رقمان قياسيان ينتظران صلاح أمام توتنام    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن تحديد أول الراحلين عن الأهلي في الصيف    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازلنا في الفصل الأول من كتاب الثورة‏..‏ ولابديل عن الدولة المدنية

قال الدكتور عصام عبدالله أستاذ الفكر المعاصر بكلية الآدب جامعة عين شمس واحد من وقع عليه اختيار الشباب ليكون ضمن مجلس حكماء الثورة إن الثورة قائمة ولم تنته بعد‏,‏ مؤكدا أنها قامت بالاساس لأن الكبار لم يفهموا الشباب ولم يكونوا علي مستوي تفكيرهم‏.‏
ولفت عبدالله في حواره ل الأهرام المسائي إلي أن موجة الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات التي شهدتها مصر في السنوات الخمس التي سبقت الثورة مهدت لها معتبرا أن الثورة في مصر تجاوزت استهداف فئة بعينها فكانت ثورة للشعب بأكلمه ودرس للعالم كله‏.‏
وتوقع أن يظهر أكثر من مشروع فكري في الفترة المقبلة وأنها ستدور حول مبادئ التعددية موضحا أن أسس الدولة المدنية هي أن تكون دولة ديمقراطية ليبرالية دستورية قائمة علي فكرة المواطنة‏.‏
ورفض عبدالله الفكرة القائلة بأن المجلس العسكري يحقق مطالب الثورة ببطء متوقعا أن تظهر احزاب شبابية كثيرة تعبر عن أفكار من قاموا بالثورة‏.‏
وعبر أستاذ الفكر المعاصر عن ارائه في ثورة المصريين وعدد من الامور المتعلقة بها في الحوار التالي‏:‏
‏*‏ من موقعك كأستاذ جامعي وخبير في الفكر المعاصر كيف تقرأ الوضع الراهن لمصر؟
‏**‏ كنت متوقعا أن يقع حدث كبير يغير مصر‏,‏ وهذا الحدث سيكون وراءه الشباب خاصة بعد الأحداث التي شهدتها تونس مع الفارق الكبير بين تونس ومصر وفي عام‏2005‏ نشرت مقالا بجريدة الأهرام تحت عنوان اللغة السرية لدي الشباب في عصر العولمة وقلت وقتها ان أفضل ما يمكن أن ينجزه الشباب لنفسه أن ينشئ حزبا خاصة وانني كنت متابعا لحواراته الدائرة بغرف الدردشة علي الإنترنت حيث لم يكن الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي قد ظهرت بعد وكنت أري أن العولمة بأدواتها الحديثة خاصة الاتصالية والتكنولوجية ستتسبب في احداث ثورة في مصر أيا كان شكلها خاصة أن الشباب متفاعل جدا مع تلك الأدوات‏.‏
‏*‏ ولماذا بعد أحداث تونس تحديدا‏...‏فالثورة كانت ثورة مطالب في المقام الأول؟
‏**‏ لأن المصريين كانوا في حاجة لأن يروا نموذجا لإمكانية سقوط حاكم أو رحيل حاكم وبالتالي تنكسر فكرة بقاء الحاكم علي كرسي الحكم للأبد‏.‏
‏*‏ دعنا نتحدث عما بعد الثورة‏...‏كيف تري مصر الآن وما هي مقبلة عليه؟
