شد انتباهي وساقني قلمي وعقلي وتفكيري فيما قد مضي من احداث وفيما هو قادم من تطلعات وتمنيات فقد ساعدني تفكيري فيما شاهدته بعيني واحسست به من قلبي من فرحة عارمة باحتفال شباب ثورة25 يناير بميدان التحرير ميدان السعادة أن صح التعبير عنه وفي صلاة الجمعة وشعورنا جميعا وكأننا في احتفال عيد الأضحي ووقفة عرفات لأكثر من مليوني شاب وشابة ورجال ونساء واطفال ويؤمهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي هذا المشهد لم نر مثله علي الاطلاق مشهدا روحانيا قائما علي الحب والأخوة والاخلاص واليد الواحدة كما يطلقون عليها وينادون مصر.. مصر.. مصر تحيا مصر تعيش مصر تجاه وطنهم الحبيب لأنهم من صناعة مصرية اصيلة شعب أصيل بمعني الكلمة مصر أم الدنيا مصر قلب الأمة العربية مصر أم المباديء مصر الإنسانية مصر المذكورة في القرآن الكريم أدخلوا مصر أمنين بسلام أذن مصر الآمان مصر الحضارة أما المناسبة الجميلة التي جاءت في اثناء ثورة الشباب هي أجمل مناسبة علي الاطلاق وهي ذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم وما أجملها من ذكري فهو صلي الله عليه وسلم المعلم الأول للبشرية وهو الذي جاء بالبيان الأول الصادر من رب العباد جل جلاله في قوله تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله هذا هو البيان الذي لابد أن نجعلها الدستور الأول في حياتنا اليومية فلا أي ميزة لنا أن لم نأمر بالمعروف وأن لم ننه عن المنكر وان لم نؤمن لله الاهيان الحق بأن عنه الخيرية لهذه الاشياء فاذا انعدمت انعدمت الخيرية فحياة النبي صلي الله عليه وسلم مطعمه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك أصدر النبي صلي الله عليه وسلم بيانه فقال قل أن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم هذه الأمة التي شرفها الله ببعثه النبي صلي الله عليه وسلم وصفها الله جل جلاله بأنها خير أمة أخرجت للناس. أما عن ثالث المناسبات التي حدثت اثناء ثورة الشباب ضد الفساد والنظام فكان عيد الحب فهل الحب له يوم عيد نحتفل به وباقي الأيام نكره ونبتعد ونفعل غير الحب هذا من البدع الدخيلة والبعيدة كل البعد عن ديننا والأديان الأخري لا تقره فالحب الحقيقي هو في قوله صلي الله عليه وسلم أن كنتم تحبون الله فأتبعوني فإذا كنا ندعي حب الله فلابد أن نتبع سنة رسوله في امره بالمعروف ونهيه عن المنكر فكان صلي الله عليه وسلم لا يؤخر البيان عن وقت حاجته وانه كان صلي الله عليه وسلم مكلفا لأن يبين للناس الحق وان يدلهم علي الخير وان يحذرهم من الشر ومصارعته صلي الله عليه وسلم الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والي تصحيح اخطاء الناس وان عدم المبادرة الي تصحيح الاخطاء قد يفوت المصلحة ويضيع الفائدة وربما تذهب الفرصة وتضيع المناسبة يبرز الحدث ويضعف التأثير اذن هناك نصيحة وهناك فضيحة أن كنت مخلصا في دعوتك الي الله تنصح ولا تفضح تنصح فيما بينك وبينه. أما اذا اردت أن تعلم المجموع تأخذ بسنة النبي صلي الله عليه وسلم نبراسا تقول ماذا لا اقوام يفضلون كذا وكذا. فعلينا أن نتبع هذا البيان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كنا نحب الله ورسوله ولنجعل عيد الحب هو عيد حب الوطن وحب الله ورسوله وحب العمل واتقانه ومراعاة ضمائرنا في كل عمل نقوم به فلا تجعل أي مناسبة من المناسبات الثلاث التي ذكرت وهي ثورة شباب25 يناير وعيد الحب والاحتفال بالمولد النبوي الشريف كلها تكمن في آن واحد هو السير علي منهاج النبي صلي الله عليه وسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وان كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم هذا هو الطريق لمحاربة الفساد والمفسدون في الأرض وعلينا تعبئة الجماهير وصناعة الرأي العام اذا اردنا اليوم أن نصنع رأيا عاما أن نعبأ الجماهير في محبة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم وان نبحث عن وسائل وأدوات تناسب العصر سواء كانت هذه الأدوات والوسائل تجمعات في البيوت والجامعات والمساجد أن تكون كلها تحمل هذا المحتوي النبوي والبعد عن المخالفات الشرعية والتصحيح يكون من داخلها يقوم عليها أهل العلم والفضل ممن يعرفون بأقوال المذاهب ينظرون ويصححون وفي هذا المجالس والمناسبات في كل ما هو خير فأيهما أولي أن نجمع الناس علي أعمال الخير والمحبة للوطن وحب الدين والتدين والسلوك القويم أم نجمع الناس علي أفلام هابطة والملاهي ولعب الكورة فأذا اردنا التطور في حياتنا اليومية ولشبابنا العظيم علينا أن نقدم لهم برامج هادفة بأسلوب التعاون والبعد عن التخريب والانحرافات والتسامح وهذه بعض المعالم الجميلة التي يمكن زرعها في قلوب الشباب لهذا اذا أردنا التطور في ظل الديمقراطية علينا أن نطور من انفسنا في اخلاقنا في سلوكنا في حياتنا اليومية والبعد عن كل ما هو فيه شر وضرر للبشرية لنقول لا للفساد لا للغش لا للوساطة لا للمحسوبية وأن يكون المسئولون خير قدوة لنا بأن يعاملوا ضمائرهم ويتقوا الله في كل أعمالهم. والي الأمام والي المستقبل نتمناها حياة كريمة وعادلة لمصرنا الحبيبة.