يبدأ مهرجان بكان السينمائي الدولي دورته التاسعة والستين مساء اليوم الأربعاء بحفل غير تقليدي علي مسرح لوميير الكبير بقصر مهرجانات المدينة, وسط ترقب ملايين المشاهدين عبر شاشات التليفزيون حول العالم وآلاف المعجبين الذين يصطفون كل عام أمام المسرح ليحظوا برؤية نجومهم المفضلين علي السجادة الحمراء الشهيرة وآلاف الصحفيين والإعلاميين الذين يحرصون علي تغطية الحدث السينمائي الأكبر والأهم سنويا. لن يكون الحفل تقليديا لأن الممثل والكوميديان الشهير لوران لافيت, عضو الكوميدي فرانسيز العريقة, سيتولي تقديمه ذ بعد عامين من قيام لامبرت ويلسون بهذه المهمة ذ ليحوله إلي احتفال مبهج وساخر, كما اتفقت معه إدارة المهرجان علي تقديم حفل الختام أيضا. ويعرض عقب الافتتاح أحدث أعمال المخرج الأمريكي الكبير وودي آلن, وهو فيلم بكافيه سوسايتي, خارج المسابقة, كما يبدأ عرضه تجاريا في فرنسا في نفس اليوم. بدورة الكبار, هذا هو الاسم الذي يمكن إطلاقه علي هذه الدورة.. فإلي جانب آلن, يشارك في الأقسام الرسمية, والموازية أيضا, كبار مخرجي ومبدعي السينما في العالم.. ففي المسابقة, يتنافس علي السعفة الذهبية المخرج الإيراني أصغر فرهادي بفيلم بالبائع, والإسباني بدرو ألمودوفار ببخولييتا, والأخوين جان بيير ولوك داردين ببالفتاة المجهولة, والأمريكي جيم جارموش ببباترسون, والبريطاني كين لوتش بسأنا دانيال بليكس والروماني كريستيان مونجيو بسبكالورياس والأمريكي شون بن بسالوجه الأخيرس والهولندي بول فيرهوفن بسهيس. وفي الاختيار الرسمي خارج المسابقة, تشارك النجمة الأمريكية الشهيرة جودي فوستر كمخرجة بفيلم زوحش المالس والمخرج الكبير ستيفن سبيلبرج بأحدث أعماله زالعملاق السمين الطيبس.. وضمن عروض منتصف الليل, وهي قسم رسمي أيضا, يشارك جارموش بفيلم آخر هو زجيمي الخطيرس فيما يشهد قسم زعروض خاصةس حضور المخرج التشادي الكبير محمد صالح هارون بفيلمه زحسين حبري مأساة تشاديةس. وكما يعرف الكثيرون, فإن كلمة السر في الاختيار والتواجد في بكان هي الإنتاج المشترك, وتحديدا مع فرنسا.. ونظرة سريعة علي أفلام معظم الأقسام تكشف أنها إما للأعضاء الدائمين في بنادي مهرجان كانامن المخرجين الكبار, أو من الإنتاج المشترك مع فرنسا وغيرها, وهذا طبيعي ومفهوم تماما, حيث تقيم الدول المهرجانات السينمائية للترويج وتسويق إنتاجها من الأفلام أولا, ونحن فقط من نعتبرها مناسبات للاحتفال والتقاط الصور. وليست الأفلام العربية المشاركة هذا العام في المهرجان الأكبر والأهم علي مستوي العالم, استثناء مما سبق, حيث أنها كلها من الإنتاج المشترك.. وهناك عدة أفلام من إنتاج فرنسا أو غيرها بالكامل, وتنطق بالفرنسية أو بلغات أجنبية أخري, لكنها تحمل توقيع مخرجين من أصول عربية, وتحديدا مغاربية, وتلك لا يمكن احتسابها ضمن المشاركة العربية, ليس فقط لأنها أجنبية بالكامل, ولكن أيضا لأن موضوعاتها ليس لها