‏**‏ أنا أعتبر أن الثورة مازالت قائمة ولم تنته بل نحن في الفصل الأول من كتاب الثورة وهذا الفصل حقق للشباب ومصر بأكملها مكاسب كثير جدا لم تكن متوقعة علي المستوي الداخلي أو الخارجي أما ما بعد الثورة فقد نجحت الثورة في الكثير كان آخرها تشكيل حكومة ائتلافية جديدة وإسقاط مجلسي الشعب والشوري وتعطيل العمل بالدستور وحل أمانة الحزب الوطني والتخلص من قياداته التي ارتبطت بصورة ذهنية سيئة لدي الشعب المصري بأكمله فضلا عن تخلي الرئيس عن منصب رئيس الجمهورية والعمل علي إقامة نظام جديد يقوم علي أساس الدولة المدنية والأهم في الأمر أنه لم يحدث انقلابا بل أن القوات المسلحة كانت الحامي الأمين لثورة الشباب وكأنه حمي الشباب الأحرار بعد مرور‏59‏ سنة علي ثورة‏23‏ يوليو‏.1952‏
‏*‏ تحدثت كثيرا حول النقل الثقافي الرأسي ونشأ حديث جديد عن النقل الثقافي الأفقي‏...‏ماذا يمكنك أن تقول في ذلك بالتطبيق علي مصر؟
‏**‏ قبل ثورة‏25‏ يناير كان النقل الثقافي في مصر رأسيا فكنا حتي عام‏2000‏ تنتقل الثقافة والعادات والتقاليد من الآباء إلي الأبناء علي مستوي الأسرة ومن المعلم إلي التلاميذ علي مستوي المدرسة وهكذا ولكن مع ثورة الاتصال والتكنولوجيا الحديثة أصبح النقل الثقافي أفقيا حيث أصبح الشباب قادرا علي الاتصال بأقرانه ليس علي مستوي بلده فقط ولكن علي مستوي العالم أجمع وهذا يخلق نوعا من التفكير المقارن لدي الشباب المصري بأن يقارن أوضاعه بغيره وبالتالي تشكلت الأفكار الجماعية التي يلتف حولها الشباب وبدأت عملية تنمية للوعي وذلك من عام‏2000‏ حتي عام‏2005.‏
‏*‏ وهذا قد يرتبط بما تم وصف الشباب به من أنهم معزولون عن الواقع وشباب ليست لديه اهتمامات؟
‏**‏ بالضبط لأن الكبار لم يفهموا الشباب ولم يكونوا علي مستوي تفكيرهم‏.‏
‏*‏ لكن يمكن القول إن هذه الصورة تغيرت الآن‏.‏؟‏..‏
‏**‏ تغير الوضع بأكمله ومثلت الفترة من‏2000‏ حتي‏2005‏ مرحلة التمهيد والإعداد للثورة وثورة الشباب سوف تدرس في التاريخ لأنه كان معروفا عن الثورات أنها تنفجر بسبب الجوع أو الفقر وغير ذلك لكن هذا المبدأ نسفته ثورة الشباب لأن من ثار هم شباب متعلم علي أعلي مستوي وناضج ومتصل بالتكنولوجيا فتجاوزت بذلك المعروف عن الثورات في العالم فهي ثورة علي النمط العالمي للعولمة التي وظفت وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة في ثورتها وتدعيمها والالتفاف حول مبادئها ومطالبها‏.‏
‏*‏ تحدثت عن أن من‏2000‏إلي‏2005‏ مثلت التمهيد للثورة‏...‏فماذا بشأن الفترة التي أعقبتها حتي الآن؟
‏**‏ هناك موجة الاحتجاجات و الاعتصامات والمظاهرات والاضرابات شهدتها مصر خلال السنوات الخمسة الأخيرة خاصة في الفترة من يونيو‏2010‏ حتي ديسمبر‏2010‏ والتي شهدت‏59‏ مظاهرة و‏196‏ اعتصاما و‏143‏ اضرابا لكن الملاحظ ان تلك الاحتجاجات لم تتسبب في ثورة ولكن مهدت لها‏.‏
‏*‏ كمتخصص في الفكر المعاصر‏...‏وباحث في شئون الدولة المدنية لماذا سميت حركة الشباب بأنها ثورة؟ وهل للثورة خصائص لتلقب بذلك؟
