نعم لم يعد هناك أمل في عرب أو عجم.. مات العرب.. دفنت العروبة تحت ركام التنافس والصراع علي الكراسي الزائلة.. الإسلام حروف في بطاقة التعداد.. ما عاد دين ولا تاريخ.. ولا ميراث أجداد.. أمراء البلاد.. لم تعد تعنيهم شئون العبادة أو العباد.. كل ما يهمهم تنفيذ تعليمات الأسياد.. أيا كان اسمهم أو أيا كانت هويتهم. في سورية شعب يباد.. وبيوت تدمر.. وتاريخ يمحي.. أطفال تقطع أياديهم.. وتفقأ عيونهم.. إن نجوا من المحارق.. تنصب لذويهم المشانق.. تقصف الأحياء بالبراميل وقنابل الطائرات.. الممولة من كد العاهرات. هل هناك عرب يسمعون.. أم في آذانهم وقر.. وعميت أبصارهم.. فهم صم عمي.. لا يبصرون ولا يعقلون.. أين حمرة الخجل في وجوه من يدعوا أنهم حماة الإسلام والمسلمين؟.. صرخات النساء والشيوخ تعلو.. تستنجد.. ولا منجد أو منقذ.. واإسلاماه.. فقدت معناها.. لاكتها الشفاه.. تاهت عبر الأسير.. بعد أن أصبح الإسلام أسير الكراسات القديمة.. والنقاشات العقيمة.. بعد أن تفشت لغة النعيق والشتيمة. هل عندكم دم عربي مازال يجري في العروق..أم تشبعت شرايينكم بالفودكا.. وأدمنتم منقوع الدولار.. تركتم القاتل بشار.. ينشر في ربوع سورية الدمار.. ويسيل الدماء في شوارع حلب أنهارا.. الأطهار تأكل أجسادهم أكوام التراب.. العيون تصرخ فزعا.. والقلوب تبكي ألما.. أم ثكلي وأب ينبش الأنقاض بحثا عن عائلة ابتلعتها غطرسات الطغاة.. وطفل ينتصر علي سكرات الموت يقول لسانه سوف أخبر الله بما حدث منكم يا رعاة الغنم. أهذه هي بلاد الشام.. حاضرة العرب.. انظروا ماذا فعلتم في عاصمة الأمويين.. وملكهم العضوض.. شاهت وجوهكم.. أقمتم وليمة للدود من أشلاء مستقبلكم.. قتلتم الحاضر.. وشوهتم كل جميل. إن سلمنا بأننا أمة قد تصحرت ضمائرها ولم يعد فينا من عود أخضر في وجداننا; وإن افترضنا جدلا بأننا شعوب لا حول ولا قوة لنا سوي الصمت. أتساءل:أين العالم الآخر الذي يرصد إحداثيات كل شيء ويتلصص علي أنفاسنا وأحلامنا؟ أم فقط أقمارهم الصناعية لا ترصد سوي معامل المفاعلات النووية العراقية, وطائراتهم الذكية فقط ترصد أدق التحركات للجنود. أين العالم الذي يرأف بالحيوان. أقول هذا الكلام بعد أن فقدت الأمل بأمتي وبات من المستحيل أن يتحرك الضمير العربي. ألم يرصد القمر الصناعي صور القتل وهذا الدمار أم إنسانهم هو الأهم وإنساننا إلي جهنم وبأس المصير..أقول ذلك للتاريخ مع أنني علي ثقة أنه من خذلوا فلسطين أكثر من60 عاما لن ينصروا سوريا في6 أعوام, لا تأملوا خيرا في حكام العرب فهم أول المتآمرين وآخر المنجدين. * وليس بعيدا عما حدث ويحدث في حلب وكل بقاع سورية من قتل وتدمير.. ما حدث عندنا وفي بيت الصحفيين المصريين.. تلك الفضيحة التي ارتكبتها قوات الشرطة باقتحام مقر نقابة الصحفيين العريقة قبل يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في واقعة غير مسبوقة وتعد الأسوأ في تاريخ النقابة منذ تأسيسها عام1941 إن اقتحام قوات الأمن لمبني نقابة الصحفيين سابقة خطيرة وجريمة لا تغتفر في حق الدولة والدستور وحرية التعبير لم تحدث من قبل في تاريخ النقابة, لقد أخطأت وزارة الداخلية بكل أجهزتها في اقتحام نقابة الصحفيين معقل الحرية في مصر, وللأسف في وقت يحتفل فيه الصحفيون بالعيد الماسي لتأسيس نقابتهم الجامعة التي تحوي كل أطياف العمل السياسي والحزبي, فالصحفيون ليسوا إرهابيين كي يقتحم ثلة من رجال الأمن بيتهم العتيق, مهما تكن الأسباب.