بمناسبة يوم الصحفي..نقابةالصحفيين تقود حملة للإفراج عن الصحفيين في سجون السيسي    وزير العمل يلتقى نظيره السويسري لتعزيز التعاون في الملفات المشتركة    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    وزير النقل يوجه بخفض تأخيرات القطارات    صندوق النقد الدولى: قرار توحيد سعر الصرف حسن الأوضاع المالية فى مصر    وزير المالية: أسعار التعاقد في التأمين الصحي الشامل جاذبة، والقطاع الخاص يشارك في التسعير    إشادات صينية بتطور النقل البحري والسكك الحديدية في مصر    أسعار الأسماك اليوم 7 يونيو بسوق العبور    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    أمريكا تحذر إسرائيل من شن حرب على لبنان: ستدفعون إيران للتدخل    الإعلامية قصواء الخلالي ترد على حملة الاستهداف الممنهج ضدها من جانب جماعات أمريكية داعمة لإسرائيل.. إلى متى الصمت؟    البرهان: الجيش السوداني مستمر في معركته ضد الميليشيات المتمردة    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    اختلاف في الرأي داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا بسبب معارضة ألمانيا    خطأ فادح ل«ميلر» بشأن استهداف مدرسة في غزة.. و«الخارجية الأمريكية» توضح    أخبار الأهلي : ابراهيم حسن يكشف سر عدم الدفع بشوبير أساسيا مع المنتخب    جيل رياضى قادر على تحقيق طموحات الجمهورية الجديدة    إجراء جديد ضد مسجل خطر قتل عشيقته في الخليفة    لطلاب الثانوية العامة 2024.. شاهد المراجعة النهائية لمادة اللغة الانجليزية    صحة شمال سيناء تشن حملة رقابية مكثفة استعداداً لعيد الأضحى المبارك    العثور على جثة شاب مذبوح وملقى في بحر الحجايزة بالدقهلية    «الغرف السياحية»: انطلاق رحلات الحج السياحي 5 نجوم اليوم.. ولا مبيت في منى    المتحف المصري يعرض تمثالا فريدا لصاحب أول معاهدة سلام بالتاريخ    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مرسى جميل عزيز l ملك الحروف .. و موسيقار الكلمات    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. قصة حب «فيلسوف الفن» وسيدة المسرح    «أفضل أعمال العشر الأول من ذي الحجة» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    «الرقابة الصحية»: 3 ملايين مريض يموتون سنويًا بالدول منخفضة الدخل بسبب «غياب الجودة»    ماكرون: الوقت ليس مناسبا للاعتراف بدولة فلسطين    منتخب السودان يتصدر مجموعة تصفيات كأس العالم على حساب السنغال    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    هل يشترط صيام العشر من ذي الحجة أم يكفي يومان.. دار الإفتاء توضح    عبر الموقع الرسمي.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي برقم الجلوس 2024 (رابط مباشر)    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    السيطرة على حريق شب في محل حلويات بحلوان    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    سيد معوض: هناك لاعبين لعبوا المباراة بقوة وبعد نصف ساعة كانوا بعيدين تمامًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    الصيادلة: الدواء المصري حتى بعد الزيادة الأرخص في العالم    بعد جدل أفشة.. تركي آل شيخ يعلن عن مفاجأة في برنامج إبراهيم فايق    موعد مباراة كوت ديفوار والجابون في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    إنفوجراف لكلمة مصر نيابة عن «المجموعة العربية» في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    أمين الفتوى: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    «صلاة الجمعة».. مواقيت الصلاة اليوم في محافظات مصر    خالد جلال ينعي المخرج محمد لبيب مدير دار عرض مسرح الطليعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حسين حمودة بعد حصوله على جائزة الدولة في الأدب: "حاسس إن في حاجة أقدر أقدمها لبنتي"    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    عضو اتحاد المنتجين: استقرار في أسعار الدواجن خلال 10 أيام    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    نجاح أول تجربة لعلاج جيني يعمل على إعادة السمع للأطفال.. النتائج مبشرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلب.. الأرض المحروقة
أم المعارك في سوريا تغير خريطة الصراع وتحدد مسار المفاوضات
نشر في الأهرام المسائي يوم 01 - 05 - 2016

حلب.. تلك المدينة السورية الأكثر قدما وعراقة بين مدن العالم والتي احترقت وتحترق منذ فترة حازت لقب الأرض المحروقة عن جدارة بعد أن باتت بفعل الغارات التي يشنها النظام السوري والطائرات الروسية المعاونة له خارج التاريخ والجغرافيا..حولتها براميل متفجرة تلقي بشكل عشوائي علي المناطق السكنية إلي قطعة من جهنم.