‏**‏ هي ثورة لأن الثورة كان سببها شباب مصر المنظم والذي وظف كل ما لديه من وسائل ومهارات لإنجاحها واستطاعوا من خلال ثورتهم أن يمنحوا قبلة الحياة للجسد الميت والشباب كانوا شرارة الثورة التي التف حولها بعد ذلك الجميع من كل فئات وطبقات وطوائف الشعب كما كانت ثورة حضارية ومطالبها عامة وليست فئوية والدليل علي ذلك الشعار العظيم الذي رفعوه وهو تغيير‏...‏حرية‏...‏عدالة اجتماعية وهتاف التف حوله شعب مصر كله كلنا ايد واحدة‏.‏
‏*‏ هل عكست تلك الشعارات ما طالبوا به من الانتقال للحكم المدني في مصر من وجهة نظرك؟
‏**‏ بالتأكيد فهو بهذا الشعار تجاوز المفكر كارل ماركس الذي كان ينادي يا عمال العالم اتحدوا فهو استهدف فئة بعينها اما شعار ثورة الشباب خاطب الجميع واجتذب بذلك احترام وتقدير العالم الحر كذلك شعارهم مدنية مدنية‏..‏ سلمية سلمية فقد خاطب هذا الشعار كل الأديان والأجناس والحديث الآن عن الدولة المدنية يرجع فضله للثوار الشباب لقد فوجئ العالم بأن تلك الثورة لم يرفع فيها شعار ديني واحد علي سبيل المثال فكانت ثورة الشعب بأكمله ودرسا للعالم كله‏.‏
‏*‏ ما هو الدور المنوط بالمفكرين من أجل اجتياز الفترة الراهنة؟
‏**‏ لابد أن يتعلموا من هؤلاء الشباب وأن يشكلوا حصنا لمطالبهم وأن يقفوا حائط صد أمام من يريد أن يعصف بها أو يكسرها‏.‏
‏*‏ هل يوجد مشروع فكري قد يكشف عنه مستقبلا من أجل مصر المدنية المقبلة؟
‏**‏ أتصور أن أكثر من مشروع فكري سيكشف عنه المفكرون والمثقفون في الفترة المقبلة لكن لابد أن تصب تلك المشاريع جميعها في مبادئ الليبرالية والتعددية والحوار والتسامح بل هم مطالبون بذلك خاصة أن مصر في ظرفها الراهن إنما تغير المنطقة بأكملها والجميع يترقب ويرصد كل ما يقع علي أرض مصر حاليا ومستقبلا فثورة الشباب أصبحت ثورة عالمية استخدمت شعارات المواطنة العالمية ومبادئ المدنية الديمقراطية الحديثة التي يتجه نحوها العالم أجمع في الألفية الثالثة ولا أدل علي ذلك مما يحدث في ليبيا والبحرين وغيرهما‏.‏
‏*‏ لكن المصطلحات النظرية تلك لا تهم رجل الشارع البسيط كل ما يتمناه وظيفة مناسبة ودخل مناسب‏...‏؟
‏**‏ المواطنة ليست أفكارا نظرية جامدة ولكن لابد أن يفهم المواطن عددا من المبادئ منها أن الفساد مثلا هو السبب وراء ما حدث في مصر وكذلك غياب المواطنةالتي تقوم علي قاعدة أساسية هي المساواة في الحقوق والواجبات كما أن الثورة قامت نتيجة غياب العدالة الاجتماعية والدليل أن اخر الإحصائيات العالمية رصدت أن‏22‏ مليون مصري دخلهم اليومي أقل من دولارين وأن‏60%‏ من الشعب المصري تحت خط الفقر كما أن الفقر في مصر مستويات بداية من الفقر الأدني حتي الفقر المدقع في الوقت الذي يتكشف فيه أن فردا واحدا يحتكم علي‏40‏ مليار جنيه بمفرده وهذا ضرب للعدالة الاجتماعية‏.‏
‏*‏ هل هذا فقط هو ما يجب أن يدركه؟
