة تبيع فيها ايران البترول لاسرائيل في مقابل اعطائها أسلحة تقدر ب100 مليون دولار. ورغم محاولة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التأكيد علي ان العلاقات بين البلدين تتدهور بعد مرور100 يوم علي دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ بسبب سياسات طهران في سوريا ودعمها لموقف الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك تهديداتها المستمرة بإغلاق مضيق هرمز الممر الحيوي الذي يؤثر علي حركة التجارة العالمية, الا ان جميع الحقائق تشير الي عكس ذلك, حيث أن لهجة العداء والتصريحات النارية بين البلدين لم تعد موجودة علي منابر المساجد في إيران ولم يعد يطلقها مسئولو الادارة الأمريكية, كما كان في السابق, فطوال السنوات الماضية لم تكن تخلو خطبة الجمعة في مساجد إيران من هتافات الموت لأمريكا وكذلك لم تكن تخلو خطابات ساسة الولاياتالمتحدة من عبارة الشيطان الأكبر في إشارة الي ايران. وأكد مسئولون في ادارة الرئيس الأسبق جورج بوش ان المحادثات بين البلدين لم تنقطع ابدا, خاصة وقت غزو العراق عام2003 فكانت هناك اتصالات بين البلدين تدور حول امن وسلامة الطائرات الامريكية التي قد تضل طريقها وتدخل الاراضي الايرانية علي سبيل الخطأ.