يطرح العالم المصري المغترب د. فاروق الباز مشروعه الشهير ممر التنمية منذ ما يقرب من ربع قرن, وطوال تلك السنوات حاول جاهدا إقناع الحكومات المتعاقبة دون جدوي, إلي أن قامت الثورة, وبعدها التقي برئيس الوزراء أحمد شفيق في اجتماع يفهم من نتائجه أن المشروع قد بعث من جديد. وفي تصريحات كثيرة ومتعددة لوسائل الإعلام, آخرها لإحدي الصحف الأردنية, قال الباز إنه يهدف لطرح تمويل المشروع باكتتاب شعبي حتي لا تتحمل موازنة الدولة تكاليفه البالغة24 مليار دولار, والكفيلة بنقل مصر خلال عقد أو عقدين من الزمن لمصاف الدول المتقدمة نتيجة المشروعات المتنوعة التي ستقام علي جنبات الممر. وبدون أدني شك, فإن مثل هذا الطرح يجب أن يحظي بالأولوية في النقاش والقضايا المثارة, لأن الهدف الأساسي والأول من قيام الثورة هو الانتقال بمصر إلي مكانتها المستحقة التي تليق بها. ولكن عدة ملاحظات تبقي جديدة بالبحث الدقيق سعيا للوصول إلي الأهداف المنشورة والتي تتفق مع نوايا العالم المصري البارز. أول تلك الملاحظات أن المشروع عمره ربع قرن, وبالتالي, فإن هناك تغيرات هائلة علي التركيبة السكانية ينبغي التعامل معها حتي لا نقع في أخطاء وقت التنفيذ العملي. وثانيا أن المشروعات العملاقة تحتاج إلي توافق بين الخبراء والعلماء وما أكثرهم في مصر, بل ويمكن الاستعانة بالخبرات الخارجية, لأن الرؤية الفردية قد تكرر ما حدث في توشكي وغيرها من مشروعات أنفقت عليها المليارات ولم تحقق أهدافها. وثالث الملاحظات وآخرها, أن الوقت قد حان لوضع خريطة تنموية لمصر كلها وليس لقطاع منها, خاصة أن الغالبية العظمي من المصريين يعيشون في الدلتا القديمة التي لا تحتمل الانتظار.