العالم اكتفي بعضه بموقف المتفرج بينما احترف آخرون دور مصاصي الدماء وراح آخرون يبحثون عن نصيبهم فيما تبقي من الفتات.. مخاطر تقسيم سوريا باتت حقيقة علي الأرض والطائفية كانت البوابة التي عبرت منها مخططات إسرائيل وإيران..
هذه التطورات الدامية حولت آمال الشعوب العربية في ربيع عربي إلي جحيم لا يطاق
حلب.. أم المعارك
تغيير خريطة الصراع في سوريا وتحديد موازين القوة في المرحلة المقبلة..
معركة حلب حشد لها النظام السوري قوات من حزب الله ومليشيات شيعية عراقية وأفغانية وباكستانية, فضلا عن تشكيلات إيرانية من اللواء65 وتشكيلات الحرس الثوري في ريف حلب الجنوبي, في حين جاء النظام بمنصات صواريخه من جميع أنحاء سوريا ونشرها حول حلب.
يتحدث مراقبون عن تحرك عناصر حزب العمال الكردستاني ومليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي علي جبهات حلب, بغطاء ودعم أمريكي لإنجاز حلم الدويلة الكردية.
الدعم الأمريكي في هذا الاتجاه لم يعد خافيا, فاختيار عين العرب( كوباني) مكانا لإنشاء قاعدة جوية أمريكية جديدة لا يعدو كونه شكلا من أشكال هذا الدعم.
يسعي نظام الأسد لأهداف سياسية من وراء معركة حلب, عبر قصف جوي, مستهدفا البني التحتية من مستشفيات ومدارس وغيرها, لحرمان الأهالي من أدني درجات الخدمة الإنسانية, وبالتالي تهجير ما تبقي من أهل المدينة وإسكان عناصر المليشيات في منازلهم, كما حصل في مناطق أخري من سوريا, حيث يهدف النظام إلي إفقاد الثوار للحاضنة الشعبية, ضمن مخطط إيراني; إن نجح في حلب سيتابع تنفيذه في إدلب وصولا إلي المنطقة الساحلية.
يكثف النظام غاراته علي مدينة حلب, بهدف التهيئة لنصر تبحث عنه حشود إيرانية بعد أن خسرت منطقتي العيس وخان طومان, في ريف حلب الجنوبي, مؤخرا.
أما الروس بدورهم; فهم أيضا حاضرون بقوة في معركة حلب, من خلال الدعم المعلن للنظام بذريعة التصنيفات الإرهابية التي طالت, وفق المفهوم الروسي, تشكيلات عسكرية لا علاقة لها بتنظيم القاعدة أو بتنظيم الدولة. وما أعطي المزيد من الضوء الأخضر للروس, إشارة الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها جون كيري; إلي أنه من الصعوبة التمييز بين الفصائل الإرهابية والمعتدلة داخل مدينة حلب.
الهدف الأبرز قد يكون فرض حلول سياسية من خلال تجهيز وتفصيل معارضة علي مقاس النظام, وإبعاد المعارضة الحقيقية عن المسرح التفاوضي في جنيف أو إجبارها علي التوقيع علي اتفاق سلام لا يضع نهاية لحكم الأسد.
