وراء كل مؤامرة علي أي بلد عربي, لابد أن تجد أصابع الموساد الإسرائيلي موجودة,وبالطبع يحدث ذلك بموافقة وبمباركة أمريكية, بل وبتنسيق امريكي إسرائيلي مسبق,وللأسف بمباركة عربية, ولذلك من الوهم أن ننتظر أن ترعي العناية الأمريكية شئوننا وأن تأتي حلول قضايانا من الجانب الأمريكي, فهو الداعم والحامي, وأيضا الحرامي الذي يسرق بأيدي إسرائيلية, وفي إطار سرقة اليهود لتراثنا, ومقدراتنا وتسخيرها لخدمة أهدافها,جاءت المؤامرة الأمريكية لضرب العراق, والقضاء علي تلك القوة التي كانت ستنافس القوة الإسرائيلية, يد أمريكا وذراعها في المنطقة, وقبل أن تسقط بغداد كان الموساد يعمل بتنسيق مع المخابرات الأمريكية ويعد العدة للسقوط, وبعد أن تفتتت القوة الصاعدة, وتهاوت العراق راح الموساد الإسرائيلي يعربد, ويسرق, ومن السرقات الإسرائيلية, تلك السرقة التي أعلنت عنها صحيفة إسرائيلية, عندما ذكرت أن كتبا نادرة للديانة اليهودية كانت الداخلية العراقية صادرتها في عهد نظام صدام حسين تم سرقتها وظهرت في إسرائيل. وقالت صحيفة هآرتس العبرية: من هذه الأعمال الثمينة المكتوبة باللغة العبرية تعليق لسفر أيوب نشر في1487, وجزء من كتب الأنبياء التي نشرت بالبندقية في1617 مشيرة إلي أن هذه الكتب كانت في أقبية أحد مباني أجهزة الأمن العراقية مع غيرها من الأعمال المصادرة, وفي هذا دليل قوي وواضح علي مدي تغلغل الموساد داخل العراق وقدرته علي الوصول للأجهزة الأمنية الحساسة. وأكدت هآرتس أن الكتب أصيبت بأضرار طفيفة بسبب تسرب للمياه سببته عمليات القصف الأمريكية عند الاستيلاء علي بغداد موضحة أنها أرسلت إلي الولاياتالمتحدة لترميمها بموافقة السلطات العراقية الجديدة لكن معظم هذه الأعمال فقدت بالطريق,فيما قال النائب العمالي موردخاي بن بورات الذي يعمل في مركز ارث يهود بابل حيث تعرض هذه الأعمال, اشتريناها من اللصوص. ولم تتوقف السرقات الإسرائيلية عند حد الكتب,فقد سرقت أيضا تراثنا الموسيقي والغنائي, وتهويد الموسيقي العربية لا يبتدئ ولا ينتهي عند أغاني أحمد عدوية وعمرو دياب وغيره, بل يمتد إلي تهويد ألحان عربية لافتقارهم إلي موسيقي قومية,فمنذ خراب الهيكل الثاني عام70 م. وتشتت اليهود في شتي أصقاع العالم, فقدوا موروثهم الموسيقي الأصلي وسرقوا مواريث الشعوب التي سكنوا بينها, ونسبوها إلي أنفسهم سواء الألحان الفولكلورية أم الألحان الدينية. مثلا, سرق اليهود الشرقيون ألحانا وأغاني شعبية وفنية من الشعوب العربية التي سكنوا بينها, ومن هنا وجدت ألحان الأدوار الحلبية طريقها إلي الطقس الديني ليهود حلب, بعد تغيير النص الأصلي بآخر عبري, وهكذا الألحان الفولكلورية المغربية, وأيضا الألحان المصرية لعبدالوهاب وغيره التي ما زالت ترتل حتي يومنا هذا في الكنس المختلفة التابعة للطوائف اليهودية الشرقية( كنس سفاراديم). وإذا كان من الطبيعي أن تفعل إسرائيل ذلك, لأنها تريد أن تصنع لها تراثا, حتي ولو كان مسروقا, فإن من غير الطبيعي أن نهمل نحن تراثنا, ونتركه نهبا لليهود,فقد انشغل العرب موسيقيين, وغيرهم ببوس الواوا ونور وعاصيوباب الحارة وما عدنا نلتفت لتلك الأغاني التي شكلت يوما تراثنا الموسيقي, ولابد أن نكون أشد حرصا علي تراثنا الموسيقي القديم, وأغنيات زمن الفن الجميل, وألا تسرقنا الحان وأغنيات التيك أواي وتجرفنا بعيدا عن تراثنا,في وقت يهتم به غيرنا, ويجب ألا نبقي نعلق أخطاءنا علي شماعة إسرائيل وننسي أنفسنا,وأرجو ألا تكون الشعوب العربية قد فقدت ثقتها بموسيقاها وتراثها وحضارتها لأنها فقدت أصلا ثقتها بقادتها وحكامها, أفيقوا يا عرب..إسرائيل هي عدوكم الأول, فلا تأمنوا لها.