استيقظ كرم كعادته متأخرا بعد سهره قضاها بين اقران السوء الذين اعتاد المكوث معهم لساعات طوال يقضى معهم يومه الذى لا يختلف عن سابقه فى تعاطى كل اصناف المواد المخدرة التى ادمن تعاطيها حيث صارت حياته على هذه المنوال لفترة ليست بالقصيرة بعد ان صارعاطلا عن العمل لعدم قدرته التكيف على طبيعة الاعمال والحرف التى التحق بها مؤخرا. جلس الشاب بين اروقة غرفته الضيقه على احد الكراسى الخشبية المتهالكة يبكى حظه العثر وظروفه المادية السيئة ينظر الى دولابه الذى تفوح منه رائحة ملابسه الكريهة وحذائه الذى لايفارق قدماه بعد ان اكتوى بنار الفقر والحرمان منذ نعومة اظافره وبعيون زائغة لا تستقر على شيء التقط اخر سيجارة من علبته وقام باشعالها ونظر الى دخانها المتطاير حوله يفكر فى طريقه سريعة لجلب المال للانفاق على نفسه وتوفير كيفه المتزايد من المخدرات. بدأ كرم يفكر فى طريقه يستطيع من خلالها ان يضرب عصفورين بحجر فمنها توفير كيفه بجانب تحقيق بعض المكاسب المادية باستغلال علاقاته بمعارفه من تجار المواد المخدرة فى الحصول على المخدرات واعادة بيعها بين المدمنين من اصدقائه على ان يعاود توريد ثمن المخدرات التى تحصل عليها بعد ترويجها واستطاع بالفعل اكتساب ثقة احد كبار التجار من مروجى المخدرات بمنطقة سكنه بالزاوية الحمراء. بدأت احوال الشاب المادية تنتعش بعد نجاح اول صفقاته زادت معها اطماعه فى تحقيق العديد من المكاسب وعقد المزيد من الصفقات حتى انتفخت جيوبه بالمال الحرام وذاع صيته وراجت تجارته خلال وقت قصير ومرت الايام تتبعها الشهور والسنين واستطاع الشاب من اقتناء سيارة فارهة وارتياد الاماكن الراقيه وشراء مسكن خاص يزوال من خلاله نشاطه واستعان ببندقية الية وطبنجة للدفاع عن تجارته المشبوه وبدأ الكثير من شباب المنطقة يقصدونه للحصول على كيفهم من مخدر الحشيش الذى تخصص فى الاتجار به. اصبح كرم مطاردا من رجال الشرطة بمنطقة الزواية الحمراء التى اشتهر بها كواحد من اكبر تجار الصنف خاصة بعد ان امتلأت صحيفة سوابقه باكثر من 8 وقائع وتعددت المأموريات الامنية للقبض عليه متلبسا الا انه كان يستعين بعدد من الناضورجية الذين يساعدونه على الهرب من الاكمنة التى كانت تعد له الا انه وقع فى شباك رجال المباحث بعد ان نسجوا خيوطهم حوله وبحوزته 3 كيلو من مخدر الحشيش واسلحة نارية. وأمام حسن البكرى مدير نيابة الزواية الحمرا اعترف المتهم بحيازة المضبوطات بقصد الاتجار وأنه اتخذ من منطقة الزواية الحمرا مسرحا لمزوالة نشاطه الاجرامى. وأمرت النيابة بتحريز المضبوطات وإرسالها إلى المعمل الجنائى لإعداد التقارير الفنية اللازمة وكذلك إرسال الاسلحة لتحديد مدى صلاحيتها وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق. كانت البلاغات قد تعددت امام مكتب المقدم مصطفى طه رئيس مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء من الاهالى بانتشار ظاهرة تعاطى مخدر الحشيش بين اوساط الشباب. برفع البلاغات الى اللواء هشام العراقى مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان عبدالعزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية ومحمد الالفى رئيس مباحث قطاع الشمال باشره العقيد مازن عبدالشافى مفتش مباحث فرقة شبرا حيث تم وضع خطة ونشر المصادر السرية للكشف عن هوية مروج تلك السموم. وتبين من التحريات قيام كرم سمير 35 سنة عاطل ومقيم دائرة القسم والسابق اتهامه فى 8 قضايا أخرهم1495لسنة 2014م الزاوية الحمراء مخدرات بالاتجار بالمواد المخدرة وحيازته لسلاح نارى بدون ترخيص واتخاذه من مسكنه الكائن بدائرة القسم مكانا لمزاولة نشاطة الاثم. بعد تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بمعرفة العقيد مازن عبدالشافى مفتش الفرقة تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطه وبحوزته سلاحين ناريين عبارة عن بندقية الى وخزينتين بداخلهما 8 طلقات طبنجة عيار 8.5 مم، كمية من الحشيش المخدر وزنت 3 كيلو جرام ومبلغ 86200 جنية. باقتياده الى ديوان القسم ومواجهته امام المقدم مصطفى طه رئيس مباحث الزواية الحمراء اقر بحيازته المواد المخدرة بقصد الاتجار والاسلحة النارية للدفاع عن تجارته والمبلغ المالى من حصيلة تعاملاته. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء خالد عبدالعال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتها للنيابة التى تولت التحقيق.