أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة وحرصها علي تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات, في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة, لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرضه من تحديات متزايدة وعلي رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي والذي طالت تداعياته العديد من الدول الصديقة في أوروبا والقارة الإفريقية. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ, بحضور سامح شكري وزير الخارجية, وسفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة ستيفن بيكروفت. وأكد الرئيس حرص مصر علي إعلاء مبادئ حقوق الإنسان, منوها إلي أهمية تحقيق التوازن بين اعتبارات الأمن القومي والاستقرار في مصر وبين الحقوق والحريات. وأوضح الرئيس أن تلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري تعد جزءا أساسيا من حقوق الإنسان التي يجب العمل علي الارتقاء بها وتنميتها, جنبا إلي جنب مع الحريات السياسية والمدنية التي يتعين العمل علي ازدهارها في إطار منظور متكامل لحقوق الإنسان. وأشار السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي أن الرئيس نبه لأهمية تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن تمتد لتشمل الجوانب الفكرية والدينية, وكذا الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية. ونوه الرئيس الي أن صعوبة الظروف الاقتصادية توفر بيئة خصبة لنمو وانتشار الإرهاب وتساعد التنظيمات الإرهابية علي استقطاب عناصر جديدة إلي صفوفها. وشدد الرئيس إلي أهمية مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز أو تركيز علي تنظيم محدد دون التنظيمات الأخري التي قد لا تقل خطورة في أفكارها وتطرفها. وبين الرئيس أن التسوية السياسية للأزمات في عدد من دول المنطقة التي تشهد اضطرابات يتعين أن تتم بالتوازي مع مكافحة الإرهاب في تلك الدول. وذكر المتحدث الرئاسي أن أعضاء وفد الكونجرس الأمريكي أكدوا علي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة, منوهين إلي أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط, فضلا عن كونها شريكا محوريا للولايات المتحدة في المنطقة. وأشاد أعضاء الوفد في هذا الصدد بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب, متمنين أن تكلل الجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار بالنجاح. كما أثني أعضاء الوفد علي حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر, والعمل علي ترسيخ دولة القانون. وأعرب أعضاء وفد الكونجرس الأمريكي عن توافقهم التام مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرهم لها, مؤكدين أن مصر تعد إحدي أكثر الدول جدية والتزاما في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة. وأكد أعضاء وفد الكونجرس خلال اللقاء أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية بما يصب في صالح البلدين, منوهين إلي جهودهم من أجل تشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي علي زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية, فضلا عن مساعيهم الدءوب التي كانوا قد بذلوها لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها العسكري والاقتصادي. وأفاد المتحدث الرئاسي بأن اللقاء تطرق إلي التطورات الراهنة علي الساحة الإقليمية وما تمر به دولها من أزمات, حيث أكد الرئيس علي أهمية الإسراع في التوصل إلي حلول سياسية لتلك الأزمات, بما يحافظ علي وحدة دول المنطقة ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها, محذرا مما يتعرض له مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة من مخاطر. وأشار الرئيس إلي أهمية استمرار الدور المحوري للولايات المتحدة في تعزيز السلم والأمن في المنطقة والتصدي لخطر الإرهاب المتصاعد الذي يتسع نطاقه ويمتد إلي مختلف دول العالم. ولفت السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي بأن الرئيس رحب بالوفد الأمريكي. معربا عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين منذ عقود, وتثمين مصر للمساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة والتي ساهمت في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.