كانت احلام عبدالرحمن اكبر من تطلعات وطموحات الشباب بعد ان افتقد ابسط المقومات التي تساعده علي تحقيقها صار الشاب يبحث عن طريقة تنتشله من حياة الشقاء التي يحياها الا ان كل الطرق كانت مسدودة امامه مما اثر علي حالته النفسية واصابه الاكتئاب وصار منعزلا ومنطويا عن اقاربه واصدقائه لفترة ليست بالقصيرة ملازما لغرفته لا يخرج منها الا قليلا. وفي احد الايام خرج عبد الرحمن من غرفته علي غير العادة وتوجه الي باب الشقة المتواضعة التي يقيم بها خارجا الي الشارع هائما علي وجهه في حالة يرثي لها حتي استقرت قدماه بعد ان غلبه التعب والارهاق الي الاستقرار باحد اركان مقهي شعبي ينظر بعيون زائغة الي المارة والجالسين علي المقهي وكأنه يبكي حاله البائس الي ان اقترب منه صديق له وبدآ معا تبادل الحديث عن ظروفهما واوضاعهما السيئة الي ان جذب انتباههما احد اصدقائهما القدامي الذي يقود سيارة فارهة مرتديا ملابس انيقة تظهر ثراءه الفاحش وعرف من صديقه ان سبب تغير احواله المادية اتجاره في المخدرات.. كان هذا المشهد السريع بداية تحول في حياة الشاب المراهق الذي اصر علي التخلص من ماضيه والتطلع الي مستقبل افضل باي طريقة لتحقيق امانيه دون ادني مجهود او تعب ولو عن طريق السير في طريق الشيطان للنجاح في الوصول الي حلمه الذي ظل يراوده لعدة سنوات بان يصبح من اصحاب الاملاك والسيارات الفارهة.. بدأ عبد الرحمن في الخروج من الحياة الضيقة التي يعيش فيها بعد ان تناول اول قرص مخدر كان بمثابة المفتاح السحري الذي فتح امامه جميع الابواب المغلقة بعد ان هيأ له السعادة الزائفة واستمر في تناول الاقراص المخدرة التي اعتاد الحصول عليها من اصدقائه بشراهة يبتلع القرص تلو الاخر غير شاعر بنفسه حتي سقط في بئر الادمان الذي لامفر للهروب منه وتحول مع مرور الوقت إلي الاتجار بالمخدرات متخذا من صديقه الثري مثالا وامتلأت جيوبه بالاموال الحرام واصبح من اشهر تجار الصنف بمحافظة المنوفية يرتاد افضل الاماكن ويرتدي ازهي الملابس ويقضي ليله في السهرات الماجنة ينفق الاموال ببذخ.. اصبح التاجر مطاردا من قبل رجال الشرطة بعد ان ذاع صيته وسط اهالي منطقته الا انه كان دائم التخفي والهروب قبل وصول رجال الامن اليه مما اضطره الي نقل نشاطه الي منطقة حدائق القبة التي اتخذ منها مسرحا جديدا لمزاولة نشاطه الآثم في ترويج المواد المخدرة وتحديدا مخدر الحشيش يتنقل بسيارة فارهة لابعاد الشبهات عنه ولتوزيع الصنف علي المدمنين بنفسه حتي سقط في شر اعماله ليقضي ما تبقي من عمره خلف القضبان بعد ان تمكن النقيب محمد شكري العزب معاون مباحث حدائق القبة من الايقاع به وبحوزته نصف كيلو حشيش. كانت معلومات قد وردت الي المقدم سمير مجدي رئيس مباحث حدائق القبة بقيام عاطل بالاتجار بمخدر الحشيش واتخاذه من دائرة القسم مسرحا لتوزيع سمومه علي الشباب وتردده في اوقات متأخرة ليلا علي عملائه من المدمنين.. وبعرض المعلومات علي اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمود خلاف نائب المدير وعبد العزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية باشره العميد محمد الالفي رئيس مباحث قطاع الشمال حيث تم توجيه عدة مجموعات بحثية بقيادة العقيد حمدي النهري مفتش مباحث فرقة الزيتون لجمع المعلومات اللازمة لوضع خطة الضبط.. وتبين من التحريات ان المتهم يدعي عبد الرحمن بدر عبد السميع24 سنة عاطل سبق اتهامه في قضية مخدرات. بعد تقنين الاجراءات وعقب استصدار اذن من النيابة وباعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي يتردد عليها تمكن النقيب محمد شكري العزب معاون المباحث من ضبطه في احدها في اثناء قيادته سيارة سوداء اللون وبحوزته نصف كيلو من مخدر الحشيش ومبلغ4 الاف و590 جنيها وتليفون محمول.. باقتياده الي ديوان القسم ومواجهته بما اسفرت عنه عملية الضبط اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والهاتف المحمول لتسهيل الاتصال بعملائه والمبلغ المالي من متحصلات تجارته.. تم تحرير المحضر اللازم وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق.