أعلنت لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ثورة25 يناير النتائج الأولية لما تلقته من معلومات حتي الآن, بعد استماعها إلي120 شاهدا بشأن وقائع الاعتداءات التي حدثت في القاهرة والجيزة إبان الثورة.. حيث أشارت اللجنة إلي أنها استمعت إلي حوالي120 شخصا شاهدا, وقد بين بعضهم مشهد إطلاق الشرطة الأعيرة النارية والمطاطية والقنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين ووفاة أعداد منهم خاصة في يوم الجمعة28 يناير.. وأوضح الشهود أن بعض القناصة اعتلوا أسطح مجمع التحرير وفندق رمسيس هيلتون ومبني الجامعة الامريكية وديوان وزارة الداخلية( القريب من ميدان التحرير) وأطلقوا النار علي أشخاص من المتظاهرين. كما ذكر العديد من الشهود بشأن وقائع أحداث يوم2 فبراير الماضي أن مؤيدي النظام السابق توافدوا علي ميدان التحرير من كل حدب وصوب, حيث أقدموا علي رشق المتظاهرين بقطع الطوب والرخام التي جلبت من منطقة' شق الثعبان'.. فيما أقبل نفر آخر من مؤيدي الرئيس السابق من ناحية ميدان الشهيد عبد المنعم رياض يمتطون الجمال والجياد, ويحملون عصيا غليظة وقطع حديد وأسلحة بيضاء, انهالوا بها ضربا علي المتظاهرين, فأصابوا وقتلوا وأحدثوا الرعب بينهم. وأشار تقرير لجنة تقصي الحقائق إلي أن المتظاهرين تمكنوا من احتجاز بعض هؤلاء المعتدين عليهم وتسليمهم للقوات المسلحة لاتخاذ الاجراءات القانونية حيالهم, فيما أكدت اللجنة أنه جار حاليا الاستعلام عن هوياتهم. كما أدلي بعض الشهود بأسماء من شارك في هذا الاعتداء وترتيبه وتمويله.. وسألت اللجنة مجموعة من أطباء مستشفي قصر العيني التعليمي, فشهدوا بأنهم شاركوا في علاج المصابين في موقع الأحداث وفي مستشفي قصر العيني, وقدم أحدهم عدة صور فوتوغرافية لمصابين وقتلي بأعيرة نارية ومطاطية, وتلاحظ أن إصاباتهم جاءت في الرأس والرقبة والجزء العلوي من الجسم, كما قال طبيب آخر إنه شاهد إحدي سيارات إسعاف مستشفي قصر العيني الجديد' الفرنساوي' في ميدان التحرير محملة بالبلطجية. وذكر بعض الشهود انه حال تواجدهم مساء28 يناير علي جسر6 أكتوبر من ناحية ميدان التحرير شاهدوا سيارة يخفي راكبوها لوحاتها المعدنية, إلي جوار الطريق بالجسر, وبها عدد من' البلطجية' يحملون قطع حديد وأسلحة بيضاء ومعهم' جراكن' معبأة بوقود البنزين, فتوجهوا صوبهم يستطلعون الأمر خشية قيامهم بإشعال النار في السيارات التي كانت بالقرب من المكان, وعلموا منهم أنهم هم الذين أحرقوا مبني مقر الحزب الوطني الذي كانت تلتهمه النيران في ذلك الوقت, وعندئذ نزع أحدهم( من المتظاهرين) الغطاء الذي كان يستر لوحة السياراة وقام بتصويرها. أضاف الشهود أنه تلاحظ لهم في ذلك الوقت سيارة مدرعة بها عدد من ضباط الأمن مركزي وأربعة من رجال الشرطة يطلقون الأعيرة النارية صوب المتظاهرين أمام فندق رمسيس هيلتون, كما ورد في أشرطة الفيديو التي قدمت للجنة وأذاعتها وسائل الإعلام المرئية صورا لسيارتين مصفحتين للشرطة, تنحرف الأولي عمدا لتصدم أحد المتظاهرين وتدهسه, وتسير الأخري للخلف لدهس آخرين. كما شوهدت سيارة ثالثة( تحمل لوحات معدنية لهيئة دبلوماسية وقيل إنها خاصة بحراسة السفارة الأمريكية) تنطلق مسرعة في اتجاه شارع قصر العيني وتصدم من تصادفه في طريقها كما جاء في أحد أشرطة الفيديو المقدمة للجنة.. وأكدت اللجنة أنه يجري الاستعلام من السفارة الأمريكية بواسطة وزارة الخارجية عن ظروف وأسباب وجود هذه السيارة بين المتظاهرين. وقالت لجنة تقصي الحقائق إنها سألت اثنين من كبار رجال الشرطة السابقين في معرض الاستعانة بشهادتيهما واللذين أفادا بأن إطلاق الأعيرة النارية علي المتظاهرين لا يكون إلا بأمر من وزير الداخلية. كما أرسلت اللجنة في22 فبراير الماضي كتابا إلي وزارة الداخلية يتضمن موافاتها بالتعليمات الدائمة والخطة الأمنية المقررة لمختلف القطاعات المعنية بالوزارة لمواجهة المظاهرات, وعلي الأخص ذكر المختص بإصدار الأمر للقوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية والنارية, وموافاتها( اللجنة) أيضا ما إذا كانت صدرت أوامر في هذا الخصوص بمناسبة المظاهرات التي جرت في25 يناير وحتي11 فبراير الماضيين وما إذا كان صدر أمر بانسحاب الشرطة يوم28 يناير الماضي من مواقعها من عدمه. وأشارت لجنة تقصي الحقائق إلي أنها تلقت تقريرا من وزارة الداخلية بالمعلومات في هذا الشأن وأرسلت نسخة منه للنيابة العامة, وانتقل بعض أعضاء أمانة اللجنة إلي مستشفي قصر العيني التعليمي لتسجيل الشهادات من الأطباء والمرضي الذين مازالوا تحت العلاج. وذكرت اللجنة أن شهادات الأطباء في الطواريء أشارت إلي أنه بدءا من الساعة3.20 عصر يوم الجمعة28 يناير الماضي, استقبل المستشفي أعدادا كبيرة من المصابين بإصابات متعددة.. وأنه قبل الغروب بقليل بدأت تتوافد حالات الاختناق بالغاز والحالات المصابة بالرصاص الحي والخرطوش المتشظي..وأنه بعد الساعة الثامنة مساء استقبل المستشفي خلال ساعة واحدة مائة مصاب بانفجار في العيون ونزيف في الصدر وتهتك بالرئة, كما بلغ عدد المصابين بالمستشفي خلال عشر ساعات بعد ذلك حوالي200 مصاب. وأضاف الأطباء في شهاداتهم أن جميع حالات الوفاة التي تلقاها مستشفي الطواريء بقصر العيني التعليمي والتي بلغت32 حالة, كانت نتيجة طلق ناري, وأن أعداد الضحايا من المصابين والوفيات قد تركزت أيام28 و29 يناير.. و2 و3 فبراير.