أكد اللواء وجيه المأمون العسقلاني رئيس الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين والقائم بأعمال رئيس مدينة حلايب بجنوب محافظة البحر الأحمر أن مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد هو المخزون الإستراتيجي من ثروات مصر الطبيعية وهذه المناطق هي المسئول الأول عن تنمية محافظاتجنوب الصعيد بصفة خاصة حال توجه الاستثمارات لاستغلال كنوزها الطبيعية, مشيرا إلي أن نحو30% من ثروات مصر التعدينية مدفونة بتلك المنطقة وقال العسقلاني في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إن أجهزة الدولة المختلفة تأخرت كثيرا في توصيل عناصر البنية الرئيسية لتلك المناطق خلال السنوات الماضية باستثناء القوات المسلحة التي تعمل بمفردها هناك, لافتا إلي أنه خلال الفترة الأخيرة وتحديدا مع مطلع عام2013 تنبهت الحكومة إلي ذلك ورصدت نحو مليار جنيه لتوصيل المرافق الرئيسية لتلك المناطق خاصة مايتعلق منها بمياه الشرب والكهرباء والطرق والثروتين الزراعية والحيوانية. وأضاف أن المنطقة أوشكت أن تكون مهيأة لاستقبال الاستثمارات السياحية والتعدينية وأنه يجري العمل حاليا في إنشاء عدة مشروعات جديدة ستغير خريطة المثلث تماما وتوفر الآلاف من فرص العمل لأبناء المنطقة وغيرهم. وأوضح المأمون ان أجهزة الدولة المختلفة تنبهت إلي أن تلك المنطقة تعد ركيزة اقتصادية كبيرة تستطيع أن تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي المصري بصفة عامة ودعم وتنمية محافظة البحر الأحمرومحافظاتجنوب الصعيد بصفة خاصة وذلك من خلال استغلال ثرواتها التي مازالت بكر في طبيعتها خاصة الثروات المعدنية والسياحية والزراعية فبدأت خطوات فعلية نحو تهيئة المنطقة لجذب الاستثمارات المختلفة من خلال إقامة المرافق التي تشجع المستثمرين علي المجيء للمنطقة واستغلال ثرواتها فرصدت نحو700 مليون جنيه دفعة واحدة لقطاع المرافق الخدمية ثم قررت الوصول بتلك الاعتمادات إلي مليار جنيه ثم بدأت في خطوات أولية لتحويل المواطن البدوي إلي عنصر منتج لنفسه ولمجتمعه المحيط به من خلال قيام وزارة الزراعة بإنشاء عدد كبير من الصوب الزراعية بالوديان الموجودة اعتمادا في ريها علي المياه الجوفية وتسليمها لعدد من أبناء المنطقة وجاءت بنتائج مبهرة للغاية في الإنتاج من الخضراوات لدرجة أننا بدأنا نوجه جزءا من إنتاجها لبيعه بالغردقة تحت إشراف المحافظة, فيما تقوم وزارة السياحة متمثلة في الهيئة العامة لتنشيط السياحة بتخطيط نحو أكثر من200 كيلو متر علي شواطئ البحر الأحمر داخل نطاق المنطقة لطرحها أمام المستثمرين السياحيين لإنشاء قري وفنادق سياحية بها حيث تتميز تلك المناطق بأنها بكر في شواطئها وفي بيئتها البحرية المتمثلة في مناطق الغوص ورحلات السفاري بالاضافة إلي تمتعها بمقومات فريدة للسياحة البيئية متمثلة في محميتي وادي الجمال وجبل علبة كأكبر محميتين طبيعيتين يحتويان علي ثراء فريد من الحيوانات والطيور والنباتات النادرة. وأكد المأمون أنه خلال العشرسنوات المقبلة ستصبح مدينة الشلاتين مثل الغردقة عاصمة المحافظة, مشيرا إلي ان هناك إجراء سيسهم وبشكل كبير في تنمية تلك المناطق فور تنفيذه وهو تحويل مطار برانيس العسكري إلي مدني وعسكري في آن واحد حيث وافق رئيس مجلس الوزراء علي ذلك كما حدث في الغردقة من قبل وترتب عليه ماحدث بمدينة الغردقة من تنمية شاملة نراها الآن. وقال المأمون إن قرار رئيس مجلس الوزراء الذي كان قد صدر منذ بضعة أعوام والمتعلق بتقنين حالات وضع اليد علي مستوي الجمهورية اصطدم بعقبة في الشلاتين وحلايب وقراهما حيث نص القرار علي ضرورة أن تكون المنازل التي تقنن أوضاعها خرسانية لكن بالنسبة لمنازل هذه المنطقة يختلف الأمر حيث إن جميعها كانت قد أقيمت من الخشب وغيره من خامات البيئة المحيطة بالسكان ولذلك تحتاج لتقنين أوضاعها لاستثناء من قبل رئيس الوزراء ونظرا لهذا الإجراء هناك حلول بديلة وضعها اللواء أحمد عبد الله محافظ الإقليم تتعلق بمضاعفة وحدات إسكان البدو علي مستوي المدينتين والقري التابعة وذلك من خلال التنسيق مع جهاز التعمير والقوات المسلحة لبناء أكبر عدد من تلك الوحدات وعلي ضوء ذلك وخلال عامين علي أكثر تقدير لن يكون هناك مواطن دون مسكن حضاري يقيم فيه هو وأسرته. وحول قيام البعض بالتنقيب عن الذهب أكد المأمون أن هذه المشكلة تم حلها بعد أن تأسست شركة لهذا الغرض سميت بشركة الشلاتين للذهب والثروة المعدنية وتم حصر المواطنين الذين يقومون بهذا النشاط بمعرفة الشركة واستخراج تصاريح لهم لمزاولة هذا النشاط ووضعت لائحة لتقنين هذا الوضع تتضمن قيام الشخص بتسليم كمية الذهب التي يجمعها وتسليمها للشركة تمنح منها20% للدولة ويتم شراء باقي الكمية منه وبالتالي تم تقنين مئات من فرص العمل وإفادة خزينة الدولة فيآن واحد. وقام محافظ البحر الأحمر مؤخرا بتخصيص عشرة آلاف متر لمصلحة الشركة لإقامة مبني عليها. وبالنسبة لأهم المشروعات التي سيتم تنفيذها بمثلث الجنوب خلال الفترة المقبلة أشار المأمون إلي ان هناك عدة مشروعات تنموية سوف تغير وجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية خلال الفترة المقبلة منها المجزر الآلي الذي يجري إنشاؤه بالشلاتين بطاقة15 رأس جمل في الساعة, كما سيتم إنشاء مجزر آخر بحلايب بهدف تنفيذ خطة طموحة تستهدف إنشاء منطقة صناعية للحوم لتوفير اللحوم اللازمة لسد الاحتياجات المحلية علي مستوي محافظات مصر من خلال استيراد رءوس الجمال وغيرها من السودان الشقيق وذبحها وتجهيزها ونقلها لبقية المحافظات. لافتا إلي انه سيتم إنشاء ميناءين بحريين بأبو رماد وحلايب أحدهما تجاري والآخر للصيد كما سيتم إنشاء أكبر عدد من الصوب الزراعية بوديان المنطقة وزراعتها بالخضراوات لتوفير الاحتياجات المطلوبة لمحافظة البحر الأحمر بجميع مدنها. وأكد المأمون أن تخصيص دائرة انتخابية لحلايب وشلاتين لأول مرة منذ نشأة المنطقة وتمثيل المنطقة بأول نائب برلماني بداية حقيقية للتعبير عن طموحات وهموم ومشكلات المنطقة علي المستوي المركزي, مشيرا إلي أن هذا الإجراء فتح الشهية السياسية لدي الشباب والمرأة من خلال أعلي مشاركة انتخابية شهدتها المنطقة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.