علاقة علي الإطلاق بالعرب وقضاياهم. يشهد المهرجان غدا الخميس عرض الفيلم المصري زاشتباكس للمخرج محمد دياب, في افتتاح قسم زنظرة ماس أحد أهم الأقسام الرسمية الرئيسية.. والفيلم إنتاج مشترك بين مصر وألمانيا وفرنسا, من بطولة نيللي كريم, وهاني عادل, وطارق عبد العزيز, وأحمد مالك, سيناريو وحوار خالد ومحمد دياب, ويحمل توقيع الأخير في ثاني تجاربه الروائية الطويلة بعد فيلم ا876, الذي تناول فيه قضية التحرش الجنسي. كما تشهد هذه الدورة من بكان, والتي تستمر حتي22 مايو الجاري, عرض نسخة مرممة من فيلم بوداعا بونابرت, للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين, في إطار قسم بكلاسيكيات كان, يوم الثلاثاء المقبل17 مايو بقاعة بونويل بقصر المهرجانات الساعة السادسة مساء.. وبذلك يتواجد شاهين((2008-1926 كما اعتاد دائما- في مهرجانه المفضل رغم مرور8 سنوات علي رحيله. وأعلنت إدارة المهرجان أن ترميم هذه النسخة من زبونابرتس وهو إنتاج مصري- فرنسي يعود إلي عام1984 ويبلغ طوله115 دقيقة, عمل مشترك بين شركة مصر العالمية والسينماتيك الفرنسي وأرشيف موناكو والعديد من الهيئات الأخري. وفي إطار المشاركة العربية, اختير الفيلم التونسي زعلوشس أو زصوف علي الظهرس للمخرج لطفي عاشور للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بالمهرجان, ليكون الممثل الوحيد للعرب والأفارقة في هذه المسابقة التي تترأس لجنة تحكيمها المخرجة اليابانية ناعومي كواسي. وقال عاشور, المقيم في فرنسا, إنه كان من باب المستحيل تخيل وصول فيلمه إلي المسابقة الرسمية لهذا المهرجان العريق من بين حوالي5 آلاف فيلم قدمت ترشيحها. والمعروف أن الدورة السابقة شهدت فوز فيلم موج98 للمخرج اللبناني إيلي داغر بجائزة السعفة الذهبية لتلك المسابقة. وفي قسم عروض خاصة الرسمي, يشارك الفيلم الفرنسي التونسي الروائي الطويل شوفس للمخرج الفرنسي التونسي بدوره كريم دريدي, من بطولة سفيان خميس وفؤاد نبا وأسامة عبد العال.. ويدور في عالم تجارة المخدرات بمدينة مرسيليا الفرنسية المكتظة بالمهاجرين العرب, والمقصود بتعبير شوف الأشخاص الذين يحرسون ويراقبون عمليات الاتجار لتنبيه من يقومون بها بقدوم الشرطة أو غيرها, أي زالناضورجيةس بالتعبير المصري الدارج. ويشارك لبنان في مسابقة قسم زأسبوع النقاد الموازي بالفيلم الروائي الطويل زترامونتان, أو ربيع105 ق, من إخراج فاتشيه بولغورجيان, وبطولة بركات جبور وجوليا كسار, وهو إنتاج مشترك مع فرنسا والإمارات العربية المتحدة, ويعد اشتراكه في هذا القسم المهم إنجازا كبيرا للسينما اللبنانية التي لم تصل كثيرا للمنصات الدولية. يدور الفيلم حول الشاب الكفيف ربيع الذي يكتشف- أثناء محاولته استخراج جواز سفر- أن بطاقة هويته مزيفة, فيبدأ رحلة بحث طويلة في ريف لبنان عن مستندات ميلاده, ويعيد في الرحلة اكتشاف نفسه, ويكون عليه أن يتخذ قرارات مصيرية في حياته.