فصائل الثوار والجيش الحر وعموم المعارضة السياسية باتت أمام معركة سياسية عسكرية صعبة, فالدعم السياسي والعسكري بات شبه معدوم, والثوار يقاتلون علي ثلاث جبهات: جبهة النظام ومليشياته, والوحدات الكردية, وتنظيم الدولة, ولا شيء من الناحية العسكرية.
الموت في حلب
تحت عنوان الموت في حلب, قالت صحيفة التايمز البريطانية إن معركة حلب تعتبر حيوية لنظام الأسد, ويشاركه هذه الرؤية الحليف الروسي لذا قررا إخماد أي مقاومة فيها مستخدما المدفعية والقوة الجوية.
وقالت الصحيفة إذا نجح النظام في الفوز بحلب وشمال سوريا وإحكام السيطرة علي دمشق واللاذقية التي يهيمن عليها العلويون, فيمكن القول, إن الأسد سيربح الحرب.
كما تري أن أميركا وروسيا مستفيدتان أيضا, فإخراج تنظيم الدولة من سوريا, أو تقليص حجمه علي الأقل يسمثل نصرا جوهريا للولايات المتحدة وحلفائها, وتثبيت نظام الأسد سيكون نصرا لبوتين أيضا, غير أن المتضرر الوحيد في هذه المعادلة هو سكان المدينة. وختمت الصحيفة بأن معركة حلب ليست الأخيرة, وسيتبعها معارك أخري ومجازر.
التاريخ والجغرافيا
حلب هي إحدي أكثر المحافظات السورية سكانا, يبلغ سكانها نحو خمسة ملايين نسمة. تقع في أقصي الشمال السوري علي مقربة من الحدود التركية, وتبعد عن دمشق حوالي355 كيلومترا تقريبا. تنقسم محافظة حلب بحسب التقسيم الإداري إلي ثماني مناطق, وتعد أهم مركز صناعي في سوريا, إضافة إلي أهميتها التجارية والزراعية, وهي من أقدم وأشهر مدن العالم.
يعود تاريخها إلي نحو سبعة آلاف عام, وكانت عاصمة للدولة العمورية الواسعة( يمحاض) التي وجدت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قبل الميلاد, ومنذ ذلك التاريخ ظلت مدينة حلب تلعب أدوارا مهمة في التاريخ الإنساني.
في العهد المسيحي أصبحت حلب أبرشية, وأقيمت فيها كاتدرائية ما زالت قائمة حتي اليوم, ثم فتحها المسلمون عام636 للميلاد(16 للهجرة) علي يد الصحابيين الجليلين أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد, وازدهرت في العهد الإسلامي, وكانت من أهم المدن في الفترة الأموية.
وبلغت ذروة ازدهارها في فترة الدولة الحمدانية حيث كانت عاصمة لها وقبلة لعلمائها وشعرائها, وشهدت المدينة حينئذ ازدهارا كبيرا في مجالات العلم والطب والأدب, ومنها أيضا قاد سيف الدولة معاركه الكثيرة ضد الروم, وقد خلد تلك الفترة وما حفلت به من مآثر وأمجاد عدد من أبرز شعراء العرب, وعلي رأسهم أبو الطيب المتنبي وأبو فراس الحمداني.
وتعود أهميتها الإستراتيجية لكونها نقطة وصل رئيسة بين الشرق والغرب, كما ظلت طيلة عهودها الغابرة مركزا سياسيا واقتصاديا ودينيا وحيويا مهما بسبب توسطها بين العالمين الشرقي والغربي. وفضلا عن كونها نقطة التقاء حضاري وثقافي بين الشرق والغرب, كانت أيضا ملتقي للقوافل التجارية ومفتاحا للمبادلات التجارية بين الطرفين.
صناعات عريقة
اشتهرت حلب بصناعاتها العريقة المعروفة منذ القدم كصناعات النسيج وحلج القطن وصناعة صابون الغار وصناعات زيت الزيتون والصناعات الغذائية, كما تشتهر بأنواع كثيرة من المنتجات والصناعات التقليدية إضافة إلي الصناعات الحديثة المتطورة بكل أنواعها.وتطورت هذه الصناعات في العصر الحديث لتشمل الأجهزة الكهربائية بأنواعها والمعدات والآلات الصناعية وصناعة هياكل السيارات وقطع الغيار والسيراميك والملابس الجاهزة والبلاستيك والصناعات الكيميائية والمشغولات الذهبية.
