لم أجد أعظم من تجربة ماليزيا الحديثة للنهضة للاقتداء بها ودفع عجلة التنمية في مصر ليس فقط لأنها مصدر فخر وعزة للأمة الاسلامية كلها لكن أيضا لأن صانع النهضة الماليزية مهاتير محمد رئيس الوزراء الأسبق قرر في عام2003 اعتزال الحياة السياسية نهائيا بكامل إرادته وهو في قمة مجده ليترك لغيره من ابناء وطنه قيادة دفة التنمية للاستفادة بأقصي الخبرات وهو الأمر الذي لم يعهده عالمنا العربي. فقد ارتكز مهاتير علي ثلاثة محاور اساسية للانطلاق نحو النهضة وهي التعليم التصنيع والمحور الأجتماعي ونظرا لأن التعليم هو حجر الأساس للنهضة في أي دولة فقد أولي مهاتير اهتماما خاصا بالتعليم بدءا من الروضة مرورا بالمرحلة الثانوية التي اشتملت علي تدريس المواد الفنية التي تتيح للطالب صقل مهاراته المهنية والفنية اللازمة للتصنيع مع العلوم والآداب جنبا إلي جنب كما تم تخصيص الكثير من معاهد التدريب المهني مماادخل ماليزيا مرحلة التصنيع خاصة صناعة الإلكترونيات التي استوعبت40% من العمالة. ومن المثير حقا للاعجاب والتقدير مدي الربط والتلاحم بين العملية التعليمية وعملية التصنيع إذ تم تسخير الأبحاث الجامعية في خدمة اغراض التجارة والتصنيع وقد كان لهذا الربط أثره الايجابي علي الجميع فالحكومة لم تكن مسئولة عن الدعم الكامل لهذه الابحاث حيث شاركت المصانع في دعمها مما أدي إلي توفير الدعم الحكومي لخدمة قطاعات الدولة الأخري وتطور الصناعة الماليزية ودخولها المنافسة في السوق العالمية. التجربة الماليزية أري أنها تصلح للتطبيق في مصر حيث اعتمدت علي العنصر البشري إذ تتوافر لدينا ثروة بشرية هائلة يمكن تطويرها والإفادة منها بجانب كوننا بلدا زراعيا في المقام الأول مما يمكننا من توفير المواد الخام اللازمة للتصنيع. خلاصة القول كما انطلقت ثورة اللوتس يوم25 يناير فعلينا الآن لكي تنطلق ثورتنا نحو التنمية والنهضة الشاملة ولمسايرة الركب أن نكون كلنا مهاتير محمد.