حذرت الدكتورة قدرية بهادر أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس من حالة التوتر التى تصيب بعض الطلاب بمراحل التعليم المختلفة وأكدت أنها حالة طبيعية إن كانت فى المعقول بينما تنقلب لتدمر صاحبها إذا زادت على الحد ونبهت أستاذ علم النفس من دور اللائم الذى يلعبه الأب والأم على الأبناء بشكل فيه ضغط رهيب قد يدفعهم لحالة شديدة من القلق تصل بهم فى النهاية لجلد الذات الذى يؤدى إلى الاكتئاب ثم الانتحار فى بعض الأحيان وقالت صاحبوا أولادكم ولا تحاسبوهم بشكل مستمر واجعلوهم يحبون المذاكرة بالترغيب وليس الترهيب وفى الحوار التالى قدمت أستاذ علم النفس طريقة مبسطة للطالب والأسرة فى كيفية التعامل فى أثناء فترة الامتحانات. - لماذا يظهر القلق على الطلاب عند اقتراب الامتحانات، وهل تلك حالة مرضية أم عرضية؟ القلق والتوتر أمر طبيعى بشرط الا يتحول لقلق مدمر، لأنه من الطبيعى عندما يتعرض الإنسان لأى موقف خاص مثل اقتراب موعد الامتحانات مثلا تسيطر عليه حيرة وخوف من عدم تحقيق ما يريد ويجب التحذير من القلق الذى يفقد ثقة الإنسان بنفسه ويأتى بنتيجة عكسية إذا زاد على حده لأنه فى هذه الحالة قد يدخل الطالب فى حالة اكتئاب قد تمنعه من الاستذكار مطلقا.
- وكيف يمكن تجنب هذا؟ يجب العمل بمبدأ "اللى فات مات" وابدأ من اليوم، لا يجب التفكير فى الماضى وفى الأيام التى مرت فى كسل وعدم تحصيل، ابدأ من حيث بدأت واستمر لتحصل على نتيجة أفضل ولكن البكاء على اللبن المسكوب لن يأتى بغير الحسرة والندم وعدم نتيجة بالمرة.
- هل الصفات الشخصية للطالب تسهم فى توتره؟ نعم، فهناك العديد من الطلاب متوترون بطبيعتهم وهذا للأسف صعب السيطرة عليه ولابد من التعامل معه من خلال طبيب نفسى لمتابعته ببعض الأدوية التى تهدئ من روعه دون التأثير على جهازه العصبى. أيضا أبعدوا أبناءكم عن المشاكل بقدر الإمكان فى أثناء فترة الدراسة خاصة فترة الامتحانات وعلينا ايضا تقبل النتيجة بشيء من الرضا وإن كانت غير مرضية حتى لا يفشل الطالب فى باقى مراحل حياته أو أن يدفعه ذلك للفشل فى كلية يدخلها بحسب مجموعه.
- أحيانا يكون الآباء هم سبب قلق الطالب ما النصيحة التى يمكن أن توجهيها للأسرة؟ بقدر نصيحتنا للطالب تكون النصيحة للأسرة ففى كثير من الأحيان يعود سبب توتر الطالب للأب والأم وهنا أقول لهم ابتعدوا عن لوم أبنائكم بكثرة وابتعدوا عن مقارنتهم بإخوانهم أو أقاربهم أو جيرانهم ولا تقل لابنك لماذا لم تفعل ما عليك أو انظر لأخيك أو صديقك، كلها أمورتأتى بنتائج عكسية كالنسيان بسبب جلد الذات ثم يكون الفشل كعقاب للوالدين.
- ألا ترين أن المعلم قد يكون سببا فى فشل الطالب أيضا وماذا تقولين له؟ يجب أن يتعامل مع جميع الطلبة بنفس الأسلوب ولا يجب توجيه اللوم للطالب المقصر أمام زملائه حتى لا يحرجه وهنا نحن فى حاجة ل"معلم تربوى" يعرف جيدا دوره ويقوم به على أكمل وجه وأحذر من ارتفاع الأصوات فى لجنة الامتحانات فلا يجب عقاب المتجاوز بصوت مرتفع لأن ذلك يوتر زملاءه، أيضا يجب منع الغش نهائيا فى لجان الامتحان لأن ذلك يؤثر بشكل سلبى على الطالب المجتهد الذى ظل طوال العام يجتهد حين يرى بعينه زميله الذى كان يلعب طوال العام يحصل على إجابات دون جهد أو تعب.
- يختصر بعض الطلاب أوقات نومهم زيادة فى التحصيل، هل يفيد ذلك؟ بالطبع يؤثر بشكل سلبى بل يرهقه، النوم الجيد لساعات معقولة لا يقل عن ست ساعات أو ثمان يساعد على التحصيل الجيد بالإضافة إلى تناول كوب من اللبن الدافيء والإكثار من تناول الشيكولاتة لأن السكريات تساعد على التركيز وتزيد الانتباه
- ما هى إرشاداتك للطالب فى أول يوم امتحان؟ أولا الابتعاد عن التردد لأنه يؤدى للكثير من المشاكل يفقد الطالب ثقته بذاته عندما يتردد ولا يحزم أمره، أيضا لابد من هامش يكتب فيه كل ما يتذكره وهو يؤدى الامتحان ليعود إليه وعند تناوله ورقة الأسئلة أنصحه بقراءة الورقة كاملة قبل البدء فى الإجابة ليبدأ عقله فى العمل ولا يهتم بإجابة الأسئلة بشكل مرتب بل يبدء بالأسهل فالأصعب ثم الأشد صعوبة ثم يبدأ بالمراجعة مرة واثنين وثلاثا بعد الانتهاء من الإجابة على جميع الأسئلة لأن الاندفاع فى أثناء الإجابة يدفع الطالب للخطأ وهو ما سوف يكتشفه عند المراجعة بالتأكيد. وأحذر من الانتباه للغير أو الرد على أحد الزملاء فى أثناء الامتحان حتى لا يتم تشتيت ذهنك.