حلب.. في تصنيف اليونسكو
صنفتها منظمة اليونسكو ضمن المدن التاريخية لاحتوائها علي أكثر من150 من عيون الآثار التاريخية لمختلف الحضارات الإنسانية التي عاشت في المدينة وتعاقبت علي حكمها حتي اليوم.
اشتهرت مدينة حلب بأسواقها المتنوعة التي سميت بأسماء الحرف والصناعات, مثل سوق العطارين وسوق الحدادين وسوق النحاسين, كما عرفت أيضا بمساجدها وكنائسها, ومن أهم مساجدها وجوامعها الجامع الكبير الذي بني في العهد الأموي. كما تعرف المدينة أيضا بأسوارها وأبوابها وقلاعها العظيمة, وتعد قلعة حلب من أهم معالمها التاريخية, ومن أهم القلاع في العالم, وتقع وسط المدينة علي ارتفاع عشرات الأمتار عن مستوي بقية المدينة, واحتفظت القلعة طيلة الفترات التاريخية بأهمية عسكرية وإستراتيجية كبيرة.
البراميل المتفجرة..
كيف حولت حلب إلي قطعة من جهنم بأقل التكاليف؟
البراميل المتفجرة هي سلاح بدائي لكنه ذو أثر تدميري شديد الفتك رخيص التكلفة, شاع إثر استخدام النظام السوري له في مواجهته للثورة الشعبية التي اندلعت ضده.
تشمل مكونات البراميل المتفجرة قوالب معدنية أو إسمنتية مزودة بمروحة دفع في الخلف وبصاعق ميكانيكي في المقدمة, ولها روافع علي أطرافها تعين علي وضعها في الطائرة التي ستلقيها- تبعا لقانون السقوط الحر- علي المكان المستهدف.
تحمل هذه البراميل ما بين200 و300 كيلوجرام من مادة تي أن تي المتفجرة, وتضاف إليها مواد نفطية تساعد في اندلاع الحرائق عند إصابة الهدف, وقصاصات معدنية مثل المسامير وقطع الخردة المستخدمة في صناعة السيارات, لتكون بمثابة شظايا تحدث أضرارا مادية في البشر والمباني, خاصة إذا كان القصف مباغتا.
ومن خصائص البراميل المتفجرة أنها لا يتطلب أي توجيه تقني, ويتم إلقاؤها من المروحيات علي المناطق السكنية المكتظة, لتحدث دمارا كبيرا وضغطا هائلا مصحوبا بكتل كبيرة من اللهب داخل دائرة قطرها250 مترا دون أي دقة في إصابة الأهداف.
استخدام هذه البراميل كان فكرة سوفيتية قديمة مستقاة من قنابل تسميFAB)) وظهرت في العراق عام2014, حيث بدأت الحكومة العراقية إلقاء البراميل المتفجرة علي الأحياء السكنية في المناطق الخارجة عن سيطرتها في يرصد المراقبون1673 برميلا متفجرا ألقاها سلاح الجو النظامي علي مختلف المحافظات السورية حتي بداية2014 لكونه سلاحا بدائيا رخيصا, ولقدرته علي إحداث الدمار بأوسع نطاق تطبيقا لإستراتيجية الأرض المحروقة.
وتؤكد الإحصائيات مقتل ما لا يقل عن2748 شخصا منذ بدء الثورة ودمار وتضرر نحو5400 مبني حتي مطلع عام2014, جراء إسقاط طائرات النظام للبراميل المتفجرة عشوائيا.
ويصف حقوقيون هذه الأسلحة- التي لم يسلط الضوء عليها كثيرا لندرة استخدامها في الحروب النظامية- بأنها شديدة العشوائية ولا تصيب أهدافا عسكرية محددة, ونسبة97% من ضحاياها مدنيون.
