يطلق علي الحزب الجمهوري الأمريكي: الحزب العتيق العظيم, جراند أولد بارتي: جي. أو. بي. هو الحزب الذي يحمل راية المحافطين, ماليا ودينيا واجتماعيا في الولاياتالمتحدة. بعد نتائج الإنتخابات المبدئية التي أجريت أول مارس في إحدي عشرة ولاية أمريكية, والتي تعرف في ثقافة الانتخابات الأمريكية, بيوم الثلاثاء الكبير, لأنها دائما تجري في يوم الثلاثاء من كل انتخابات مبدئية كل أربع سنوات عقب انتخابات ولاية كارولينا الجنوبية, هذه المرة فاز في سبع منها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب صاحب البرامج العنصرية, متغلبا علي بقية المرشحين الآخرين والذين لم يفوزوا إلا في أربع منها. أصبح بعدها دونالد ترامب قاب قوسين أو أدني من حصوله علي الأصوات الانتخابية المطلوبة ليكون مرشح الحزب الذي سيواجه المرشح من الحزب الديمقراطي في نوفمبر القادم. فجأة استعرت الجحيم بلا هوادة كما يقول الأمريكان:AllHellbrokeloose فجأة ظهر قادة الحزب الجمهوري ورجال المال والباحثون والصحافة, ليعبروا عن خوفهم الشديد من فوز ترامب, ليكون مرشح الحزب في الانتخابات النهائية, وإحتمالية فوزه بمنصب الرئاسة الأمريكية. السؤال الملح: لماذا انتظر هؤلاء كل هذا الوقت رغم وضوح الرؤية, وأن ترامب عنصري كريه, ومفتت لمكونات الحزب, ومنفرللغالبية العظمي, سواء كانوا من الأقليات أو من الليبراليين أو كل الأديان والألوان؟ الإجابة ببساطة: أنهم كانوا يظنون أنه لن ينجح أبدا, نتيجة طبيعته العنصرية وشخصيته الكريهة, وأنه يملك القدرة علي التدمير الذاتي. تركوه ظنا منهم أنه حتما سيفشل, ولكنه استطاع خداع الجميع باستمالته ومخاطبة أنصاف المتعلمين منهم, واستخدامه للشعارات وإلصاق التهم بكل من يكرهون وينبذون بالداخل والخارج. فجأة اشتعلت ما يشبه الحرب الأهلية بين معسكر دونالد ترامب, ومسئولي الحزب الجمهوري وإستراتيجييه المؤثرين. بدأها ميت رامني المرشح الجمهوري السابق والذي خسر في الانتخابات الرئاسية عام2012 أمام باراك أوباما المرشح الديمقراطي. القي رامني خطابا ناريا يوم الخميس الثالث من مارس مركزا فيه علي طبيعة ترامب الاستغلالية متهما إياه بالنصب علي الناخبين البسطاء, وأنه كاذب في كل ما يقول ومايدلي من تصريحات, وأنه سيقود أمريكا الي الخراب وأنه عار لا يليق بمنصب الرئيس الأمريكي, وأنه سيعرض أمن أمريكا للخطر. في نفس اليوم خرج أكثر من ستين شخصا من أساطين الحزب من قادة عسكريين وساسة وباحثين ورجال مال, وقاموا بالتوقيع علي إعلان تم نشره في الصحافة مفاده أن أمريكا ستكون أقل أمنا لو تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة, وأنه يستغل غير المتعلمين ليقوموا بالتصويت له, وأنه يزكي روح العداء بين طبقات الشعب الأمريكي. كما صرح رئيس مجلس النواب ورئيس الكونجرس والعديد من أعضاء الكونجرس والنواب بأنهم يرفضون تصريحات ترامب العنصرية وقبوله الدعم من المنظمات شديدة العنصرية مثل الكلوكلوكس كلان التي دعم رئيسها ترشيح ترامب للرئاسة. عقب كل ذلك أجريت مناظرة مساء الخميس الثالث من مارس بين المرشحين الجمهوريين, وكانت سيلا من الردح والشتائم المتبادلة بين ترامب من طرف والمرشحين الآخرين من طرف آخر. الخطير في الأمر أن استطلاعات الرأي المبدئية عن آداء المرشحين في تلك المناظرة كشفت عن أن كثيرا منهم يعتقدون أن ترامب كان الفائز في تلك المناظرة التي تسبق انتخابات السبت الخامس من مارس, والتي ستجري في أربع ولايات امريكية وأنه من المتوقع أن يفوز فيها ترامب أيضا بنصيب الأسد كما تدل نتائح معظم إستطلاعات الرأي. ستستمر الحرب الأهلية حتي الخامس عشر من مارس والذي سيتحدد عقبه الفائز بالأصوات الإنتخابية المطلوبة بين معسكر ترامب والحزب الذي أسقط في يده والذي يحاول مسئولوه إيقاف قطار ترامب قبل أن يصل الي محطة حصوله علي الأصوات الانتخابية المطلوبة, وعندها ستكون قد وقعت الواقعة وفات الميعاد وربما سينتهي للأبد عنده الحزب الجمهوري العتيق. الجامعة البريطانية في مصر