قل لي من فضلك.. ما هو تشخيصك للحالة التي عليها الجنيه المصري حاليا؟.. يرثي لها, ولا تسر عدوا أو حبيبا, لقد دخل اللحلوح في غيبوبة, ومحاولات الإفاقة لم تثمر عن شيء رغم وضعه علي جهاز التنفس الاصطناعي. يا ساتر.. ولما هذه النظرة التشاؤمية؟.. أقول لك نساعده بعمليات التنفس الاصطناعي ولا نري تحسنا يظهر في الأفق!. وكيف وصلنا لهذا المستوي المتردي؟.. لا إنتاج.. لا تصدير.. لا ترشيد للواردات.. وعوامل أخري تالية في الأهمية. وهل الحالة تستعصي معها إسعافات أولية كالتعويم أو الإصدارات الورقية وغيرهما من المسكنات الاقتصادية؟.. المأسوف علي شبابه يحتاج إلي كنصولتو أدمغة من خارج المجموعة الاقتصادية الوزارية التي يجب أن تفور فورا, لأننا بحاجة إلي من يأتي بحلول غير تقليدية من خارج الصندوق. ولماذا عمليات الهبوط المستمر في الدورة الدموية للجنيه؟.. نتيجة التراجع في قيمة صرفه, وهو ما أثر سلبا علي القدرة الشرائية مما أدي لمزيد من الضغوط التضخمية, فارتفعت حرارة أسعار المواد الغذائية والمعيشية, التي ضجر منها المواطن الكادح, وشكي الحال لعالم الأحوال. أليس الجنيه هو نفسه الجنيه والمرتبات والأجور لم تنتقص سحتوتا؟!.. حتي نتفهم الحالة ببساطة يا سيدي.. هل الجنيه الذي ربما يكون في جيبك الآن تستطيع أن تشتري به نفس السلع التي كنت تشتريها قبل أشهر مضت؟!.. لقد انخفض الجنيه في سوق الصرف الرسمي بشكل غير مسبوق, في الوقت الذي لامس سعر الدولار في السوق السوداء الجنيهات التسع وأكثر. ولماذا تلجأ للسوق الموازي.. وتترك الرسمي؟!.. آه.. تقصد رسمي نظمي فهمي, وهي فين يا حسرة, خرجت من الملعب بدري لانعدام المهارة وضعف اللياقة وقلة الإمكانات. وما نتائج الهروب المبكر للمنتخب الحكومي من الملعب؟!.. هذا الهروب ترك الفقراء بمفردهم يواجهون قدرا مجهولا, والغلابة يعانون صلف العيش, فتعددت المشكلات وزادت الأعباء وانفجرت ثورة الأسعار واختفت المواد الغذائية والأدوية. ولما أنت فارد عضلاتك علي الحكومة؟.. عضلات! ومن أين ل طافح الكوتة مثلي بالعضلات, غير أن حكومتنا الرشيدة بدلا من تسخير كامل طاقتها للارتفاع بمستوي معيشة المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر أو عليه أو فوقه بقليل وجهت جهدها للعناية بالأغنياء ورجال الأعمال, فازداد الغني غني, ونزف الفقيرا فقرا. أنت تقسو علي الحكومة وتتهمها بأنها تعيش بمنأي عن أحلام الناس الغلابة؟.. هل توجد أي جهة رسمية عندها معرفة حقيقية بقيمة التكلفة الفعلية لمعيشة الأسرة المصرية ومتطلباتها المختلفة من المأكل والمشرب والملبس والصحة والتعليم, وإذا كانت تعرف فماذا فعلت لرفع الحمل الذي تنوء منه الجبال ويحمله المصري بكل صبر وجلد, وهل توقفت حكومتنا أمام ترتيب مصر عالميا من حيث تكلفة المعيشة. أري أنك تحمل هذه الحكومة مسئولية سياسات اقتصادية ورثناها منذ عقود طويلة؟.. معك حق.. وما استغرب له أن كل دولة في العالم لها عملتها الخاصة التي تعتز بها ولا تتعامل بغيرها فيما بين مواطنيها أو مع غيرهم من الأجانب الذين علي أرضها إلا مصر, فتترك لكل إنسان حرية التعامل بالعملة الصعبة التي يريد, وتدفع بالدولار رواتب العاملين المستقدمين من الخارج بدءا من الخبراء والفنيين وانتهاء بالمغنيين والراقصين والمدربين.. أعلم أنه إذا هانت عليك عملتك ضاعت هيبتك وضعفت شوكتك. وللحديث بقية..