شارك الأهرام المسائي أهالي الضحايا أمس يوما من الترقب والاحزان في فندق الانتظار ففي مساء غلفه الحزن أمس وفي أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة الدولي اتشح مدخله بالوجوم والترقب الممزوج باليأس حيث اصطف أقارب ضحايا الطائرة المنكوبة الذين كان معظمهم من الرجال وبعض النساء والأطفال في انتظار أي أخبار لعلها تثلج صدورهم وتكذب ما يتناثر من أنباء علي المواقع الخبرية تفيد بتحطم الطائرة ما يعني أن ذويهم قد لقوا حتفهم, وبين الحين والاخر يتجمعون حول أحد مندوبي شركة مصر للطيران الموجودان في الفندق لمساعدتهم يسألونهم عن الجديد والرد دائما ما يكون ليس لدينا أكثر مما يذاع بالتليفزيون, هناك غرفة عمليات تنشر ما يستجد من أخبار وما نعرفه ليس أكثر مما تعرفونه. اقتربنا من مصر للطيران رفض ذكر اسمه وبسؤاله رد بصعوبة نحن ممنوعون من الادلاء بأي تصريحات لوسائل الاعلام فقد جئنا بأهالي الضحايا هنا للابتعاد بهم عن وسائل الاعلام التي امتلأ بها مطار القاهرة الدولي, لا نجد ما نقوله لهم فنحن أيضا نحتاج لمن يربت علينا فزملاؤنا طاقم الطائرة قد لقوا نفس المصير, وهذا عملنا الذي يلقي علينا بين الحين والآخر المزيد من الأعباء النفسية الصعبة مع كل حادث طائرة يحدث. السجائر والتليفونات المحمولة والصمت المتقطع كلها سيدة الموقف هنا فالتدخين بشراهة والتليفونات لمتابعة ما يستجد من أخبار كانت وتلقي الاتصالات من أقارب ومعارف يريدون معرفة ما الجديد ؟ هو ما يفعله الجميع يقطعه بين الحين والاخر نقاشات حول خبر جديد بثه أحد المواقع ثم ينصرف الجميع الي صمتهم وتليفوناتهم وسجائرهم مرة أخري بعد أن يبدوا استياءهم من الأخبار المغلوطة أو الكاذبة التي تلعب بأعصابهم. بدأت عقارب الساعة تقترب من الثامنة مساء فبدأ العدد في التناقص حيث يستأذن أقارب ومعارف أهالي الضحايا في الانصراف ويودعونهم بعبارات ربنا معاكم, وربنا يصبركم, وربنا يجعلها آخر الأحزان, ومع اقتراب الساعة من الثامنة والنصف تدخل الفندق أسرة من محافظة الغربية تضم سيدة متشحة بالسواد هي زوجة أحد الضحايا ومعها4 شباب في العشرينات ورجل خمسيني أهالي أحد الضحايا وتحديدا من مدينة سمنود وبمجرد دخولهم يبدأ الشباب في سؤال الموجودين فيلتف حولهم الموجودون ويبدأ عمرو محمد شقيق أحد الضحايا في الاتصال بممثل مصر للطيران الموجود ليأتي ويجيب علي سؤال أهالي الغربية الذين وصلوا للتو ولكنه وجده خارج الفندق وقال له سأصل بعد10 دقائق فانتظر الجميع علي أمل أن يكون هناك جديد لكن الاحباط يعود من جديد لأنه لا جديد حتي الآن. وبينما يستعد الفندق لاقامة عرس به كان معدا له مسبقا حيث ظهور العروس بفستان الفرح أمام أهالي الضحايا انطلقت الأغاني بصوت مرتفع فما كان من زوجة ضحية الغربية الا أن صرخت بصوت مرتفع ودموعها تنهمر لغاية دلوقتي مش عارفين زوجي فين ؟. والدة احدي مضيفات الطيران رفضت الحديث وصرخت بالموجودين سيبوني أطمئن علي ابنتي أولا محمد شقيق أحد الضحايا رد أقول ايه ؟ الموقف اللي احنا فيه أكبر من أي كلام يتقال.. ادعو لنا ربنا يطمنا. في الفندق بالأعلي عدد من الغرف التي تم تسكينها لأسر الضحايا الذين لم يتمالكوا أعصابهم وفقدوا الوعي باغماءات الانهيار أو المرض فتم استدعاء طاقم طبي رافقهم حتي هدأ روعهم قليلا, لكن باستعادتهم الوعي عادوا لأحزانهم مرة أخري وبدأت دائرة الأسئلة حول ما حدث وما الجديد من الأنباء حتي الآن. محمود علي الشاب النحيل ذو البشرة السمراء قريب أحد الضحايا الذي ظل صامتا طويلا خرج عن صمته فجأة ليتساءل بصوت مرتفع حتي الآن لا يوجد مسئول بالدولة يطمئننا بمعلومة مؤكدة ؟!.