‏**‏ كذلك لابد أن يعلم أننا لم نكن سواء أمام القانون وبالتالي كانت هناك حاجة ماسة للدولة المدنية التي تستند إلي مبدأ سيادة القانون بمعني أن الكل أمام القانون سواء بغض النظر عن أي اعتبار وهنا أستطيع أن أقول إن جميع أفراد الشعب علموا مكان ميدان التحرير وعليهم أن يلجأوا اليه اذا تم انتهاك أي من حقوقهم وأن الشعب المصري لن يسمح بعد الان أن تمتهن كرامته لأي سبب فالانسان المصري أصبح له قيمة في الداخل والخارج‏.‏
‏*‏ ما هو المعني الذي يمكن أن يختزل كل ما هو منتظر من الدولة المدنية برأيك؟
‏**‏ يجب أن يعلم كل مواطن أن العمود الفقري للإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو كلمة بسيطة اسمها الكرامة وديباجة هذا الإعلان تنص علي أن الكرامة حق لجميع أفراد العائلة الإنسانية لايقبل المساومة‏,‏ كما أن الكرامة ليست منفصلة عن السياسة كما أن المواطنة انتقلت من كونها مبدأ أخلاقيا منذ عام‏1948‏ وعام‏1994‏ إلي مبدأ قانوني والدولة التي تحافظ علي كرامة شعبها تصبح عالية القيمة لدي كل الدول لأنها في هذه الحالة تصبح دولة حرةبل ان كل دول العالم ستساعدها بكل ما تستطيع للنهوض بها‏,‏ فامتهان الكرامة علي سبيل المثال كانت وراء كلنا خالد سعيد والضجة التي صاحبت هذا الأمر فاذا قمنا بقراءة هذا الحادث جيدا سنجد أن خالد سعيد كان نموذجا لما كان يحدث في مصر تحت رعاية القانون السيئ السمعة المسمي بقانون الطوارئ‏.‏
‏*‏ وهل ذلك يعد تفسيرا للحركات الاحتجاجية الفئوية التي شهدتها البلاد مؤخرا؟
‏**‏ لذلك أنا قلت ان الاحتجاجات الفئوية لا يمكن أن تؤدي لثورة لأنها ببساطة تقوم علي المطالب الشخصية‏.‏
‏*‏ ماذا تعني كلمتي الحكم المدني؟
‏**‏ كلمة مدني معناها أننا نلعب سياسة والسياسة نلعبها علي الأرض بتشريعات وأسس وضعية وبالتالي لابد أن تكون الدولة مدنية وليست دينية لأن الدينية مرجعيتها الشرع والشرع ثوابت لا يصلح بذلك للعبة السياسة‏.‏
‏*‏ ومن أين يمكن استيقاء تلك الأسس ونحن مقبلون علي تطبيق الحكم المدني في مصر؟
‏**‏ من إرادة الشعب ومطالبهم وما يريدونه خاصة أن الدستور به‏61‏ مادة أري أنها تؤله رئيس الجمهورية وتجعله علي كرسي الحكم مدي الحياة‏.‏
‏*‏ ما هي أسس الدولة المدنية التي يجب أن يقوم عليها نظام حكم مصر المرتقب؟
‏**‏ أن تكون دولة ديمقراطية ليبرالية دستورية وتقوم علي فكرة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بغض النظر عن أي اعتبارات والعدالة وثبت أن الدولة المدنية هي من أنجح دول العالم حتي الآن‏.‏
‏*‏ تمر مصر بتجربتها الأولي في الحكم المدني‏...‏فكيف تكون مصر مؤهلة لتطبيقه؟