سوريا.. الطائفية ومخاطر التقسيم
كان طبيعا أن يصبح الوضع في سوريا طائفيا بامتياز في ظل تركيبة سكانية بالغة التعقيد فتحت الباب علي مصراعيه لمقاتلين من نحو30 دولة يقاتل بعضهم بعضا حتي آخر قطرة دم..النتيجة: لا منتصر ولا مهزوم..
دخول حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني علي الخط منذ اللحظات الأولي لتوفير الدعم والإسناد لنظام الأسد,أكسب المعركة لونا طائفيا شيعيا وأشعل نيران كراهية وعداوات طائفية لن تنطفئ بسهولة.
حسب تقارير للمخابرات الأمريكية كشف عنها النقاب مؤخرا فإن ايران وحزب الله شكلا شبكة من الميليشيات داخل سوريا للحفاظ علي مصالحهما وحمايتها إذا سقط الأسد, عبر مسارين: الأول دعم النظام والثاني تحضير المسرح إذا تفسخت سوريا إلي جيوب عرقية وطائفية منفصلة. وهنا تنقل صحيفة واشنطن بوست عن مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية أن إيران تساند ميليشيات قوامها50 ألف مقاتل داخل سوريا حاليا بهدف دعم النظام السوري, مع تأكيد الحصول علي قوة داخل سوريا تكون موضع ثقة ويمكن الاعتماد عليها فيما بعد.
وذكرت الصحيفة أن تفكك سوريا علي أساس ديني وقبلي يثير قلق الحكومات المجاورة والإدارة الأمريكية, خصوصا أن القتال يستمر ولا مؤشر علي حل سياسي أو نصر عسكري لقوات النظام أو المعارضة.
يكمن الخطر في أن كل لاعب داخل سوريا لديه طرف خارجي يدعمه, فالأكراد علي سبيل المثال لديهم مناطقهم في شمال شرق البلاد. هناك أيضا الأقليات المسيحية التي اختارت دعم الأسد خوفا من وصول الإسلاميين للسلطة, بالإضافة إلي700 ألف من الدروز. وفي سوريا المقسمة سيكون حلفاء إيران الطبيعيون هم الشيعة والعلويون من طائفة الأسد الذين يتمركزون قرب الحدود السورية اللبنانية ومدينة اللاذقية.
السيناريو الإسرائيلي
في عام1982, سربت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية دراسات عن ضرورة بلقنة المنطقة العربية( علي غرار تقسيم وتفجير الصراعات في منطقة البلقان) وتقسيمها علي أساس عرقي وطائفي.. وكانت سوريا بحكم تركيبتها السكانية التي يغلب عليها البعد الطائفي هي النموذج المطروح للتطبيق, وذلك حتي تتفرد إسرائيل وربما معها تركيا في مرحلة من المراحل بقيادة المنطقة والهيمنة علي مقدراتها, بعد أن تغرق دولها في أتون حروب داخلية لا نهاية لها.
وقد تراجع الحديث الإسرائيلي علنا عن مخطط البلقنة لبعض الوقت, لكنه عاد مجددا للظهور مع وجود بيئة خصبة وظروف مواتية, تمثلت في الثورة علي نظام الأسد ومحاولات الدفع في اتجاه حصر الثورة في البعد الطائفي والصراع بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية الشيعية الحاكمة.
وأخيرا عادت الدراسات الإسرائيلية لتكشف عن مخطط تقسيم سوريا إلي دولتين, الأولي علوية والثانية سنية للحيلولة دون صعود السنة لسدة الحكم, وذلك حسبما يقول مركز سيكور ميموكاد للدراسات في إسرائيل.
وترجع الدراسة التحرك علي هذا الصعيد لفشل القوي الدولية في الاتفاق علي التدخل العسكري في سوريا بسبب الجوار مع إسرائيل. ويكشف المخطط عن تقسيم سوريا لدولتين علوية في الغرب وسنية في الشرق, محذرة من الوقوف إلي جانب ما أسمته بالإسلام الراديكالي, تحت دعوي مساندة ثورات الربيع العربي.
