لا يزال متحف بني سويف الذي يضم آلاف القطع الأثرية النادرة لعصورما قبل التاريخ والعصر الفرعوني والإسلامي والقبطي والقطع التي تمثل العصر الحديث حتي عصر محمد علي مغلقا منذ أكثر من ثلاث سنوات بحجة التطوير من قبل قطاع المتاحف التابعة لوزارة الآثار بعد أن تم حفظ أكثر من5 آلاف قطعة في مخازن المتحف قد تستطيع أن تقلب الموازين الاقتصادية بمحافظة بأكملها في حال استثمارها في جذب السياحة الداخلية والخارجية. عبد المحسن القاضي مدير عام متحف آثار بني سويف السابق قال: يضم المتحف أفضل القطع الأثرية التي تم استخراجها من عشرات المناطق الأثرية بالمحافظة بجانب مجموعة من آثار المتحف المصري والاسلامي والقبطي كما يضم المتحف مكتبة وقسم التربية المتحفية وقسم الوعي الثقافي الخاص بنشر الثقافة الأثرية وأضاف انه رغم تواجد الآلاف من القطع الأثرية الخاصة بكل العصور والحضارات إلا أن عدد زائري المتحف محدود للغاية وذلك بسبب إهمال وسائل الإعلام لمثل هذا المتحف, مشيرا إلي ان المتحف يعاني من غرق حجرات التخزين البدروم الخاصة به بالمياه الجوفية التي أثرت بشكل سلبي علي القطع الأثرية وأصبحت تهددها بالقضاء عليها كما تسببت المياه والرطوبة في تصدع جدران وواجهات المتحف. وفيما تقوم وزارة الآثار منذ عدة سنوات بتطوير متحف بني سويف ليكون مزارا سياحيا واعدا بتكلفة15 مليون جنيه, وتشمل عملية التطوير تدعيم المتحف بأنواع من الفترينات الحديثة ووسائل العرض المتحفي وأعمال الجرافيك وبطاقات الشرح والعلامات الإرشادية بالإضافة إلي إضاءة الفتارين التي توجد بالمتحف والبالغ عددها30 فترينة عرض مابين حائطية ووسطية وهي من النوعيات عالية الحماية وفائقة الجودة بما يتناسب مع القطع التاريخية المعروضة بها ويتناسب مع أهمية المحافظة الأثرية حيث تعد بني سويف متحفا تاريخيا علي مر العصور. وفجرت سعاد فايز مديرة المتحف الحالية عدة مفاجآت ل الأهرام المسائي بتأكيدها أن المتحف تم افتتاحه في1997/3/26 علي مساحة تقارب5 آلاف متر مربع مما يعد أكبر متاحف العالم قبل ان يقرر مهندسو قطاع المتاحف أهمية إجراء عمليات تطوير وصيانة ومعالجة للمتحف وتم إغلاقه منذ3 سنوات حتي الآن وتم وضع جميع الآثار المتواجدة بالمتحف في مخازنه لحين علاج مشكلة المياه الجوفية التي كانت قد أغرقت بدروم المتحف منذ عدة سنوات. وعن سوء المكان الحالي للمتحف المتواجد داخل حديقة حيوانات بني سويف وموقف السرفيس بالمحافظة قالت سعاد فايز: عند الشروع في إنشاءالمتحف عام1981 كان موقع المتحف متميزا عند مدخل المحافظة الوحيد آن ذاك وكان محل حديقة الحيوان حديقة العبور الكبري والتي كان من المقرر ضمها الي المتحف وفي يوم الافتتاح عام1997 قرر محافظ بني سويف أنذاك صبري القاضي افتتاح حديقة حيوان بحديقة العبور وبالتالي أفسد موقع بانوراما المتحف ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قام المحافظ الذي تلاه سعيد النجار بإقامة موقف للميكروباص بجوار بوابة المتحف الرئيسية وكأنهم كانوا قاصدين محو تراث بني سويف بأيديهم. وأشارت مديرة المتحف الي قيامها بحملات توعية بأثار بني سويف داخل المتحف لأبناء المحافظة وخاصة طلبة المدارس لتنمية وعيهم السياحي والتعرف علي كنوز المحافظة الاثرية خاصة وان المحافظة تضم العديد من المناطق السياحية والاثرية مثل هرم ميدوم وكهف سنور وأثار الحيبة بالفشن وإهناسيا وغيرها ليكون لديهم الحافز للمطالبة بسرعة افتتاح متحف بني سويف الأثري. وتضيف: لدينا خطة لتنشيط السياحة الداخلية ولكن فيما يتعلق بالسياحة الخارجية فبني سويف ليست علي خارطة السياحة المصرية وأتمني إلقاء الضوء علي خزائن أسرار الآثار حيث انني أعتمد فقط علي تنشيط الزيارات الخارجية للمتحف من قبل الأساتذة المتخصصين في الآثار بجامعات أوروبا عندما يأتون للدراسة والبحث هنا بأن يقوموا باصطحاب طلابهم معهم فقط. من جانبه أبدي المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف تحفظه علي الموقع الحالي للمتحف, مشيرا إلي ضرورة دراسة نقل المتحف إلي موقع أخر أكثر جذبا وبتصميمات عالمية من خلال الاستعانة بالهيئات الدولية والعالمية المهتمة بالتاريخ والتراث الإنساني مثل هيئة اليونسكو, مما يمثل رواجا للموقع الجديد سواء علي مستوي السياحة الداخلية أو الوافدة وما يستتبعه من إنشاء فنادق وكافتيريات ومطاعم وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.