‏**‏ نحن مؤهلون بالفعل للدولة المدنية فشعار مدنية مدنية‏..‏ سلمية سلمية لم يأت من فراغ خاصة أن العديد من الشباب تحدثوا الي عن أهمية الدولة المندية وايمانهم بها وكيف يمكن أن يساهموا في ارسائها في مصر وكانوا من المسلمين والمسيحيين وهنا أريد أن ألفت النظر إلي أن الدولة الدينية فيها خطر علي مصر لأنها لا تؤمن بحق كل صاحب عقيدة في ممارسة عقائده وشعائره و بالنسبة للقدرة علي تطبيق الدولة المدنية بمفاهيمها وأسسها فهذا سيحدث بلا شك وأنا لاحظت ذلك من خلال الحكومة الائتلافية التي شكلتها القوات المسلحة مؤخرا خاصة اختيار د‏.‏يحيي الجمل الفقيه الدستوري الكبير‏-‏ في منصب نائب رئيس الوزراء فهو من أكبر وأبرز الليبراليين في مصر فهذه حكومة ائتلافية وطنية وليبرالية في جوهرها‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك أنك تري أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وضع خطوطا عريضة للحكم المنتظر؟
‏**‏ بالتأكيد فالمقبل لن يكون أقل مستوي من الحالي والقوات المسلحة وضعت من خلال كل ما اتخذته من اجراءات‏-‏ خطوطا للديمقراطية الحقيقية لأنه دائما يتم القياس علي السابق ولذك فأنا ضد إقصاء الإخوان من الحياة السياسية وكذلك لابد من الترخيص لكل الأحزاب التي عطلتها لجنة شئون الأحزاب تماما كما حدث مع حزب الوسط‏.‏
‏*‏ ما هو المنتظر من الشباب في الفترة المقبلة بعد ثورته‏...‏هل يمكن أن يكون تكوينا معينا سيعمل من خلاله مستقبلا؟
‏**‏ هذا سؤال ذكي جدا فأنا أعتقد أن الشباب سيشكل أحزابه وسيفرز قياداته‏.‏
‏*‏ ولماذا أحزاب بالتحديد؟
‏**‏ لأنه بموجب ممارسة السياسة فسيجد الشباب نفسه ملزما بالتكيف مع الوضع لأن الثورة لن تظل ثورة طول العمر ولكنها الحلقة المزدوجة إما الدوران حول محور ثابت أو التقدم للأمام ثم التوقف وجميع الثورات في العالم تنتهج هذا النهج‏.‏
‏*‏ هناك العديد ممن يري أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يتعامل مع المطالب التي ينادي بها الشعب بشيء من البطء‏...‏هل تتفق مع هذا الرأي؟
‏**‏ أنا أختلف في ذلك لسبب بسيط أن مصر تمر بظروف مضطربة جدا وتعاصر ظرف دولي صعب جدا وتكبدت خسارة اقتصادية ضخمة فلابد من ان تقف مصر مرة أخري وتبدأ في العمل‏...‏القوات المسلحة أعطت الكثير ولم يكن للمصريين أن يحلموا بأكثر مما تحقق حتي الآن في الظرف الراهن خاصة في وجود العديد من الجهات التي تتربص بالثورة ومنهم من ينتمي للنظام القديم فلابد أن يمسك الجيش بمقاليد كل الأمور في مصر‏.‏
‏*‏ أعلم أنك أحد أعضاء مجلس الحكماء الذي اختاره شباب الثورة‏...‏فما هو الدور الذي تلعبونه خاصة في الوقت الراهن وما دورك فيه بوصفك أستاذا جامعيا ومتخصصا في الفكر المعاصر؟
‏**‏ مجلس الحكماء بمثابة حائط الصد لمن يحاول إجهاض هذه الثورة ومطالبها حتي أن حواري للأهرام المسائي هو ضمن الدور الذي يلعبه مجلس الحكماء من أجل الحفاظ علي مكتسبات الشباب وما نريد تحقيقه في الفترة المقبلة‏.‏
‏*‏ إذا كانت لك كلمة في نهاية الحوار فلمن توجهها وماذا تقول فيها؟
‏**‏ أدعو الكبار من الأجيال السابقة علي جيل الشباب من أبناء الشعب المصري لتدعيم الشباب وحماية تحقيق المطالب التي تمت المناداة بها‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.