هنا يظهر واحد من السيناريوهات المحتملة كما تقول واشنطن بوست فيتبقي من نظام الأسد- سواء بقي الرئيس السوري في الحكم أم لا- مجرد ملاذ ساحلي شيعي حول اللاذقية مرتبط بطهران..
أما أسوأ السيناريوهات فيدور حول تمركز النظام السوري بكامله في شمال غرب البلاد لتبقي له وحدة مسلحة قوية داخل سوريا لديها الكثير من التركيبة الحالية, ليصبح الأمر أشبه بما حدث للبنان خلال حقبة سبعينيات القرن الماضي, حيث تفككت إلي مكونات عرقية, وكما حدث للعراق, ليكون من الصعب للغاية إعادة توحيد سوريا كدولة مرة أخري.
حلب.. محطات الدم
ليست هذه أول مجزرة تتعرض لها حلب المدينة السورية العريقة, سواءا منذ انطلاق الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في العام2011 أو علي مر تاريخها.
1260
سقطت حلب في يد التتار, وأباح هولاكو المدينة لجنوده لمدة7 أيام, فقتلوا الكثير من أهلها وسبوا العديد من النساء والأطفال, كما نهبوا القصور والممتلكات, وبعد أن انتهوا قاموا بحرقها.
1798
يذكر المؤرخ كامل الغزي, في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب, صراع الإنكشارية مع طائفة الأشراف في العام1798, حيث استطاع الإنكشارية قتل الكثير منهم بعدما ضمنوا لهم خروجهم آمنين من مسجد الأطروش. كما تذكر موسوعة المعارف البريطانية وقوع مجزرة في حلب في العام1814 علي يد الإنكشارية, إلا أن تفاصيلها مبهمة.
1850
تتحدث الوثائق عما تسميه قومة حلب, وهي مجزرة وقعت في16 أكتوبر من عام1850 ضمن أحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين القاطنين في حي الصليبة والجديدة بحلب, والتي نتج عنها مقتل14 ألف شخصا ونهب بيوت وكنائس.
1980
شهدت مدينة حلب العديد من المجازر التي وقعت علي يد النظام بهدف القضاء علي جماعة الإخوان المسلمين, كان أهمها مجزرة حي المشارقة التي أسفرت عن مقتل100 شخص. بالإضافة إلي مجزرة سوق الأحد التي وقعت يوم13 يوليو1980 وراح ضحيتها أكثر من192 قتيلا, ومجزرة بستان القصر في12 أغسطس من نفس العام وحصدت35 قتيلا من المدنيين.
تعرضت حلب عقب انضمامها للمدن المؤيدة للثورة ضد الأسد للعديد من المجازر, كانت بدايتها في منتصف العام2012, بعد دخول الجيش الحر إليها, وسيطرته علي الجزء الشرقي من المدينة.
3 أكتوبر2012
قتل أكثر من60 شخصا, معظمهم من المدنيين, في انفجار3 سيارات مفخخة في حلب شمال غربي سوريا, وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
15 يناير2013
قتل87- غالبيتهم من طلاب جامعة حلب- بقذيفة سقطت علي الجامعة, وتبادل النظام والجيش الحر الاتهامات بالمسؤولية عنها.
29 يناير2013
عثر في نهر قويق بحي بستان القصر في حلب علي جثث قرابة80 شابا, معظمهم كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم.
أواخر مايو
2013
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات النظامية أعدمت قرابة50 من السجناء بسجن حلب المركزي.
22 يونيو2013
أفادت المعارضة السورية بمقتل191 شخصا في مجزرة بقرية رسم النفل بريف حلب, علي يد النظام15. سبتمبر2015
قتل35 شخصا, منهم14 طفلا من خلال إصابتهم بصاروخ قذف من جانب المعارضة السورية نحو الجانب الغربي للمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.