وأضاف لافروف- خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي يرأس وفد مجلس التعاون الخليجي في موسكو- أنه رغم وجود بعض الاختلافات حول بعض القضايا الإقليمية, تم التوصل إلي تفهم أفضل إلي بعض القضايا محط الخلاف سواء علي المستوي الدولي أو الإقليمي. وأشار إلي أنه تم الاتفاق خلال جلسة أمس من الحوار الاستراتيجي الروسي- الخليجي مع وفد مجلس التعاون علي حل جميع مشكلات الشرق الأوسط بالاعتماد علي الشرعية الدولية وانطلاقا من مبدأ الحوار الشامل الوطني في دول المنطقة, موضحا أنه تم التأكيد علي ضرورة تأمين حقوق جميع الأقليات في الشرق الأوسط, مؤكدا في الوقت ذاته الدعم الكامل للجهود الرامية للأزمة السورية علي أساس قرارات مجموعة دعم سوريا, وقرارات مجلس الأمن, بالإضافة إلي دعم جهود الأممالمتحدة لحل الأزمة في اليمن وليبيا والعراق. وقال إنه تم التطرق إلي مناقشة الوضع في منطقة الخليج العربي, وتم الاتفاق علي ضرورة اعتماد مبدأ حسن الجوار مع جميع الدول وبشكل خاص مع إيران, لافتا إلي أنه تم التأكيد المشترك لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية علي أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الحدود المعترف بها دوليا والتوصل إلي هذا الهدف تجاوز الانقسام الفلسطيني. وأكد توحيد الرؤي حول مكافحة الإرهاب والقضاء عليه بدون أي تنازلات للتغلب علي أي مخططات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة, مشيرا إلي أن الحديث تطرق أيضا إلي مبادرة الرئيس بوتين حول إنشاء جبهة واسعة دولية تحت رعاية الأممالمتحدة من أجل مكافحة الإرهاب, لافتا إلي ترحيب موسكو بتشكل التحالف الإسلامي تحت رعاية المملكة العربية السعودية. وأضاف لافروف إلي أنه في ختام الجلسة تم الاتفاق علي ضرورة تعزيز التعاون التجاري والإنساني والاقتصادي بين روسيا ودول الخليج العربي, وتوسيع التعاون في النفط والطاقة والاستثمارات والنقل والمجالات الأخري. ومن جانبه,قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير- في كلمته خلال المؤتمر المشترك مع نظيره الروسي ان دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر روسيا دولة مجاورة تربطها بها روابط تاريخية ودينية, بالإضافة إلي المصالح المشتركة العديدة بين روسيا ودول مجلس التعاون, معربا عن تقديره لموقف روسيا فيما يتعلق باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئون الآخرين وحسن الجوار. وأكد أنه تم الاتفاق مع روسيا علي عدد من الموضوعات الهامة من ضمنها تطوير التجارة والاستثمارات بين الطرفين, فضلا عن التشاور والتنسيق في مجالات التعليم والطاقة والفضاء والقطاع الدفاعي, تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب, والتحديات الموجودة في المنطقة والعالم. كما أكد الجبير تقدير دول مجلس التعاون لموقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية وإيجاد حل للقضية وإقامة الدولة الفلسطينية يكون القدسالشرقية عاصمة لها, مشيرا إلي أنه تم بحث الأوضاع في سوريا, والاتفاق علي التزام الطرفين بحل سلمي مبني علي إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن2254, وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لكافة المناطق السورية. وعن الأوضاع في العراق وليبيا واليمن, أوضح وزير الخارجية السعودي أنه تم بحثها كذلك مع الجانب الروسي, وهناك تطابق في وجهات النظر, مؤكدا اتفاقه مع لافروف علي مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله المختلفة, متابعا تحدثنا أيضا بخصوص إيران وقلق دول المجلس من تصرفاتها وتدخلها في شئون دول المنطقة, وغيرها من الأعمال السلبية التي تقوم بها إيران, وترحيب دول المجلس بأي جهود قد تؤدي إلي تغيير في سلوكيات إيران. وقال إن الاجتماع- بشكل عام- كان مثمرا وبناء وشاملا, كما سيساهم في دفع علاقات دول مجلس التعاون مع روسيا إلي آفاق جديدة, موضحا أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع علي تفعيل آلية التشاور والتنسيق بين الطرفين وسيتم الموافقة عليها خلال الاجتماع الوزاري المقرر عقده علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, مشيرا إلي أنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي علي عقد الاجتماع القادم للمجلس في عام2017 في دولة البحرين الشقيقة.