تبذل وزارة الداخلية جهودا مكثفة ومضنية في حربها ضد الإرهاب, وتؤدي دورها علي أكمل وجه ويعمل رجالها بدون راحة علي مدار اليوم, في الليالي الباردة وفي النهار تحت أشعة الشمس المحرقة, يضحون براحتهم ويتواجدون بين الناس في الشوارع والميادين, بل ويضحون بأنفسهم وأرواحهم, وكم من شرطي بطل اغتالته يد الغدر والإرهاب, دون ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية, وكل هذا لا يفت في عضدهم, ولا يؤثر علي عزيمتهم, فتجد كل رجال الشرطة مستعدين للتضحية, ويسعون للعمل في الأماكن الخطرة, في الصفوف الأولي لمواجهة الإرهاب والثأر لدماء زملائهم الذين سبقوهم إلي الفردوس الأعلي شهداء مطهرين, ولا يمكن أن تطمس أخطاء فردية من بعض الأفراد هذه الجهود ولا أن تغطي عليها أو تؤثر علي صورة الشرطي الوطني الذي يسهر طوال الليل من أجل تأمين الوطن والمواطن. في الأسبوع الماضي كشف وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في مؤتمر صحفي عن خلية إخوانية, قامت بدعم من حركة حماس الفلسطينية, باغتيال النائب العام السابق الشهيد المستشار هشام بركات, هذا الكشف جاء نتيجة لجهود مكثفة وتحقيقات استمرت شهورا, كما أكد عبد الغفار أن الداخلية نجحت في الفترة الماضية في إحباط مؤامرة كبري كان يخطط لها الإخوان لزعزعة استقرار الدولة وتخريب منشآتها والقضاء علي مقدراتها, لكن جهاز الأمن بعون الله تمكن من كشف أبعاد هذا المخطط الشيطاني, وقام بالقبض علي عناصره, كما قبض علي المتورطين في اغتيال الشهيد بركات, لتهدأ روحه في مستقرها الفردوسي, وهي العملية التي اشترك فيها14 شخصا من خلية تضم48 من الإخوان وحركة حماس وتم استخدام عبوة متفجرة وزنها80 كيلوجراما. وأكد الوزير أن المؤامرة الإخوانية الكبري ضد مصر بدأت منذ فترة طوية وكانت تتضمن مجموعة عمليات كبري للتخريب والتفجير واغتيال كبار الشخصيات بتوجيهات من قيادات الإخوان الهاربين في تركيا, بالتنسيق مع الذراع العسكرية الموجودة في غزة, ورغم أن مصر قدمت الكثير للقضية الفلسطينية, وخاضت من أجلها حروبا عدة,48 و56 و67 و73, وقدمت الشهداء بالآلاف في سبيل إعادة الحق لأصحابه, إلا أن حركة حماس لم تقدر هذه التضحيات ولم تحفظ لمصر الجميل. تضحيات بشرية وسياسية واقتصادية ولكن علي مر السنوات الماضية تأتي الجماعات الإرهابية عن طريق غزة, والسلاح عن طريق غزة, ودأبت حركة حماس علي أن تكون لها يد في كل الأعمال التخريبية التي تضر بالوطن وتؤجج المشاعر المصرية ضدهم, وكان الأولي بها أن تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لاسترجاع حقوقهم المشروعة بدلا من المشاركة في أعمال قتل وإرهاب داخل الحدود المصرية, وهم يعلمون أن مصر لو ضعفت فإن القضية الفلسطينية تحتاج إلي سنوات كثيرة قبل أن تحل. وللأسف فإن الأموال المتدفقة من قطروتركيا لمحاربة مصر تغير النفوس والمبادئ إن وجدت, لكن الله حبا مصر بقيادة سياسية واعية, ورئيس وطني يحب بلد وشعبه ولن يفرط في أي شبر من مصر وسيناء الحبيبة كما كان يخطط الإخوان بإعطاء حماس نصف سيناء ليقيموا دولتهم المنشودة وينسوا أصل القضية والاحتلال الصهيوني لأراضيهم. مرات عديدة تتدخل القيادة المصرية علي مدار الزمان لوقف القتل ضد الفلسطينيين, والفصل بينهم وبين إسرائيل, والعمل علي إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية حفاظا علي أرواح إخوتنا في فلسطين وقطاع غزة, وفتح الحدود لتوفير المطالب الفلسطينية, كل هذا ويكون الشكر عبارة عن آلاف الأنفاق للتهريب وإرسال الإرهابيين, وهو ما جعل الشباب المصري غير راض عن سياسات حماس علي الأرض المصرية, مصر لها الله, وتحيا مصر.